رسائل عن التحرش الجنسي (1)

تخفي كل واحدة من بنات حواء في داخلها حكاية عاشتها بتفاصيل معينة، كان بطلها "ذكر" متحرش ( أو أنثى أحيانا)، وكانت هي الضحية التي لم تستطع مقاومة هذا التحرش أو حتى الحديث عنه ومواجهته.
وقد يخفي بعض الرجال (أو ربما يبوحون بذلك)، تفاصيلا عن قصص عاشوها عن متحرشين جنسيا أو كانوا هم أبطالها.

لكل من تريد الحديث عن حكايتها مع المتحرشين، ولكل من يريد البوح بتعرضه للتحرش الجنسي، المرجو مراسلتي على البريد الالكتروني التالي: marrokia2000@yahoo.fr


الرسالة الأول:
أهلا،
لن أقول لك بأني رجل شديد الجمال، ترتمي النساء تحت قدميه كتامر حسني، أو تحلم به الفاتنات كمهند نور، أو تعشقه المراهقات كبجيستين بيبر، لأني مجرد رجل عادي ككل أبناء جنسي، مزهو برجولته التي يتباهى بها أمام الآخرين. وسأكذب على نفسي قبل أن أكذب عليك وعلى قرائك إن ادعيتُ العكس.
أقطن في مدينة شعبية يسكنها رجال عاديون مثلي، وربما كانوا طبيعيين أكثر مني، أو على الأقل هذا ما اعتقدته.
قصتي مع التحرش الجنسي كانت في شهر رمضان الماضي، حينما ذهبت كإنسان عادي مساء يوم الخميس لحمام الرجال، كي أغتسل استعدادا لصلاة يوم الجمعة، وحماماتنا الشعبية يعرفها الجميع، بقبابها وسطولها وصابونها، وأوساخها. ورغبة التخلص من الأوساخ هي من جعلتني أطلب من أحدهم "حَكَّ" ظهري بعد أن لمحته يراقبني فاستشعرتُ أنه يريد أن يطلب مني نفس الشيء، لذلك كنت سباقا لمبادرته، ويا ليتني لم أفعل.
سلمتُه ظهري بحسن نية، ولكم أن تتصوروا ما حدث بعدها، لما بدأت أحس بتحركات غريبة ومعها كلمات وآهات عرفت معناها متأخرا...
...
..
..
وبدون أن أذكر التفاصيل، قررت أخيرا ألا أدخل حماما عموميا، وكرهتُ ذلك الشخص الذي كنت أحترمه سابقا. وحاولت ُ نسيان ما حدث..
فضلتُ مياه الصنبور الباردة على دفء حمام أعيش فيه مثل ذلك الموقف الساخر والمحرج..


الفـــــــــــــال

توضيح: التدوينة أسفله، هي مقتطف من القصة القصيرة المعنونة ب " الفال"، بقلم الكاتب الشاب أيمن قشوشي، من مجموعته القصصية: كلكن عذراوات


...........
ها قلبي،


أهدتني خاتما، لم أعر الأمر أهمية. فأنا قاصر عن التأويل، أهدتني خاتما جديدا، ربما يملك أبوها محل جواهر. سألتها فدعتني لزيارتهم.
لِمَ لَمْ تجب؟ ربما لا تعرف عمل أبيها أو تستحيي من أن تسأله.
- ماذا تريد منها؟
فعلا كان يجب أن أكون نائما أو جالسا في المقهى. كنت أريد فقط أن أسأل عن الخاتمين.
خرجت بسرعة وأجابت: يريدني وضغطت على النون بعنف إلهة.
لم أعر للأمر أهمية وأومأتُ برأسي اتجاه الساعة.
- متى إذن أعرف صاحب الخواتم؟
قالت لي: يوم العرس
استعارت مني الخاتمين وأهدتهما لي من جديد علنا.
كنت أود أن أسألها. لم تمهلني وأطفأت النور.
-لا تفكر، لا تسأل، نم كما كنت تنام دوما.
مر زمن نسيت فيه ما وقع وتهت في مصاريف الحليب والولادة. ناديتها: أماه علها تكف عن مناكفتي وتدعني أبحث وأنام.

أنا كذلك أصبحت أبا مرة واثنين وثلاث و... يتفننون في تعذيبي، يبكون كثيرا فأضطر لأن أضع قطعتي قطن في أذني وأنام.
يكبرون بسرعة، أوصلهم وأحضرهم من المدرسة كل يوم والموقف يقترب ولا زلت لم أفك بعد لغز الحياة.
تذكرت أن أباها من سيدلني، وتذكرت مؤخرا أنه قد مات. لم أفهم كيف كان يزور حماتي ليلا، وهي مرة مرة فما مات إذن.
في ليلة باردة وسعال يدميني يبرد الجسد، وأحاسب نفسي قبل ميعادها.
- كنت في الحمام اليوم.
- وما فعلت بالحياة؟
- وما الحياة ما لم أعرف صاحب الخواتم؟ ونمت كما كنت أفعل دوما..
.......



شخصيات مغرب 2011

مع نهاية السنة الماضية، وضعت في مدونتي موضوعا يحتوي على لائحة بأسماء أهم الشخصيات التي ميزت 2010. أعجبتني اللعبة فأحببت أن أعيدها في سنة 2011 أيضا. سألت العديد من الأصدقاء في مرات مختلفة، عن أكثر الشخصيات المكروهة أو المحبوبة بالنسبة لهم في المغرب؟ طبعا كانت الإجابات مختلفة وكانت معها الحيرة في أحيان عديدة. لكن اتفق الكثيرون على أن ( مول الضو+ الجار الشرير) هم أكثر من يكرهون في بلدنا العزيز.ههههه

الغريب في الأمر أن هناك شخصيات عبر الكثيرون عن اعجابهم بها وبأعمالها، لكن بالمقابل لقيت نقدا كبيرا من طرف أشخاص آخرين. ولقد هيمن السياسيون هاته السنة على اللائحة، ربما بسبب الظرفية السياسية للربيع العربي الذي مر به المغرب وباقي دول الضاد خلال هاته السنة العجيبة.
وبدون أن أطيل عليكم، هاته أسماء شخصيات مغرب 2011 حسب وجهة نظري:


10- عادل تاعرابت
برز اسم هذا اللاعب ضمن التشكيلة الجديدة للمنتخب المغربي يوما قبل مباراة ضد المنتخب الجزائري، حينما قرر مغادرة المعسكر التدريبي بدون سابق انذار ولأسباب مجهولة. مما أكسبه سخط الجماهير الكروية واتهامه بالخيانة العظمى وطلب سحب الجنسية منه. تعرابت اعتذر فيما بعد ونجح في اقناع المدرب بمنحه فرصة جديدة، أثبت بها بعد أن ساعد في تأهل المغرب لكأس افريقيا، أنه يستحق الفرصة التي منحت له. وشعبنا الطيب مد اليد مرة أخرى لتاعرابت لتملأ صورته الصحف المغربية لأشهر طويلة هاته السنة.

9- سعد الدين العثماني:
الطبيب النفسي والسياسي المحنك الذي استطاع أن يكسب احترام كل فئات الشعب. حتى أكثر الكارهين للحزب الذي ينتمي له، كان العثماني يشكل يشكل خطا أحمرا لا يمكن تجاوزه، فلا ينبسون في حقه إلا بطيب الكلمات. تمناه العديدون رئيسا جديدا للحكومة المغربية بهدوئه وحنكته واتزان أقواله، فهل ستتحقق رغبة الآخرين فنرى العثماني وزيرا لأول مرة؟

8- صلاح الدين مزوار:
وزير المالية الذي أحدث جدلا بسبب مشروع المالية المثير الذي وضعه، عاد مرة أخرى للواجهة بعد إعلانه ترأس تحالف جي8 من أجل الديموقراطية، والذي وضع نصب عينيه هدف الفوز في الانتخابات البرلمانية، وهو هدف لم يتحقق. مزوار أيضا دخل في حرب خاسرة مع حزب العدالة والتنمية، ولم يخرج منها سوى بمقعد برلماني وحيد، أو ربما بأشياء أخرى غابت عن المغاربة!!!!!

7- ياسمينة بادو
الوزيرة الضاحكة التي سخرت من حشرة تقتل عشرات المغاربة كل سنة.. ياسمينة بادو كانت في الواجهة طيلة أشهر بسبب اعتلائها عرش وزارة رأى الكثيرون أنها لا تستحقها، ساهم ذلك في دخولها في حرب بلا هوادة مع أطباء وزارة الصحة في اضرابهم شهر ماي من هاته السنة، والذي شل قطاعا حيويا لا يحتمل التوقف. ياسمينة بادو أكدت على تشبتها بأفكارها بعد أن استعملت كل الأساليب ( من فياق بكري، وزغارد وزيد وزيد..) لتفوز أخيرا بمقعد برلماني في حكومة جديدة.

6- أسامة الخليفي:
الشاب الذي قيل بأنه سيغير المغرب بعد أن أُعلِن تزعمه لحركة 20 فبراير. ورغم أن كثرا كانوا يعرفون خلفيته المتزعزعة الايديولوجية والسياسية، إلا أن دعوته لقيت في البداية اقبالا من طرف فئات عديدة من الشعب المغربي قبل أن تتراجع الحركة. الخليفي يعتبر من الشخصيات المغضوب عليها في المغرب بسبب عدم استقراره على رأيه وتحول أفكاره 180 درجة حسب التغيرات السياسية في البلاد، لم يكن بكل بساطة سوى قناع باطل بني على باطل.


5- منصف بلخياط:
الوزير الذي ورد اسمه بين المحبوبين والمكروهين من قبل الشعب المغربي. لمع صيته منذ توليه وزارة الشباب والرياضة وبعد انفتاحه على من يهمهم الأمر في الصفحات الاجتماعية تويتر والفايسبوك. وعرفه الناس أكثر مع كل النشاطات الرياضية وخصوصا منها الكروية التي كان يذكر فيها اسم المغرب، خصوصا مع نيل شرف تنظيم العديد من الملتقيات القارية والعالمية.

