لماذا يتزوج الخليجيون بالمغربيات؟


هـن..
في فترة سابقة من إحدى السنوات الماضية، راسلت إحدى الكاتبات الخليجيات عبر مقالة لها تم نشرها في العديد من المواقع العربية، وزير العدل المغربي السابق، تدعوه لوقف اكتساح سوق الزواج الخليجي من طرف المغربيات. طلبت منه بأسلوب مباشر، أن يسعى لتعقيد المساطر الادارية التي يخضع لها كل أجنبي حاول الزواج من بنات بلدي. معتقدة أن سهولة هاته الاجراءات ( وهذا أمر غير صحيح) هو الذي جعل رجالهن يهربون للمغرب من أجل الارتماء  في أحضان بناته.
منذ قرأت تلك المقالة، وأنا أسأل نفسي: لماذا لم ترسل تلك الكاتبة نفس الرسالة لوزير العدل في بلدها، كي يقوم بنفس الأمر مع رجالهم ويحمي نساؤهم من التعدد أو تحمل الضرة بسبب المغربيات؟
يبقى السؤال مطروحا طبعا..
بعدها بأشهر طويلة نشرت ناشطة أخرى مثيرة للجدل، مجموعة فيديوهات تعبر فيها بحرقة عن غضبها الشديد من المغربيات اللواتي يأتين للخليج لخطف رجالهن وتشتيت عائلاتهن. وبما أن صفات "السحر والشعوذة" و "الدعارة" صارت مرتبطة بالمغربيات، فلم تتوانى هاته السيدة عن استعمال هاته الصفات وهتك عرض ملايين النساء بأقدح النعوت والألفاظ. كل ذلك طبعا دفاعا عن بنات جلدها البريئات اللواتي يقعن هن وأزواجهن بين براثن المغربيات الساحرات المدعومات ببركات الفقهاء والأولياء المغاربة. (شايلآآآه أسبعة رجال)

هم..
حكى لي أحد الشباب من دولة خليجية عن سعادته الكبيرة لزواج والده بامرأة مغربية، وأكد أنها إنسانة جد طيبة وتهتم به وبوالده أكثر من أمه التي يعيش معها. كما عبر أكثر من مرة عن رغبته حينما ينهي دراسته بالزواج من مغربية كوالده، بالاضافة لزوجته ابنة بلده التي يعرفها منذ صغره. طبعا في اطار تطبيق مبدأ التعدد احتراما للسنة النبوية.