4- عباس الفاسي:
وزير حكومتنا بكل بساطة، وأعتقد أن الكل يعرفه ويعلمون أيضا ان كان من المحبوبين أو من المغضوب عليهم في بلادنا العيدة


3- رشيد نيني:
الصحفي الأول في المغرب كما يقولون، والذي اعتقل هاته السنة ويواجه حكما بالسجن لا يزال مستمرا حتى كتابة هاته الكلمات. ولم تشفع الوقفات الاحتجاجية ولا المناداة بالإفراج عنه في تحقيق الحرية لصحفي بدأ اسمه يختفي رويدا من الساحة المغربية.


2- فؤاد عالي الهمة:
مستشار الملك المثير للجدل دوما.

1- عبد الاله بن كيران:
رئيس الحكومة المغربية المثير للجدل أيضا، بتصريحاته وتعليقاته وتهكماته، وأخيرا باكتساح حزبه المعتدل للمشهد السياسي المغرب.
شخصية السنة بدون منازع وباتفاق كل الشعب المغربي :)



احذروا الملابس النسائية!!


 أثناء تصفحي بالأمس لإحدى الجرائد الالكترونية، قرأت خبرا جعل عيناي تذرفان دموعا جراء نوبة الضحك الهستيرية التي امتلكتني في تلك اللحظات. والخبر الذي أنقله إليكم بابتسامة مفاده أن لاعبي الفريق الأولمبي الجزائري، صرحوا بأن هزيمتهم في مباراتهم ضد المنتخب المغربي الأسبوع الماضي، ضمن اقصائيات الكأس الافريقية المؤهلة لألمبيات لندن، كان سببها سحر المغاربة لهم. وقد استنتجوا الأمر بعد أن عثر أحد لاعبيهم والذي لا أتذكر اسمه، داخل حقيبته وفي غرفة التبديل، على ملابس نسائية غريبة. وقد رجح اللاعبون مثلما فعل المسؤولون عن البعثة، فرضية أن أحدهم (يعني أحد المغاربة)، قد تسلل لغرفة الفريق الجزائري، ووضع لهم هذا السحر.
كل ما تبادر إلى ذهني حينها، أن اللاعب الجزائري لم يجد مبررا لتخزين ملابس نسائية ( وهذا إن وجدت أصلا)، سوى إقحام  المغاربة في الأمر، بما أننا طبعا سحرة العرب حسب وجهة نظرهم المحدودة. فيعلل بذلك وجود نسمة أنثوية في عرين الرجال.
ولم أعرف أبدا هل أصف اللاعبين بالبلاهة أو السذاجة، لأنهم ظنوا أولا أن الجزائريين سيصدقون تبريراتهم الواهية واللامنطقية. ولأنهم في الأصل صدقوا خرافات السحر واعترفوا بها، لدرجة أنهم اعترفوا بعدم استطاعتهم التركيز على الكرة، فسحرنا العظيم جعلهم لا يرون اللاعبين المغاربة، بل حتى حارسهم المبجل فشل في صد كرة سهلة كان دوما يمسك عشرات من شبيهاتها.. يا سلام عالسحر المغربي.
نشكر اللاعبين الجزائريين، لأنهم ذكرونا بأن سحرنا له مفعول، بعد أن نسيناه طيلة سنين عديدة، كنا فيها أضحوكة ملاعب العرب والعجم، وقبلها ملاعبنا. لما كان شباكنا يرمى بعشرات الأهداف، ربما حينها انقلب سحرنا علينا ولم يعط مفعوله الأكيد كما الآن.
وليرفعوا الرهان، قال اللاعبون الجزائريون بأنهم سيخوضون باقي المباريات بحماس كبير وسيتأهلون لنهائيات افريقيا الأولمبية. وتمنوا أن يواجهوا المنتخب المغربي آنذاك ليثأروا لهزيمتهم، لكن يبدو أنهم قد نسوا أن السحر الذي جعلهم يخسرون مباراتهم الأولى، قد يعيد الكرة في مباريات لاحقة، فليس هناك شيء أصعب من سحر الملابس النسائية المغربية!!!!

متمنياتي بالتأهل للمنتخبات المغربية والجزائرية والمصرية إلى أولمبياد لندن ان شاء الله.
________________________________

تحديث: مباشرة بعد نشري للتدوينة، هزم المنتخب المغربي أمام نظيره السينيغالي، وهزم المنتخب الجزائري أمام نيجيريا.. يبدو أن سحر افريقيا السوداء قد تفوق هاته المرة .. 

هامش: الصورة أعلاه تمثل شاطئا في مدينة الدار البيضاء، وحدهم أبناء بلدي يستطيعون ربط الصورة بموضوع التدوينة.

دِيرْ ايدِّيكْ، علاش؟



سألوني أن أكتب عن أسبوع تطوع سيبدأ الشهر القادم بمبادرة من احدى شركات الاتصال ببلدي، قلت ليس عندي أي مانع مادمت قد أساهم ولو بقلمي في مساندة هاته المبادرة الطيبة التي قيل أنها تسعى لخلق روح التطوع بين الشباب، لإمضاء وقتهم في عمل الخير وليس التبرع فقط بأموالهم.

للأسف لم أستطع أن أمدح الشركة المنظمة وأنوه بمبادرتها، فرأسي الصلب كما عودني لا يأمر قلمي بالكتابة إلا عندما يقتنع تماما بما سيخطه. لذلك قمت ببحث بسيط لأحصل على معلومات أكثر من الموقع الالكتروني لحملة "دير ايديك" التي تنظمها شركة انوي للاتصالات، في الفترة الممتدة بين 3 و11 دجنبر، بهدف التوعية والتحسيس بأهمية التبرع بالوقت من أجل تحسين البيئة السوسيوثقافية والاقتصادية بالمغرب. وكذلك بغية تطوير شبكة من المتطوعين والربط بين ما بين الشباب عن طريق جعل الأغلبية منهم متطوعين منتظمين بدون مقابل.

إنوي هاته المرة اتخذت لحملتها وجها مألوفا ومتداولا في جميع اشهارات الشركة، فرشيد الوالي الذي يعرفه كل المغاربة بصغيرهم وكبيرهم، بدأ يهل ويهلل من جديد مع الشركة في مبادرتها الجديدة من أجل إحياء روح التطوع بين الشباب، بمشاركة جمعيات لها باع كبير في العمل التطوعي وسمعة معروفة وطنيا واقليميا ودوليا.

ولعل ما يعاب على هاته المبادرة، هو اقتصارها فقط على مدينة الدار البيضاء ونواحيها. حيث قيدت العمل التطوعي في منطقة تتوفر على حصة الأسد من الجمعيات وتنال حصة الأسد من المساهمات الداعمة لهاته الجمعيات من كبريات الشركات.
ومن جهة أخرى، فالأعمال التي أوصِيَ ا لقيام بها، لم تتعدى الاصلاح والصباغة والبستنة والديكور. وهنا لا أقلل من قيمة هاته الأعمال ولا ممن يقومون بها، بل فقط كان من المحبذ أن تضم القائمة أعمالا أخرى ربما تستحق أيضا وقت الشباب المشارك.
وفي الأخير لا يفوتني أن أعاتب شركة تنوي نشر ثقافة التطوع والعمل الخيري، على تنظيمها لحفلة لتكريم المتطوعين،الذين قبلوا عن طيب خاطر وبدون مقابل المشاركة في هاته المبادرة. وقد كان من الممكن أن تودع مصاريف الحفل في حساب بعض الجمعيات التي يحتاج المستفيدون منها لكل درهم من الدراهم التي ستلقى على انريكي اڭلسياس.


لكن على العموم، تبقى مبادرة انوي هاته مبادرة مبتكرة و واعدة للدفع بنا نحن جيل المستقبل بالمشاركة في الاعمال الخيرية و ذلك بطريقة لم نعتدها من قبل ألآ وهي العطاء من وقتنا و ليس من مالنا.وفكرة الدعوة للتطوع تبدو في حد ذاتها جيدة، تضيف نقطة ايجابية لشركة إنوي، مع تمنياتي بتعميم المبادرة السنة المقبلة على مدن مغربية ومناطق مستفيدة أكثر، لنضمن بجد أن تنتشر ثقافة التطوع بين شباب مغربي يستحق دوما الأفضل.


1433

هذا موضوع قديم، كتبته قبل عامين في مدونتي القديمة، احتفالا برأس السنة الهجرية الجديدة.. وبعد كل هاته المدة، وجدت أن الموضوع مازال صالحا في هذا الزمان، فلا شيء قد تغير بعد في أمتنا الاسلامية.
أدخل الله عليكم السنة الهجرية الجديدة، بالصحة والعافية. وكل سنة وأنتم لله أقرب..