ولقد قرأت بالأمس مقتطفات من كتاب ذاع في الفترة الأخيرة في الشبكات العنكبوتية، مؤلفه مفكر كويتي أراد أن يقارن تجربته مع زوجاته الخليجيات بزوجته المغربية. وهاته مقاطع مما قرأت، ولكم أن تتصوروا ردود الأفعال من المغاربة والخليجيين على السواء:
" لماذا يتزوج الخليجيون بالمغربيات؟ كثيرا ما كنت أسمع هذا السؤال قبل زواجي من زوجتي المغربية بفترة... بعد أن وافقت على زواجي منها، قلت لها مداعبا: إنك تعرفين بأني متزوج من اثنتين قبلك، ويوجد لدي خانة رابعة فارغة للزواج، لذا قد أتزوج عليك في أي وقت. فابتسمت المغربية في وجهي وهي تقول: أنا لا أمانع أن تتزوج رابعة، لكن بشرط أن لا تكون مغربية.
حينما نعود للتاريخ نجد أن الخلفاء العباسيين الذين كانوا الأكثر انفتاحاً على الحظايا والجواري والحسناوات كانوا يفضلون “البربريات” على باقي الجنسيات. ثقافة الخليج هي خليط بين عادات الصحراء: تعاليم الاسلام الشرقي ومجتمع الترف ومضافاً إليه الكثير من البهارات الهندية والأمريكية. أما الثقافة المغربية فهي سلطة أخرى عادات البربر: عزة النفس وتعاليم الاسلام العربي ومجتمع الملكية والبهارات الفرنسية. وهذا ما يجعل مذاق الخليجيات مختلفا جدا عن مذاق المغربيات. 
وأنا أزعم بأن المغربية تميزت بأمرين أولهما: عشقها المطلق لأنوثتها، فهي تمارس أنوثتها من لبس ورقصٍ وطبخ وتنظيف وعناية بالرجل بكل حب وشغف. كما أنك تجد فيها طاقة كبيرة في إدارة شؤون الرجل المنزلية ولن تجد فيها أي توانٍ أو كسل، بعكس الخليجية التي تعودت على الكسل والخمول، فتبلغ الخامسة والعشرين وتتزوج ولم يسبق لها أن جربت غسيل الأطباق أو طبخ أكلة شعبية أو كنس المنزل. فطوال فترة زواجي بالمغربية، كان لي نصيب في الحمام المغربي مرتين أسبوعيا، وكان المنزل دائما مشرقا نظيفا، وأصناف الطواجن والكسكس والطنجيات وأصناف الزيتون تشبع عصافير بطني وتسعدها  على الدوام. 
ثانيهما: تقديسها وخضوعها للرجل، فهي ترى أن نجاحها مرهون في رسم ابتسامة رضى زوجها، وهي مستعدة لتحمل أي عبء إضافي مقابل راحته وتبحث دائما عن أسرار سعادة الرجل الحسية، وأعتقد بأن كل من الثقافة الفرنسية والبربرية لهما كبير الأثر في تكوين مثل هذا الطبع لدى المغربيات. ودائما ما كنت أتلذذ بلمسات زوجتي المغربية الحانية التي تصيب في مشاعري وقلبي أثرا، وهو ما افتقدته عند زوجتي الخليجية، فسألت المغربية يوما عن سر لمساتها وملاطفاتها، وكيف يمكن لها أن تؤثر عليّ بهذا الشكل، فأجابت بكل ذكاء : جسد الرجل كالفانوس السحري، كلما مسحت عليه برفق ولين أخرجت المارد الذي فيه.
فيا بنات الخليج.لا تلومونا ولوموا أنفسكم."

نــحـن..
أجد نفسي دوما حائرة في معرفة السبب الذي يجعل بعض المغربيات يرفضن الزواج من أبناء بلدهن ويبحث في بلدان المشرق العربي عن نصفهن الآخر، لم أكن أقتنع بخرافة الطمع أو المال التي كان يطلقها على مسامعي كل شاب مغربي أسأله هذا السؤال فيبرر لنفسه هذا الرفض. كنت أعرف فتيات فضلن رمي أنفسهن لزوج أجنبي وبلد غريب عنهن، وعرضن أنفسهن لمغامرة الزواج على ضرة أو الزواج العرفي أو حتى الدعارة، ولا أعرف سبب ذلك. أبتسم بصمت وأتذكر صديقة كانت تبحث بكل الوسائل عن زوج  عربي من خارج المغرب، تقول بأنها لا تهتم أبدا بالمال بل تريد الرومانسية والكلام الجميل، وهو أمر تفتقده كثيرا في شبان بلدها.. قد أختلف معها ربما في ما تقوله، لكني أقدر كثيرا جرأتها في اختيار رجل بسيط غير مغربي تكمل معه حياتها في بلد بعيد عن وطنها.

مازال للحديث بقية..



عيد سعيد

3ideee

عيدكم مبارك سعيد أيها الأصدقاء
تقبل الله منا ومنكم صيام الشهر الفضيل
عواشركم مبروكة والله يدخل عليكم هاد العيد بالصحة والسلامة وراحة البال ان شاء الله :)
تحياتي

دِيرْ ايدِّيكْ... مرة أخرى

حكت لي صديقة عن مشاركتها في أحد فعاليات مبادرة دِيرْ ايدِّيكْ المنظمة من طرف شركة إنوي للاتصالات، فقالت:

" أخذني الحماس وحب العمل الجمعوي للمشاركة في مبادرة تقرع لها طبول الإعلام منذ شهور، ويشهر لها فنانون معروفون. فدونت اسمي مثل العديد من الشباب بنية المساعدة في عمل خير ربما سيجل في كتابي يوم الحساب.
كانت انطلاقتنا بعد تأخر دام ساعتين، أركبونا حافلة مكيفة منمقة بسائق أنيق. كان المشاركون معنا شباب لم يتجاوز جلهم سن العشرين، كل واحد منهم يخفي سببا لمشاركته في (دير ايديك) تحت غطاء العمل التطوعي. أدهشتني بعض التصرفات الصبيانية من بعض المتطوعين وصلت لحد المجون الفاضح، لكني لمت عيني وسوء نيتي، وعاتبت نفسي على كثرة الملاحظات في شباب يريدون عيش شبابهم.
وصلنا لمقر جمعية معينة، ووزعونا على فريقين للبستنة والصباغة، أحببت أن أتعلم فنون هاته الأخيرة فاندمجت مع الصباغين. لم يغفل عن عيني أن ألاحظ  أن الحيطان التي طلب منا إعادة صبغها كانت في حالة جد جيدة وأحسن من جدران بيتنا!! زاد استغرابي واستهجاني بعد أن رأيت أمورا عديدة تغضب كل عاشق للعمل التطوعي، فالأغطية التي وقفنا عليها حفاظا على الأرضية كانت جد مكلفة، و أدوات الصباغة اللازمة والإضافية كانت من النوع الرفيع الذي يباع في أرقى المراكز التجارية. مصاريف عديدة كانت تستعمل تحت غطاء العمل التطوعي، بينما كان هناك الكثيرون من المعوزين أو الجمعيات الفقيرة ممن يحتاجون حقا لمبالغ أقل منها.
أتممت صباغتي تحت أصوات موسيقى جد صاخبة، وشاب يتنطط ويدعو الناس للرقص وكأنهم قدموا ليهزوا أردافهم لا ليساعدوا الغير. لم يفته أبدا أن يطلق ترهاته اللفظية على الفتيات المشاركات هناك، واللواتي لم يسلمن من تحرش طالهن من مشاركين آخرين ومن منظمين وحتى من الصباغين الذين يفترض بهم أن يساعدوا الشباب في تأدية واجبهم.
لقد حاولت بمشاركتي في مبادرة دير ايديك، أن أعيش تجربة جديدة في عالم التطوع، أفيد بها الآخرين وأستفيد أنا أيضا، لكن الاستهتار الذي رأيته جعلني أعيد التفكير مئات المرات في أي خطوة أقوم بها في هذا المجال، مع شركات كبيرة تحاول تلميع اسمها على حساب آهات وآلام الناس البسطاء. "

هذا ما سمعته على لسان صديقتي، أما أنا فقد كان لي حماس سابق في المساهمة في هاته المبادرة، غير أن الظروف لم تساعدني في وقتها. هل سأخوض التجربة يوما ما؟؟ ربما نعم.. وربما...

تدوينة تلفزيونية تافهة

غبت عن التدوين مدونة طويلة ( على الأقل بالنسبة لي) امتنع فيها قلمي مرة أخرى عن خط حرف رغم أن بالي تشغله أمور كثيرة تمنيت لو أني أتقاسمها معكم.
ولكي أعذب هذا القلم العنيد مثلما عذبني، قررت أن أكتب به تدوينة تافهة:)
حسنا، نحن في أيام رمضان الفضيل، شهر العبادة والأخلاق والمحاسن، فما التافه الذي يعكر صفو الشهر المبارك، والذي أستطيع أن أكتب عنه هنا.. هممممم..
طبعا لن أجد أفضل من البرامج والمسلسلات الرمضانية، توكلنا عالله..