ألف وأربعمائة وثلاثة وثلاثين سنة مضت على هجرة رسولنا الحبيب، وقبلها بسنين بدأت دعوة نبينا للدين الاسلامي الحنيف. دين دفع الكثيرون حياتهم لأنهم آمنوا برسالته فجعلوها نبراسهم وجعلوا من الدفاع عنها قضيتهم.
العيب فينا وليس في الدين اليقين.
كل سنة هجرية وأنتم طيبون.
نحتفل اليوم ببداية السنة الهجرية، والعديد من أبناء الأمة الاسلامية لايعرفون في أي سنة من الهجرة نحن؟ وآخرون لا يعرفون حتى لماذا نحتفل وكيف كانت حكاية هجرة محمد الكريم من مكة الى المدينة، هربا من ظلم وكفر وأذية.
ألف وأربعمائة وثلاثة وثلاثين سنة مضت، والمسلمون تجاوز عددهم المليار ونصف، بجنسيات ولغات وملامح مختلفة. بل وحتى بمعتقدات اسلامية متنوعة، جعلت خلافاتهم تستفحل وتناقضاتهم تكثر وصراعاتهم يسمع صداها في كل العالم. ورغم كل هاته السنين، مازلنا نجد أنفسنا بعيدين كل البعد عن التطبيق الصحيح للمبادئ السامية التي جاء بها ديننا. مبادئ قررها كلام ربي في القرآن الكريم، وأوحي بها لنبي أمي عليه الصلاة والسلام، استطاع بأمانته وبصدق رسالته أن يقوي أمة سلام، صارت من بعده قشا في بحار العالم الزرقاء.
ألف وأربعمائة وثلاثة وثلاثين سنة مدة طويلة، كانت كافية لتجعلنا بين العالمين مجرد ارهابيين، فحرمنا أنفسنا حتى من حق الدفاع عما يجب ان نتباهى به: نبينا الكريم يُصَوّرُ بالتفاهة، وقرآننا لمسح القذارة ، وحجابنا يزال بالارادة أو بقوانين جبارة، ونساؤنا يستبحن للدعارة، ومصلينا بلا مساجد ومساجدنا بلا مآذن، ورجالنا....
ألف وأربعمائة وثلاثة وثلاثين سنة بحروب لا تنتهي ودعوات تبشير تنتشر، وعدد المسلمين يرتفع يوما بعد آخر رغم كل شيء: فإن خفي النور عمن ولدوا مسلمين، فما زال بين البشر من يبحث عن النور بين دفاتر من هم بحق مسلمون...


بين الحياة والموت


بين الحياة والموت،
وجدت نفسي أقف حائرة في لحظة تحدث الفارق عند بني البشر: لحظة تشتم فيها رئته عبق الهواء العليل، ويضخ قلبه دماء حمراء تروي جسده العطشان. وبعدها في رمشة عين أو ربما أقل، يحدث الموت. فتتوقف الرئتان عن امتصاص الهواء ويتوقف القلب عن تزويد الجسم بما يروي عطشه. ثم ترحل الروح لبارئها، ويقول الحاضرون: إنا لله وإنا إليه راجعون.. أو ربما قد ينسون....
بين الحياة والموت، وجدت أشخاصا يعطون لأنفسهم الحق في منح الحياة أو سلبها من الآخرين.. يقررون متى سيتوقفون عن دعم الحياة أو يقررون متى سيوقفونها للأبد. وجدت أناسا تعودت ضمائرهم ألا تحس بآهات الآخرين، فعودوها على إنهاء حياة أخرى بين عشية وضحاها، بذكرياتها وأحلامها، بنزواتها وآهاتها. مجرمون قرروا أن فلانا سيموت لأنه لا يناسب هواهم، وأن علان سوف يقتل أيضا فهواه لا يناسبهم. فقط يريدون أن يصنعوا الفرق في تلك اللحظات، بين الحياة والموت...
وآخرون جعلوا قدسية الحياة بين أيديهم، فاحترموها، أو لم يفعلوا. فتعودهم على لحظات الموت وخبرتهم في التكهن بما بعد الحياة المتوفاة، جعلتهم يعطون لأنفسهم الحق في إسداء الأوامر للآخرين: هذا سيعيش.. ذاك لن يحيا...
وبين الحياة والموت، أشخاص عاشوا الحياة بلذاتها الجميلة، فحسبوا أنهم فيها خالدون. لم يستطيعوا أبدا أن يتصوروا أنه في أي لحظة، قد تصدمهم سيارة فتجعلهم يعانون بين الحياة والموت. أو قد يدفئون أنفسهم ليلا، ليجدوا أرواحهم صباح الغد تجول في آخرة ستحاسب فيها على ما قد عاشته في دنياها.
بين الحياة والموت، وجدت نفسي حائرة : أَ أُقدر نعمة الحياة التي أنا فيها؟ أَأَستعد فيها لممات سيجعلني بين يدي خالقي، فأجد نفسي خجلة ربما مما اقترفت يداي؟؟
دنياي التي أعيشها مجرد لحظة بسيطة بين آذان بدون صلاة وصلاة بدون آذان، بين ابتسامة من القلب ودمعة تعبر عن البسمة. هي مجرد وقت محدود جدا جدا جدا، بين الحياة والموت.
فهل أنا حقا الآن بين الحياة والموت؟؟؟

مصدر الصورة

عيد الاستقلال

marrokiaaaaaaaaa

بونجور لوماروك،
أحييك بنسمة الصباح الوديعة، وبعبق الندى المطل على كل غصن زيتون في أراضيك الخضراء، لأبارك لك في هذا اليوم المجيد الذكرى الخامسة والخمسين على استقلالك.
وأهمس لك بسر أزعجني قليلا، فجل أصدقائي لم يعرفوا أن اليوم هو ذكرى استقلالك، بل انصب تفكيرهم فقط على العطلة التي سينعمون بها لمناسبة لا يعرفونها ولا يريدون تذكر تفاصيلها.
ولكن رغم كل ذلك، أحييك باسمي، وباسم مدينتي  الحمراء التي صارت مبانيها القديمة تعج بسكان لا يتحدثون لغتنا ولا يحترمون عاداتنا ولا يبالون بمقدساتنا. فصاروا فقط يزاحموننا في الأسواق ويقاسموننا رزقنا، ويفرغون شهواتهم المكبوتة ويعلنون شذوذهم البغيض فوق أرضنا وبين أولادنا. وبما أننا شعب حر ومستقل، فنحن نرحب بهم بشعارنا السعيد " Ici vous êtes chez vous"، رغم أن " Ici" المستقل يمنح لهم امتيازات أكثر من" Chez Vous" المستقل أيضا.
عيدك هاته السنة يا وطني، لا يختلف عن أعياد السنوات السابقة، فمازال بنوك يسعون لإتقان لغة غير لغاتهم، ويتمسكون بهوية لا تمثلهم. فحظنا جعل مستعمرنا يتشبت باحتلاله ثقافيا لا ماديا، وجعل شخصيتنا متزعزعة لتتخلى رويدا رويدا وبكل بساطة عن كل ما يميزها ويجسد استقلالها.
أبارك لك استقلالك وطني، وأنا أرقب بحسرة كل تلك الصخيرات الصغيرة التي حملت أعلاما ليست حمراء ولا منجمة بالأخضر كرايتنا، نكور وباديس، وليلى وجزر الخالدات وغيرها من مسامير جحا الصغيرة، وسبتة ومليلية وخريطة لا يعترف باكتمالها إلا قلائل من الدول.
كل سنة وأنت مستقل يا وطني..

عيد مبارك سعيد


بمناسبة عيد الأضحى المبارك، أتقدم بأحر التهاني لكل قراء وأصدقاء مدونتي، راجية من العلي القدير أن تجدكم هاته المناسبة المميزة في أفضل الاحوال باذن الله.
ولا يفوتني أيضا تهنئة كل الشعب المغربي بذكرى المسيرة الخضراء المظفرة، والتي تتزامن هاته السنة مع الاحتفالات بعيد الأضحى المبارك.
تقبل الله من الجميع باذنه تعالى
وعيدكم مبارك سعيد


كتابي كتابك


كتابي كتابك، هي مبادرة أطلقها مجموعة من المدونين المغاربة بعد لقاء 15 أكتوبر بمدينة الرباط، وتهدف لحث الناس على التبرع بالكتب التي لا يحتاجونها أو التي يودون مشاركة قرائتها، لفائدة الأطفال  بغية نشر ثقافة القراءة والمساعدة عليها.

المبادرة الطيبة كانت فكرة للأخت المدونة هند عبد الله بمساهمة المدون فؤاد وڭاد. وسيتم جمع الكتب المتبرع بها من جميع مدن المغرب، ثم توزيعها في مرحلة أولى على تلاميذ ابتدائية حسان بن ثابت بمدينة تيفلت، طبعا على هامش اللقاء الثاني للمدونين المغاربة، والذي سيعقد ان شاء الله يوم 24 دجنبر بنفس المدينة.

ولمن يريد مشاركة متعة القراءة مع الأطفال، والتبرع ببعض الكتب، يرجى مراسلة المدونين التالية أسماؤهم، من بعض المدن المغربية :

الاسم 
الـمـديـنـة
 الاتصال
فؤاد وڭاد
تيفلت / الخميسات
ouaggad@gmail.com
0672746829
سناء
مراكش
marrokia2000@yahoo.fr
هند عبد الله 
خالد أبجيڭ
الرباط

hind20066@gmail.com
khalid_abjeg@yahoo.fr
مفيد الأصمعي
طنجة
moufidelasmai@gmail.com
خالد زريولي 
وزان / القنيطرةkhalid.zaryouli@gmail.com
سناء البرڭي
الصويرة/ فرنسا
elbargui_sana@yahoo.fr


وسيتم ان شاء الله إضافة أسماء متطوعين جدد من أجل جمع الكتب المتبرع بها، في مدن مغربية أخرى.
شكرا لهم ولكل من سيشارك معنا في نشر ثقافة القراءة بين الأطفال .


هكذا كان اللقاء



المكان: مدينة الرباط المغربية.
الزمان: في يوم من أيام الميزان، منتصف شهر الحنان.
المناسبة: لقاء الافتراضي بالواقعي

شعور غريب اعتراني يومها، وأنا أشهد للمرة الثانية لقاء يجمع بين مدونين مغاربة من مدن مغربية مختلفة، بعد أن عشت روعة التجربة قبل أربع سنوات في مدينة البيضاء، ومازالت حلاوة ذكراها في مخيلتي.
لن أحكي عن تفاصيل لقاء جمعني بأصدقاء كنت أعرفهم فقط في العالم الافتراضي، ولن أحاول وصف كل واحد منهم والاختلاف الموجود بين شخصيته التدوينية والحقيقية، ولن أتعمق في تحليل نقاشنا وما وصلنا إليه بعد أكثر من أربع ساعات من الكلام عن كل شيء. سأكتفي فقط بالشعور بالرضا عن ذلك اليوم الذي لن أنساه أبدا، لما تقاسمت الحديث مع أناس جعلوا للحرف معنى وللكلام أهمية، وفقدت بحديثي معهم معنى الكلمات لأجد نفسي حائرة في انتقاء الحروف لأكتب عن يوم لقائهم.

هيبو المتكلم الصامت، وفؤاد الصامد، وحميد قلم الماس الثائر، ومفيد الناصح ومحمد ياسين النشيط، ومحمد الخجول الشرير، وهند أستاذتنا الصينية، والأستاذ خالد المدرب المغرد، وخالد المناضل الصامد و أميمة الشجاعة، وإيمان الخجولة، و عاشقة البارصا المتأملة، وجواد الملاحظ وأم ليلى مفاجأتي الرائعة، وأخيرا حنونتي الحنونة، كلهم أناس جعلوني أحس بالسعادة برفقتهم، لتمر ساعات اللقاء معهم سريعة كأنها لحظات من المتعة بعيدا عن أي احساس بالملل أو الضجر.

هم أيضا كتبوا عن اللقاء هنا:
هم مغاربة ولكن.. من مدونة خالد زريولي
لقاء المدونين المغاربة من مدونة هند عبد الله
ملتقى مفرنسة ومعربين، من مدونة لطيفة أم ليلى

وهم أيضا عبروا عن حماسهم واشتياقهم للقاء جديد يجمع مدونين أكثر، فكان الاتفاق على مدينة تيفلت كمكان يستقبلنا، في يوم من أيام شتاء لن نشعر معه بالبرد من دفء اللقاء .
سيكون ذلك اليوم أيضا وسيلة للاستفادة من تبرعات الكتب التي أُعلن عن بداية جمعها، مع انطلاق حملة : كتابي كتابُك، وسيكون لي حديث طويل وتدوينة مفصلة عن الحملة بإذن الله.
بدأت مخيلتي ترسم منذ الآن معالم اللقاء القادم للمدونين المغاربة في مدينة تيفلت، وجوه جديدة ستكون حاضرة هناك.. وفي انتظار ذلك اليوم ان شاء الله، والذي لا أعرف إن كانت الظروف ستسمح لي بالمشاركة فيه حينها، سأترك نفسي مع حلاوة ذكريات لقاء أصدقائي، في يوم 15 أكتوبر لن أنساه ما حييت..

شكرا لكم أصدقائي على كل شيء.


من يفهم النساء؟


7ikaya
الأولى:
تعمل في محل صونا وتدليك. ترى وجوها كل يوم، تعودت أن تنطق أمام الزبائن بكلمات الرقي والإستعلاء، وأمام زملائها تتحدث بألفاظ ابتذال. تلبس عريا وتتكلم عريا، فلا شيء يهمها. فجأة تستقيل، ترفض أن تصبح صلة وصل بين زبنائها الشواذ.

الثانية:
تشتاق للأول وتحن للثاني، تحب الأول وتعشق الثاني.. القرار صعب جدا والاختيار أصعب. تعلم أن الاثنين يحبانها، وتدع الأمور تسير هكذا. تراهما معا في نفس المكان وفي أزمنة مختلفة. بعد مدة، تتزوج ثالثا... دون أن تحبه.

الثالثة:
تفارق أحلام الجنون مع عشيقها، يضربها ويعذبها. كانا جسدين يتعاركان صباحا ويتعانقان مساء، هكذا تريد أن تعيش: ظل سادي أفضل من البقاء بدون ظل.


لماذا نخفي أنفسنا؟؟؟



أعرف من بين الناس صديقة تحب كتابة الشعر والقصيصات باللغة الانجليزية، وتبرع كثيرا في نقد ومناقشة الروايات الشكسبيرية. لكنها بالمقابل تخشى أن يعرف الآخرون باهتماماتها الأدبية، فالمجال الذي تعمل فيه، يمتلئ في نظرها بأشخاص مختلفون عنها، وقد يسخرون في أي وقت من أفكارها. ولهذا قررت أن تترك جزء ا من شخصيتها يبقى حبيس كتاب تخط فيه بأناملها ما يجول بخاطرها.
أعرف أيضا من بين الناس، زميلة تبدع في تصميم الأزياء، وترفض أيضا بشكل قاطع أن يعلم أحد بعشقها لدنيا الموضة، معللة ذلك بوجودها بين أشخاص لن يقدروا موهبتها وربما قد يمطرونها بوابل من الشتائم والسخرية لهذا السبب.
وأعرف أيضا عدة أصدقاء يبدعون في المجال الموسيقي، ويتحكمون بآلاتهم الموسيقية ببراعة وانسجام تام. لكن عازفة الكمان منهم، تخشى أن يلقبوها (ستاتي) زمانها، وعازف العود لا يريد أن يناديه الآخرون ب(حميد الزاهير)، والبقية منهم يخشون أن يوضعوا في مقارنات مع نماذج موسيقية شعبية. ويفضلون أن يبقوا موهبتهم سرية حتى لا يتعرضوا لسخريات الآخرين وتهكماتهم بألقاب قد يطلقونها عليهم.
وغير هؤلاء الذين أعرفهم، هناك العديد من الأشخاص الذين يملكون موهبة أو هواية مميزة، ويحاولون إخفائها عن الآخرين، إما مخافة السخرية أو النقد اللاذع، أو حتى عدم تفهم الآخرين لاهتماماتهم، أو لغيرها من الأسباب التي لن تعلل أبدا إخفاء جزء من شخصيتهم.

لمن يخاف انتقادات الآخرين وسخريتهم، بادر بالمحاولة واستغل النقد لتطوير موهبتك وتقديمها في إطار أفضل، من يدري، فرب ضارة نافعة !!!
ولمن يقول بأنه يريد الاحتفاظ بموهبته لنفسه، فليعلم أنه ما استحق أن يعيش من عاش لنفسه فقط!!!
ولمن يخشى عدم تفهم الآخرين لإهتماماته: فقط ناضل من أجل ما تحب. بين الناس ستجد أشخاص يفهمونك ويقدرون ما تقوم به، وربما سيساعدون شيئا فشيئا على التخلص من إخفائك لجزء من شخصيتك، أي بكل بساطة قمعك لنفسك.. فقط حاول، ويكفيك شرف المحاولة.

*مصدر الصورة : هـنـــا

شهر مضى


السلام عليكم،
أولا عيد مبارك سعيد لكل أصدقائي المدونين والمدونات الكرام ولكل زوار مدونتي الأعزاء، وأعتذر على التأخير في تحية كل الرائعين بسبب غيابي منذ أكثر من شهر عن التدوين.
شهر مضى، لم أستطع خلاله كتابة كلمة بسبب انشغالات عملية وعائلية، فعجز قلمي الأحمر العنيد عن خط كلمة، وعاندني كما اعتدته دوما، هاته المرة أيضا.
شهر مضى أعود بعده لكم بشوق كبير وحماس أكبر، لمعانقة عالمي الجميل الذي صنعته بكم...
أعود هنا ابتداء من اليوم ان شاء الله، لأعلن لكم بكل سرور عن إنشاء مدونة جماعية تكتب فيها أقلام نسائية مغربية تعرفونها جميعا. مدونة سوق النسا جاءت لتفتح مجالا أكبر لكل من يهمها الأمر من أجل التعبير عن رأيها بكل صراحة في أمور تتعلق ببنات جنسها. رابط المدونة تجدونه هنا، أما الصفحة على الفايسبوك فهذا رابطها.
لا أنسى أن أخبركم أن صديقتي العزيزة فاتن نبيل عبد الرحيم حمزة (اسم طويل جدا !!!!)، قد قامت أخيرا بافتتاح مدونتها الخاصة بالصور باللغة الانجليزية، لا تنسوها من التشجيع  والنصح والنقد البناء أيضا. مدونتها تجدونها هنا..
اشتقت لكم كثيرآآآآآا
سلاموووووووو

المعذبون










من مذكرات العام الماضي


أغسطس/ آب 2010










كان قسم المستعجلات فارغا بعد الظهيرة إلا من بعض الحالات العرضية. جلست رفقة زملائي نتجاذب أطراف الحديث، نتكلم عن ذكريات خلت، وعن أحداث مضحكة، و أحلام منتظرة . لوهلة قصيرة شرد ذهني، وسرح بالي يتذكر أفواجا من الناس. تلك الأفواج التي تلتقي بها عيناي كل صباح عندما أذهب إلى المستشفى، أناس في أعينهم البؤس وفي ملامحهم حزن دفين تخفيه ابتسامة من أجل الحياة. فتيات وفتيان يستيقظون في الفجر للعمل في الحقول، للبحث عن قوت قد يأتي أو لا يأتي. شباب في عمر الزهور… ظروف قاسية.. وعـــود… أحلام …


وسط هذه المتاهة من الكلمات أيقظني من سرحاني صوت أحد الزملاء قال: " اليوم قد نخرج باكرا إذا بقي الحال على ما هو عليه الآن "


 فردت إحدى الزميلات قائلة: ربما يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة ، لذا تريثوا قليلا ".


 وبالفعل كانت العاصفة، انفتح الباب لتدخل أفواج من رجال الوقاية المدنية، كل اثنين يقومان بدفع شخص ما إن يضعاه حتى يأتيان بالتالي، وهكذا حتى بلغ العدد 10 ما بين شاب وشابة. كانوا كلهم شبابا في عمر الزهور أعمارهم تتراوح بين20 و 26 سنة. لكن هيأتهم وتقاسيم وجوههم كانت توحي لي كأنهم عجائز في الستين أو السبعين من أعمارهم. إنهم عمال الحقول، انقلبت بهم شاحنة النقل في طريق عودتهم إلى ديارهم. الديار التي ربما يصلونها أحياء أو يعودون في كفن لا قدر الله.


 كانت جل إصاباتهم في الرأس، مع كسور بليغة في الأطراف. رائحة دم تزكم الأنوف, وفي المكان رائحة جلد احترق بفعل الشمس، جلد لم تعرف له مستحضرات التجميل الحديثة أي طريق. وملامح وجه الفتيان تخبئ وسامة ناذرة محاها الزمن القاسي. اضطررنا إلى حلق رؤوسهن ورؤوسهم لأن الإصابات كانت بليغة جدا. قالت لي صديقتي: انظر إلى شعرهن، إن أسنان المشط لم تداعبه منذ زمن طويل، قلت: ربما كان المشط يداعب خصلات شعرها عندما كانت صغيرة، عندما كانت تلعب في البيدر، عندما كانت تلاحق الدجاج، عندما كانت تبلله في الساقية لتتباهى بسواده أمام الفتيات الصغيرات أمثالها. أما الآن فقد ضاع كل شيء …


 فجأة علا في قاعة العلاج صوت أم مفجوعة على ابنتها، وكانت تصرخ قائلة : لعن الله الفقر …أَكُلّ هذا من أجل 40 أو 50 درهما في اليوم ؟؟؟


 نعم ما بين 40 أو50 درهما هو الأجر اليومي لهؤلاء الناس، بدون أي تأمين إجباري أو تغطية صحية، 40 درهما ربما تغطي مصروف اليوم أو لا تغطيه أبدا. هؤلاء من يسعى المنتخبون وراء جهلهم للحصول على أصواتهم، يوزعون الوعود الزائفة،


كالورود في أعياد الميلاد. هؤلاء من تصنع الحكومات آلامهم وتدعي الأرق والسهر على أمور حياتهم. هؤلاء من جعلوا الأمل أفسح مجال للعيش، هؤلاء هم المطرودون من زمن الأحلام …. ولن تنتهي أحزانهم هنا مهما كتبت لأن اللائحة طويلة جدا …..


 بعد إتمام المهمة وإنقاذ ما أمكن إنقاذه من الناس جلست على كرسي خشبي وأنا أقول في نفسي: لقد كانت الاشتراكية تضع


رمزي "المطرقة والمنجل" على عَلَمِها مدعية دفاعها عن الفلاحين والعمال. انتهى زمن الاشتراكية فحَلَّ زمن توزيع الأحلام والوعود الزائفة، وفي كلا الزمنين لم يتحقق شيء لهؤلاء، فمن يدافع عنهم ؟؟؟


 إن الحكومات تصنع آلام الناس، والأحزاب تتاجر بآلام وأحلام الناس، لكن الحقيقة أن لا أحد يدافع عن الناس ...








إيمان في لبنان - النهاية



بداية أعتذر لجميع القراء عن التأخير الخارج عن إرادتي، في نشر أجزاء قصة إيمان في لبنان. أعترف بإطالة التشويق والانتظار، وتقليص الأجزاء نوعا ما..لكن بعون الله، سأضع بين أيديكم الآن آخر جزء من حكاية إيمان، التي كتبتها انطلاقا من واقع فتاة عرفتها عن بعد. شكرا لكل من اهتم بالقصة وتابعها، ولكل من تفاعل معها بتعليقاته وملاحظاته. وشكر كبير لكل الذين راسلوني سؤالا عن نشر القصة.. وللتذكير فقط فهاته وصلات الأجزاء الخمسة الأولى من حكاية إيمان في لبنان.
الجزء الأول  : بداية الرحلة
الجزء الثاني  : بداية الحلم
الجزء الثالث  : بداية المعاناة
الجزء الرابع   : بداية المغامرة
الجزء الخامس: بداية العودة

في يوم من الأيام: النهاية

صعبة هي الحياة حينما تجعلك تشد الرحال بعيدا عن من تحبهم، وأنت تحمل أملا كبيرا يندثر بعد ذلك شيئا فشيئا في خيالك. فتجد نفسك وحيدا في مواجهة ريح عاتية تطيح بكل من يقف ضدها. 
وكم كرهت إيمان تلك الغربة التي عاشتها لأسابيع قليلة في بلد كانت تحمل إليه طموحاتها وأحلامها وآمال أسرتها الصغيرة. فبنت منزلا صغيرا من وهمِ ثراءٍ يجعلها تعوض أمها المشلولة واخوتها الصغار، من حرمان عاشوا به منذ عرفوا في هاته الحياة اللعينة، أن القدر جعلهم أبناء رجل سكير لا يعرف من الدنيا إلا ثمالة الخمر وعربدة الأحضان.

أحست إيمان بشعور مختلف وهي تضع أقدامها في حيها القديم. ولم تستطع مغامرتها السيئة في لبنان أن تنقص من عزيمتها أو تجعلها تحني رأسها. فقد بدأت توزع الابتسامات هنا وهناك على أشخاص عرفت بعضهم وعرفها البعض الآخر.
وهناك في نفس المكان، كان حبيبها السابق واقفا ينظر إليها باشمئزاز. أحست إيمان بالخجل الكبير لنظراته لكنها لم تستطع تجنبها. اقترب منها رويدا رويدا ووقفت هي لحظة لتتأمل ما سيقول، فأحست برشات لعابه تتطاير فوق وجهها الجميل بعد أن بصق عليها  قائلا: هذا ما تستحقينه...
وقفت إيمان جامدة من المفاجأة التي لم تكن تتوقعها، ولم تنبس ببنت شفة أو تتحرك، حتى لمحت أعينا متلصصة كانت تنتظر بشوق تتمة النزاع بين حبيبين هاجر أحدهما ليعمل في الدعارة ( حسب ما يقولون) وبقي الآخر يتسكع في المدينة باحثا عن عمل.
دخلت إيمان منزلها ودموع حارة صارخة تقودها. قبلت بقوة اخوتها الذين انهالوا عليها وعلى حقيبتها يبحثون عن هداياهم.وبعد أن أرضت ايمان اخوتها بقطع شوكولاط ادعت أنها اقتنتها من بيروت الشهيرة  عوض أن تخبرهم بأنها اشترتها من مطار مراكش. توجهت بلهفة لتسلم على أمها المشلولة التي كانت باردة المشاعر هاته المرة.
وبعد هدأة قصيرة، اقتربت ايمان من والدتها وبدأت تحاورها وتحدثها عن ما مرت به من معاناة: عن حاتم وعصابته، وعن فتياته وملهى الألوان، وعن خطتها مع الجن العيساوي وخلاصها في النهاية بصورها الإباحية.
انتظرت الأم الصامتة ابنتها حتى انتهت من روايتها، فسألتها: وماذا بعد؟؟
-لا أعرف
-كان من الأفضل أن تبقي هناك، وتعملي مع الأستاذ حاتم.
-في الدعارة ؟؟؟؟!!!!!
-لا يهم... سيكون حالك أفضل من الآن، ولا أحد سيعرف ماذا ستعملين هناك رغم أنهم يقولون مسبقا أنك سافرت من أجل الدعارة. لكني صبرت واحتملت كلام الناس، لأني كنت أنتظر أموالك بفارغ الصبر، كي تسكت اخوتك الجوعى وتقفل أفواه القيل والقال الشريرة.
أيعجبك حالنا هكذا مع والدك السكير؟ كل البنات يطمحن أن يكون حظهن كالذي حالفك في لبنان. اتصلي بالأستاذ حاتم وأخبريه عن نيتك بالعودة. فالأفضل لنا جميعا أن تبيعي لحمك على أن نعيش هنا حياة فقيرة عفيفة.
أحست إيمان بالأرض تدور حولها وهي تسمع كلمات أمها، ولم تستطع أبدا أن تفهم ما قلته لها. لكن ومع إعادة الحديث عن الأمر مرات ومرات، وإصرار الأم على عمل ابنتها لدى الأستاذ حاتم، قررت ايمان ايجاد حل يرضي أمها وينهي كل هاته المشاكل...

وقفت إيمان أمام شارع الحديقة العمومية، خلعت معطفها وأبرزت مفاتنها. وبدأت تتمشى جيئة وذهابا، قبل أن تتوقف سيارة رباعية سوداء أمامها، ويطل من نافذتها رجل في الخمسينيات من عمره.
 حدث إيمان قائلا: إذا كنت تائهة فبإمكاني مساعدتك عزيزتي..
ابتسمت إيمان في صمت مؤلم، وفتحت باب السيارة لتركب بجانب الرجل المجهول، وتبدأ حكايتها مع مصير مجهول...


النهاية

رمضان كريم

ramadan

رمضان مبارك سعيد
تقبل الله صيامكم وقيامكم، وهدانا وإياكم لما فيه خير للجميع
وجعل هذا الشهر مفتاحا للتوبة والغفران ان شاء الله
كل سنة وأنتم طيبون

إيمان في لبنان (5)

اليوم التاسع عشر: بداية العودة


وضعت إيمان كفها على خدها، لتخفف نار الصفعة القوية التي تلقتها من الأستاذ حاتم. وحاولت إيقاف سيل دموعها لكنها لم تستطع، فقد كان صراخه كافيا ليجعلها تخفض عينيها أرضا وتستمع في صمت لكلامه الغاضب.
لم يستسغ الأستاذ حاتم ما حصل، وأراد معاقبة إيمان على الخسارة التي جناها بسببها. فمنذ أيام كلما استلمها زبون  بثمن غالي وحاول فض بكارتها والاستمتاع بعذريتها، إلا ويفاجئ بهيجانها وتحركاتها الجنية وكلامها الغير مفهوم. بل حتى حينما أمرها الأستاذ حاتم بالجلوس في المنزل من أجل إيجاد حل لمشكلتها، لم يستطع الحصول على زبناء لفتياته الفاتنات، بعد أن انتشرت في ملهى الألوان شائعة الجن الذي يسكن إيمان وينتقل بالعدوى لزميلاتها المغربيات. لذا ضعف الاقبال على البنات وكانت الخسارة بالآلاف لمن اعتاد الربح يوميا من تجارة المتعة في ملاهي بيروت.
وبعد أن نالت إيمان نصيبها من الضرب والشتم والصفع، جاء الأستاذ حاتم بقرار نهائي قد يريحه منها ومن مشاكلها، فقد أقسم لها أنه لن يرتاح إلا بعودتها للمغرب لتعيش الذل والفقر مثلما كانت وتستسلم في خضوع للجن اللعين الذي يسكنها.
ابتسمت إيمان في قرارة نفسها بعد أن سمعت بقرار الأستاذ حاتم، فقد أحست بأن خطتها قد نجحت وأنها قريبة جدا من العودة لوطنها دون أن تفقد شيئا من كرامتها وبراءتها.
لكنها استغربت بالمقابل من الشرط الذي وضعه رئيسها قبل أن يمنحها جواز السفر ويساعدها في العودة، فقد أمرها بالاستعداد لجلسة من التصوير تمثلها عارية، كي تكون ورقة ضمان يضعها بيديه كلما حاولت إيمان الانتقام منه أو التبليغ عنه للشرطة.
استسلمت إيمان للأمر الواقع، وأظهرت مجبرة مفاتنها لتلتقطها عدسات المصور الذي سال لعابه بعد أن رأى من إيمان ما لم يره قبلا من أخريات. أحست إيمان بأن جزء منها يسلب مع هاته الصور التي أخذت لها، لكن عزائها الوحيد هو رغبتها في عدم التبليغ عن الأستاذ حاتم وعصابته، لذا فالصور ستبقى في أمان. وستعود إيمان من جديد لوطنها ولأسرتها ولعملها...


يتبع

إيمان في لبنان (4)


اليوم العاشر: بداية المغامرة

أضواء كثيرة تلمع هناك، وأزياء ملونة تلفت الأنظار وهي تختال ثملة. تتحرك رؤوس السكارى وأجساد العاهرات في ملهى الألوان الكبير، حيث اجتمع الأستاذ حاتم رفقة فتياته، تتوسطهن نجمة جديدة تظهر على ملامحها آثار البراءة وضعف التجربة.
اقترب أحدهم من الأستاذ حاتم وبدأ يحاوره، بينما التف حارسين ضخمين حول البنات. توجهت نظرات حاتم ومحاوره نحو إيمان، فابتسمت الأخيرة بهدوء ماكر كأنما تخفي شيئا. والمعروف أن ابتسامة إيمان كانت تسلب الألباب وتحير العقول وتخطف القلوب. وهذا ما كان حتى سميت إيمان أول الفتيات المحظيات خلال هاته السهرة. فمحاور الأستاذ حاتم لم يكن إلا وسيطا لأغنى زبون شهوة في مقهى الألوان، يبحث عن محظيات من العذروات.
دخلت إيمان غرفة الرجل الذي يفترض أن تقضي معه ليلتها الأخيرة كعذراء، فوجدته ينتظرها فوق سرير حريري مميز بابتسامة ماكرة. اقتربت منه أكثر وأكثر بابتسامة أكثر مكر. وما إن جلست فوق السرير وأبرزت فتحة فستانها الجانبية، مفاتن جسد أبيض ناعم، حتى سقطت مغشية عليها. وبدأت يداها تتحركان بسرعة ووجهها يميل بسرعة أكبر ذات اليمين والشمال، ولسانها ينطق بكلمات لم يفهم منها غير كلمتين: بْعَّد عْلِيَّا...
ارتعب العجوز الجالس بثقة فوق السرير، وقفز بسرعة نحو الباب وهو يحاول استيعاب ما حصل، لكنه لم يفهم شيئا. فخرج بسرعة من الباب وهو يصرخ باسم الأستاذ حاتم.
وبعد ساعات مما كان، جلست إيمان والدموع تغالبها رفقة الأستاذ حاتم وباقي الفتيات، وقد غابت صفات الجمال عن ملامحها بعد أن اختلطت ألوان وجهها. ولم يسمع غير صوتها الذي يحاول شرح ما وقع في الغرفة مع العجوز. لكن إيمان أكدت لهم أنها لم تدر ما وقع، فقد تكرر هذا الأمر معها كثيرا لما كانت بالمغرب، حتى أخبرها أحد الشوافين هناك بأن جنا عيساويا يسكنها ولن يسمح لها أبدا بمعاشرة أي كان ما لم تستلم له أولا.
ضحكت البنات ومعهن الأستاذ حاتم، قبل أن يفجر غضبه الكبير على إيمان، ويطلق لعنات لها ولذريات أسرتها كاملة، بعد أن أضاعت منه اليوم مبلغا كبيرا من المال. ليصرخ بصوت عال ارتجت له جدران المنزل الكبير:
استعدي فغدا ستعملين كذلك، لعلك تعوضين ما ضيعته اليوم.
ابتسمت إيمان في صمت ساخر، فهي متأكدة أن الغد سيأتي بالجديد أكيد...


يتبع

قصة خطأ طبي


من مدونة الأخ أحمد الدكالي، أنقل لكم قصة فتاة شابة في العشرينيات من عمرها، تسكن في هذا الوطن السعيد. يتيمة الأب، وحيدة أمها وخالتيها. تعيش لتحيا قصتها فقط، دونما الحاجة لمغامرات تسيرها أو تشويق يثيرها أو أحداث ترسم الاختلاف في معالمها.

بدأت حكاية بطلتنا لما لمحت الأم في أحد الأيام المتشابة، انتفاخ بطن ابنتها بشكل غير طبيعي، فبدأ الشك يراودها وقررت أن تأخذ ابنتها لأقرب طبيب كي يقوم بمعاينة البطن المنفوخ.
وفي العيادة، قام الطبيب بفحص الفتاة بطريقة عادية، ونادى على الأم كي يهنئها بحمل ابنتها بل ويقدم لها تفاصيلا حول الجنين وتحركاته بقدمين صغيرتين ويدين جميلتين. كانت المفاجأة كبيرة جدا على قلب الأم المصدومة، فلم يكن منها إلا أن انسحبت بسرعة ممسكة بيد ابنتها ومتوجهة نحو المنزل، وهي تحاول إخفاء البطن المنفوخ مخافة نظرات الجيران التي لا ترحم.

حاولت الأم والخالتين انتزاع اعتراف من الفتاة بوالد جنينها، بعد أن أسمعاها وابلا من الشتائم بسبب الفضيحة التي سببتها لأسرتها الصغيرة. ولم تشفع توسلات الفتاة ولا أيماناتها في إيقاف سيل الشتائم رغم أنها أقسمت آلاف المرات ألا رجلا لمسها وأنها مازالت تحافظ على شرفها ولم ترتكب أي خطيئة.
واستمرت حملات التعذيب والترهيب من الأم والخالتين، بغية معرفة والد الطفل، لكن الفتاة التزمت بجوابها وإيمانها بعذريتها. فبدأت النساء يبحثن عن أسباب ممكنة لهذا الحمل العجيب دون أن يتوصلن لجواب يشفي غليلهن. حتى اقتنعن أخيرا بضرورة أخذ الفتاة لطبيبة نسائية، تؤكد لهم الحمل وتوضح لهم أسبابه الممكنة.
وكذلك كان لما تم الفحص الثاني، لكن هاته المرة كانت النتيجة عكس كل التوقعات، لما أكدت الطبيبة أن سبب هذا الانتفاخ هو سرطان خبيث يكبر شيئا فشيئا في بطن الفتاة. ذهلت الأم وابنتها ولم يعلما ان كانا سيفرحان بسبب براءة الفتاة من خطيئة الحمل بدون زواج، أو سيحزنان للورم الذي سيقضي على حياة شابة في مقتبل العمر. طلبت الأم من الطبيبة أن تكتب لها تقريرا يثبت مرض ابنتها، وذلك بغية البحث عن علاج نافع قد يعيد الأمل للمريضة، وأيضا من أجل مواجهة الطبيب الذي أكد بهتانا حملة فلذة كبدها العذراء البريئة.
توجهت الأم بعد ذلك مع ابنتها إلى الطبيب الأول، وطلبت منه إعادة اجراء الفحص. فأكد كلامه السابق بوجود حمل، بل وحدد عمر الجنين في ستة أشهر ونصف. وبدأ يقدم نصائحا للحامل وأمها. وماكان من هاته الأخيرة إلا أن طلبت منه كتابة شهادة طبية تثبت حمل ابنتها، وهذا ما كان.
غادرت الأم وابنتها العيادة حاملة شهادتين طبيتين متناقضتين. وطلبت من ابنتها التوجه مباشرة للمنزل وهي تحمل اعتراف الطبيب الخاطئ بالحمل الكاذب. أما هي فقد رجعت للعيادة كي تواجه المخطئ بخطئه الذي كلف الأم وابنتها أياما طويلة من العذاب والإحساس بالعار.
حاول الطبيب بعد صرخات الأم أمام زوار العيادة إرجاع الاعتراف الخطي الذي يقر فيه بالخطأ الكبير الذي ارتكبه، لكن الأم أخبرته بأنها لا تملك شيئا وبأنها قد خبأته بعيدا كي تستعمله في مقاضاته. بدأ الطبيب يزمجر ويهدد ويحاول التدخل بعنف ضد الأم التي صدته وتوجهت مسرعة نحو أقرب سيارة أجرة. ركبتها مستعجلة طالبة حماية السائق من الطبيب الذي جعله الرعب من فضيحته الخاطئة، يبدو ككلب هائج يحاول بكل الوسائل اقتناص ضحيته حفاظا على مسيرته المهنية.
استسلمت الأم لقدرها وحاولت مقاضاة الطبيب، لكنها وجدت رفضا من المحامي الذي فضل الحديث مع المعني بالأمر من أجل التوصل لحل ودي، مما اضطرها للجوء لمحامي آخر. ومن جهة أخرى، بدأت حالة الفتاة تتدهور، مما استوجب نقلها على وجه السرعة للمستشفى، فبقيت هناك طريحة الفراش بعد أن أكد الأطباء أن مرضها في طور جد متقدم، وأن أشهر حياتها معدودة على رؤوس الأصابع. ومع ذلك، حافظت الأم المكلومة على الأمل، وساعدت ابنتها في الحصول على علاجها الكيميائي الذي بدأ يأخذ من شبابها وجمالها كل يوم، ليجعلها تبدو أضعف وأكثر مرضا.
لكن القدر كان أكبر من إرادة البشر، وسلمت روح بطلتنا إلى خالقها. وفوضت الأم أمرها لله عز وجل، فلم تبالي بعد ذلك بخطأ الطبيب الكبير، ولا طمع المحامي، ولا غياب العدالة، بل قررت أن تترك ذكرى طيبة عن ابنتها لترقد بعد ذلك بسلام بين يدي  من لا يضيع عنده حق.


هامش:
لقراءة القصة في مدونة أحمد الدكالي:
الجزء الأول: هنا
الجزء الثاني: هنا
الجزء الثالث: هنا


إيمان في لبنان (3)


اليوم الثالث: بداية المعاناة

هكذا هي الحياة، منصفة أحيانا وظالمة في أحيان كثيرة. وهكذا هي الدموع، لا تجد راحتها إلا عندما تصنع أخاديدا عميقة في الوجوه المبتسمة والقلوب المنتصرة.
لم تستطع إيمان، الفتاة المفعمة بالأمل، أن تستيقظ من هول الصدمة وهي تجد نفسها ضحية أناس احتالوا عليها. لما صنعوا لها من الوهم حلما جميلا، جعلته حقيقة في خيالها تستطيع بها تغيير واقعها وواقع من يحيطون بها نحو الأفضل. لتجد نفسها الآن سجينة منزل كبير، لن تخرج منه إلا نحو أحد فنادق بيروت الضخمة، ومنه لأحضان أول من سيدفع أكبر ثمن للحصول على جسد إيمان الجميل.
حاولت إيمان اقناع السيد حاتم، وتوسلت إليه مرات ومرات لإقناعه بعدم علمها بالسبب الحقيقي الذي أتوا بها من أجله للبنان. لكن كلماتها لم تشفع لها، فهو كان يعلم أن كل المغربيات اللواتي يبعثن له في طرود حمراء، تحت غلاف مهن مختلفة، كن مستعدات لبيع أجسادهن لكل من هب ودب مقابل حفنة مال.
انقطع الاتصال بين إيمان وأسرتها، ولم تجد أبدا فرصة للهروب من السجن الوردي الذي أجبرت على البقاء فيه. وكانت تملك فقط حرية الحديث مع رفيقاتها في السكن هناك. فتيات في مثل سنها أو أصغر، يخرجن يوميا لاصطياد ضحاياهن، ويجبرن يوميا على العودة لنفس المنزل. 
تبادلت الحكايات معهن، وتعرفت على قصص بنات مررن قبلها من نفس المنزل: على فتيات انتحرن، وأخريات رجعن لبلدهن بعد أن صنعن ثروة كبيرة من الذهب والمال، وأخريات تزوجن من أغنياء الخليج، وأخريات تمكن من الهروب..
لكن إيمان لم تكن أبدا تريد أن تفرط في نفسها، خصوصا بعد أن علمت أن الأستاذ حاتم قد يربح منها أموالا طائلة لأنها مازالت عذراء. لذا فكرت كثيرا قبل أن تجد قرارا قد تستطيع به الحصول على حريتها.
مضى شهر كامل وسجن إيمان مازال مستمرا، ولا تخرج منه إلا لشراء الملابس بمرافقة اثنين من أسمن الحراس الشخصيين. ومع نهاية الشهر، فتح الباب الحديدي من جديد، على وجه الرجل الوحيد الذي يملك كل المفاتيح هناك. ابتسم بسخرية محدثا إيمان:
- جهزي حالك حلوتي، ستبدئين العمل اليوم..


يتبع

إيمان في لبنان (2)

اليوم الثاني: بداية الحلم

بيروت، تبدو تلك الجميلة رائعة تماما كما نراها في شاشات التلفزيون. وأراضيها المنسقة تظهر الانسجام الحضاري والاختلاف الجوهري بين من يعيشون فيها من لبنانيين وغيرهم. فبيروت تعطي احساسا مختلفا لكل من زارها، وكيف لا وهي تجمع بين حضارات عريقة أخذ منها الزمن نسمات اجتمعت في هاته الأرض الطيبة.

ترجلت إيمان من سيارة المرسيدس التي ركبتها من المطار رفقة مستقبلها الأستاذ حاتم. وكانت حفاوة الاستقبال بها كبيرة جدا لدرجة الدهشة، فابتسمت كثيرا وضحكت أكثر بلهجة لبنانية اكتسبتها بسرعة، مع الرجل الذي سيوصلها إلى منزل الأحلام حيث ستقطن، قبل أن تبدأ عملها مع بداية الأسبوع المقبل.
- مرحبا بالمغرب وبنات المغرب.
هاته الكلمات القليلة رددها الأستاذ حاتم كثيرا، وهو يبدي الإعجاب بجمال إيمان التي ابتسمت أيضا لهذا الإطراء، رغم أنها قد ألفته من قبل، من رجال مدحوا جمالها كلما رأوها.
وقفا أمام منزل جميل في ضواحي بيروت الحالمة، بباب حديدي كبير وحديقة جمعت من روائح الياسمين والنرجس عطرا مميزا. دخلت إيمان المنزل وشعور غريب ينتابها، اعتقدت أنه إحساس بالفرح والسرور بعالم جديد ستقتحمه. منحها عند الوصول الأستاذ حاتم هاتفه لتكلم أسرتها، فدمعت عيناها لسماع صوت والدتها مجددا، ولإخوة كلموها واحدا تلو الآخر، معبرين عن شوقهم لعودتها بملابس ولعب جديدة.

وبعد أن مسحت إيمان عينيها الباكيتين، طلب منها السيد الطيب دخول الغرفة الرئيسية كي تتعرف على زميلاتها الجديدات في العمل والسكن. وفتح الباب على وجوه ثلاث فتيات جميلات، بدين ضاحكات مبتسمات، تسمرن فورا بعد دخول الأستاذ حاتم، وبدأن يتهامسن وينظرن بطريقة غريبة لم تفهمها إيمان.
وبعد تعارف بسيط، رحل الأستاذ حاتم تاركا المجال للفتيات من أجل التعرف أكثر على صديقتهن الجديدة. وزع غمزات على إحداهن كأنه يخبرها بضرورة عمل شيء معين، ثم ولى ظهره راحلا.
اقتربت احدى الفتيات من إيمان:
- منين نتي؟
- من مراكش..
- وفاش كنتي خدامة؟؟
- كوافورة
تعالت الضحكات في الغرفة الرئيسية، وسمعت كلمات قليلة بأصوات كل من كن هناك:
- كوافورة..ههههههههههه... ده كان زمآآآآآان


يتبع

لمن سأهدي الورود؟ (2)

تذكير: لمعرفة بداية قصتي مع الورود، المرجو الإطلاع على هاته التدوينة: لمن سأهدي الورود؟

صباح الخير.
شمس ذهبية وجو جميل يغري بتوزيع الورود. فلنبدأ على بركة الله..
جهزت نفسي وودعت والدتي كما كل يوم، وتمنيت حينها لو أني أملك كل ورود العالم حتى أضعها تحت قدميها الحنونتين. ألقيت تحية الصباح على مرافقي أشرف (تتذكرونه أليس كذلك: أنا وأشرف). قبل أن نتوجه معا للكلية رغبة في معرفة آخر أخبار الاضرابات والتجمعات التي يسمع رنينها في كل المغرب.
أشرف اليوم يبدو نشيطا ولن يعاندني أو يوقف مساري لأي سبب من الأسباب، خصوصا أني تكرمت عليه ببنزين صباحي من أحد المحطات الموجودة بالقرب من سوق الورود، ولا أدري من صاحب هاته الفكرة المبدعة بوضع البنزين الأسود جنبا لجنب مع الورود الناعمة ...حكمة الدنيا !!!!!. والآن يسعدني أن أواصل مشواري مع أشرفي نحو قرار هذا النهار: متابعة الأخبار وتوزيع الأزهار.
ولن أحكي لكم عن مساري وتفاصيله المملة، فالكل كان يطلب مني وردة من الثلاث وردات التي كنت أحملها، وكنت أقابل الطلبات بابتسامة رفض بسيطة، فلحد الساعة لم أجد وجهتي المجهولة التي تستحق ورودي.
توقفت قليلا عند الباب الذي اعتدت ولوجه منذ أزيد من ست سنوات، فوجدت نفس الانسان واقفا هناك كما عادته، بابتسامته الطيبة. وبدون أي مقدمات قدمت له وردة بيضاء. فابتسم، جعلتُ ابتسامته تكبر فشكرني بقوة. كان صاحب أول وردة هو حارس الأمن بباب أحد مستشفيات مدينتي، يعمل واقفا طيلة 12 ساعة يوميا، مدة ست أيام كل أسبوع، يوزع ابتسامات دائمة على كل العاملين ويستحق طبعا وردة شكر مني..
بعد انتهاء اجتماعاتي مع الأصدقاء، توجهت لملاقاة أشرف عند الموقف. وهناك التقيت رجلا هرما أحبه الجميع، كثير الكلام والابتسام، دائم الحديث عن مراكش الحمراء الجميلة قبل وبعد سنة الألفين. لطالما اجتمع عنده حشد كبير من العاملين ليروي لهم مغامرات أبناء البهجة القدامى أيام الطنجية والنزاهة في المنارة، ولطالما ناقشت معه أخبار وأحوال فريقنا المفضل، فقد كان يعكف رغم كبر سنه على مشاهدة كل المباريات. منحت وردة لحارس موقف الدراجات الذي أفنى طفولته وشيبه وهو في نفس المكان، يحرس دراجات الموظفين. منحته وردة فابتسم وسألني عن المناسبة؟ قلتُ: لأنك تستحقها.. فضحك وقال: يا ليتها كانت حمراء كمدينتنا الجميلة، على العموم سأحتفظ بها فهي أول وردة أحصل عليها في حياتي.
غادرت المستشفى وكل سرور بجواب الحارس البهجاوي، وتعمدت في طريقي أن أمر من أمام حارس الأمن كي أرى مصير وردتي، زاد سروري لما رأيته قد وضعها في جيب قميصه الأمامي. وتوجهت بسرعة للمنزل فأنا أعلم حقا لمن سأهدي وردتي الثالثة.
فتحتْ لي الباب كما عادتها، قبلت جبينها وقدمت لها الوردة، ابتسمت برفق وهي تقول: الله يرضي عليك أبنتي..أمي الحبيبة تستحق أيضا أجمل وروود الدنيا :)
ارتحت قليلا بعد توزيعي لثلاث وردات، لم أكن أعلم إلا القليل من المعلومات عن اثنين من أصحابهما، لكن القاسم المشترك بينهما هو الابتسام الدائم. حدثت نفسي بأن من بين الغير مبتسمين من يستحق الورود أكثر، ربما ستعيد لهم البسمة، وربما لا.. لكن الأمر يستحق حقا أن أجربه...
مازالت هناك سبع وردات تنتظر توزيعها، متى وأين؟؟ حاليا، أنا لا أعرف.. لكني أكيدة باذن الله، أني سأحاول بها زرع ابتسامة ولو للحظات على شفاه أشخاص أعرفهم أو لا، وأكيدة أيضا أنكم ستعرفون التفاصيل ان شاء الله عما قريب.. فقط انتظروني.
سلاموووووووو


هامش: تم إهداء الورود يوم 3 يونيو... عذرا على التأخير

يتبع

إيمان في لبنان (1)

اليوم الأول: بداية الرحلة

حملت حقيبتها الصغيرة، ودموع غزيرة تلون خدها الأبيض الجميل. غرفتها كانت مليئة بصديقات أتين لتوديعها وإخوة تراقصوا فرحا لسفر أختهم الكبرى إلى بلاد ملكة شخبط شخابيط. أما إيمان فلم تستطع أبدا تمالك نفسها وهي ترى والدتها العزيزة المشلولة تودعها بدعوات الألم والأمل والرضى على ابنة تحملت مسؤولية أسرتها في وقت غاب فيه مسؤول الأسرة الأول.
ثلاث ساعات وهي تنتظر والدها الذي تأخر كما عادته كل يوم، رغم أنها أخبرته بموعد سفرها وترجته أن يأتي مبكرا كي يودعها. لكنها تكهنت بعد غيابه بمكان وجوده: خمارة الحي المشهورة  التي تشهد يوما بعد آخر فضيحة يكون هو بطلها، بصراع وخصومات مع صاحب الخمارة، أو عراك مع أحد الزبناء السكارى هناك، أو مشاحنة مع إيمان التي تعودت منذ عشر سنين، على ملاحقة والدها ومساندته في طريق العودة، حين يكون ثملا حتى فقدان الوعي.
منذ عشر سنوات تغيرت حياة إيمان واخوتها، لما استيقظت والدتها فجر يوم على شلل نصفي، عرف سببه فيما بعد بمرض نقله لها زوجها. أب إيمان الذي خاض حربا ضروسا بين أحضان عاهرات مراكش، فكانت زوجته المسكينة ضحية نزواته بمرض مزمن لازمها، وأولاد دفعوا الثمن من حياتهم واستقرارهم، وصحتهم وصمودهم.
عشر سنوات جعلت إيمان تعتزل دراستها وتصقل موهبتها في مجال التجميل، لتشتهر بعد ذلك كأفضل حلاقة جميلة، تسلب لب الزبونات ببراعتها وحسن تعاملها، وتسلب عقول الرجال بجمالها وأناقتها. وتجعل ألسنة الناس تتحدث عن سمعة سيئة تشتهر بها كل فتاة تعمل بمجال الحلاقة.

ودعت إيمان والدتها بحرقة، ورسمت قبلات دامعة على خدود إخوتها أمين ونبيل وأمنية. سلمت على الجارات وهي تركب سيارة الأجرة التي كانت في انتظارها.
بدت الطريق طويلة وهي تلقي آخر النظرات على حيها الفقير، أخيرا ستستطيع تحقيق ما تمنته بعد أن حصلت على عقد عمل في أحد أشهر صالونات لبنان. ستعيش هناك عالما جديد سيضمن لها ولأسرتها حياة كريمة، وستكتسب في المقابل تجربة ستفيدها إذا ما فكرت يوما بفتح صالون تجميل خاص بها.
بدأت أحلام كثيرة تراود فكرها المبتسم تخوفا، حتى رأته هناك واقفا في ناصية الشارع،  ينظر إلى سيارة الأجرة  التي تركبها بكل حسرة. تألمت كثيرا لكلماته المذلة التي مازالت ترن في مسامعها، والتي قالها في آخر لقاء جمعهما،حين لامها على قبول عقد العمل ونعتها بالغانية لأنها قبلت العمل في بلد عربي وهي تعلم تماما ما تقوم به المغربيات هناك. لكنها كانت واثقة من نفسها وأخلاقها، وواثقة من قراراتها لما فضلت خدمة أسرتها على عيش حب قد يبعدها في لحظة من اللحظات عن طموحها.

يتبع


أفٍّ للعرب


وجدت قبل أيام دفترا بنيا، يجمع بين وريقاته القديمة كلمات قيل أنها شعر، تتحدث مرة عن فلسطين حزينة وقدس سليبة ويهود أشرار، أو عن مغرب رائع، بطبيعة خلابة ومواطنين أخيار.
تذكرت أن الأمر يتعلق بكلمات ساذجة لفتاة في العاشرة من عمرها، تحلم بمدينة فاضلة، تأكدتْ فيما بعد أن وجودها هو من سابع المستحيلات. قديما، كنت أكتب عن المغرب والقدس، والآن صرت أهتم أكثر بكل ما هو مغربي. لا أعرف لماذا !!!!!
حسنا سأنقل لكم كلمات تأفف من العرب وحالتهم، وجدتها في أرشيف عمر العاشرة. وحق الضحك مكفول للجميع وأولهم أنا ههههههه.

أُفٍّ لكم يا عرب
يا عبيد العجب
يا براميل الخراب
يا أحباء السراب
يا دعاة للسلام
ينقصهم هم السلام
يا فاقدين الشرف
يا مُلاَّكا للخوف
يا خاسرين الكرامة
يا ضحايا الدوامة
دوامة الكبار
اسرائيل والجوار
يا خُدَّام التقدم
يا خاسرين التفهم
أُفٍّ لكم يا عرب
يا عبيد العجب
يا متخلين عن أرضكم
يا مفرطين بمجدكم
حرروا هيا القدس
واحموها من الدنس
واحموا أرضنا لنا
أرض العزة والإباء
يا رجال الإباء
يا رجال الإباء

أُفففففففففٍّ للعرب

1996


لمن سأُهْدي الورود؟


لمن سأُهْدي عشر وردات؟ عشر وردات؟؟؟ همممم فكرة غبية في زمان ومكان لا يعترف إلا بقوالب السكر كهدايا تقدم في كل المناسبات، كتعبير عن كل شيء وعن لا شيء. ورغم ذلك صلابة رأسي تجعلني أقرر شراء عشر وردات لأقدمها لأشخاص ربما لا أعرف جلهم.
هممم، ماذا سأخسر أنا؟ مجرد فكرة خطرت في بالي لأرى بها إن كان الآخرون سيتأثرون بوردة قُدِّمَتْ لهم من فتاة غريبة، ربما اعتبروها مخبولة.
ستخسرين ثمن الورود يا غبية!!!!!!!
حسنا، لا بأس. أعرف نفسي كما تعرفني والدتي التي تقول دوما بأن يداي" مثقوبتان" بسبب تبذيري للمال. وأنا تيقنت مع هاته الفكرة " العبيطة" أني لا أملك يدان بالأساس، أحافظ بهما على مصروفي الشهري. مجنونة أنا هكذا يعرفني الآخرون، ورغم ذلك سأوزع العشر وردات...
حسنا، حسنا يا عنيدة. وزعي الورود كما شئت، اختاري زهورا حية قوية، بألوان لها معاني أولا. اختاريها حمراء لأنك ربطت حياتك بهذا اللون، ولأنك تحبين الجميع أيضا. أو بيضاء ربما بحثا عن القليل من السكينة والهدوء. أو أي لون تريدين، المهم ألا تنسي الحفاظ عليها نضرة. لا يجوز أن تهدي ورودا ذابلة يا سناء!!! هآاء، انتبهي جيدا..
حسنا، سأشتري كل مرة أرغب فيها بالخروج، ثلاث أو أربع وردات، المهم أن يكون في حوزتي فقط ما سأستطيع توزيعه. ثم إني سأدّخر قليلا اذا ما عجزت عن إيجاد من يستحق ورودي.. سأختارها بيضاء، بلون السماء والماء.
 الماء لا لون له يا نبيهة..
 احم احم المهم بيضاء صافية، ككل القلوب التي سأمنحها الورود.
ذكية يا مغربية !!!!!
هيا ابدئي اذن، مغامرتك الوردية. أقصد البيضاء، وقولي لنا من أول من تفاجأ بوردتك الهدية؟
حسنا سأبدأ.. بسم الله توكلنا على الله.. 
أول وردة بيضاء...

يــتــبــع


ثلاثة صور






الصور مأخوذة من ألبوم الطبيب والمدون المغربي نوفل شنا، في مسيرة الغضب التي نظمها أطباء القطاع العام في المغرب يوم الأربعاء 25 ماي.