أزيد من ستين مسلسلا مصريا وثلاثين مسلسلا خليجيا وأحد عشرة مسلسلا سوريا ( لن أتحدث طبعا عن مسلسلاتنا المغربية) كانت حصيلة الانتاج الدرامي في هذا الشهر الفضيل. وضعت بداية لائحة بثلاث مسلسلات أردت متابعتها: "الإخوة الأعداء" المأخوذ عن الرواية العالمية الإخوة كارامازوف للكاتب الروسي فيودور دوستويفسكي، و"فرقة ناجي عطا الله" لعادل إمام وأخيرا المسلسل التاريخي "عمر" والذي نال أكبر قدر من اللغط هذا الشهر.
في نهاية المطاف لائحتي تقلصت لمسلسل واحد بسبب الوقت وبعد أن عاينت الأخطاء والهفوات التي انتهجت في مسلسل الزعيم كما يلقبونه، والضحك على الذقون التي استعمله في مسلسل خال جدا من الواقعية والمنطقية، بتقديم معلومات خاطئة ومبالغة عن اليهود من جهة وعن القضايا العربية المهمة من جهة أخرى. ما قيل أن هذا المسلسل التافه يمثله كان بكل بساطة كذبة كبيرة، فناجي عطا الله سيد التطبيع الذي جمع ثروته من إدارة صالة قمار والربى والرشوة يشكل مثالا سيئا للشخصية العربية التي تدافع عن قضايانا وعلى رأسها القضية الفلسطينية. 
الآن لا أتابع إلا مسلسلا وحيدا، هو سيرة الفاروق رضي الله عنه "عمر"، رغم أني لاحظت بداية أن المخرج تأثر كثيرا بفيلم الرسالة لمصطفى العقاد، فجسد نفس الرؤية للهجرة النبوية وقبلا لإسلام آل ياسر ومؤذن الرسول بلال بن رباح. زد على ذلك أني غضبت كثيرا لتجسيد خليفة المسلمين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، تماما بنفس التصور الذي نجده في الرسومات التي يضعها الشيعة له.
ولكن على العموم يبقى المسلسل مميزا، فقد عرفنا أكثر بسيرتنا النبوية وأضاف لنا معلومات عن صحابة كثر كنا نجهلهم، ويعتبر اضافة كبيرة للمسلمين ورسالتهم. (إذا ما عرفوا كيف يستفيدون منه).

نستمر في سرد التوافه الرمضانية وهاته المرة مع برامج الكاميرا الخفية، من خلال ثلاث نماذج تعرفت عليها مؤخرا ( طبعا ليست مغربية).
رامز قلب الأسد:
 استغل فيها الممثل الشاب الظرفية السيئة التي كانت تمر بها مصر بعد الثورة، فجعل فريقه الانتاجي يخسر عشرات الآلاف من الجنيهات كل حلقة كي يخلق الذعر في قلب ضيوفه الضحايا من أصدقائه المشاهير، وذلك عن طريق محاول خطف وهمية للحافلة السياحية التي تقلهم. لا أدري لماذا كنت أشعر بالرعب كلما شاهدته، خصوصا أن بعض الضحايا قد يصابون بسكتة قلبية بعد أن يعيشوا ما عاشوه، ولا أدري لماذا يسكتون عن مثل هاته البرامج التافهة والتي يساهم السماح ببثها في تشجيع عودتها مرة بعد أخرى.. ربما السبب هو المبالغ الخيالية التي يأخذونها كتعويض عن إرهابهم :)

مراتي في ورطة:
برنامج مصري للكاميرا الخفية يمتحن غيرة الزوجة بعد أن تعرف أن المذيعة كانت حبيبة سابقة لزوجها(بتواطؤ مع الزوج طبعا). كما قال المسؤولون عن البرنامج، فالأزواج كلهم عبروا عن رغبتهم في توريط زوجاتهم واختبار سُلَّم الغيرة عندهن، ولم يبالي أي واحد منهم بجرح مشاعر زوجته أو الخوف عليها، جميع الزوجات تضحكن في النهاية وتسامحن أزواجهن.. أتساءل فقط كيف سيكون سُلَّم كلمة ( أنت طالق)، اذا ما كان اسم البرنامج ( زوجي في ورطة..)?

وأخيرا الحكم بعد المزاولة:
الضيوف يشاركون في برنامج حوار بدعم من قناة ألمانية، يكتشفون بعد توالي الأسئلة أن القناة المستضيفة اسرائيلية والمنتجين والمذيعة يهود. تضحكني ردود الأفعال في هذا البرنامج، مثلما يضحكني جهل العديد من الضيوف بقضايا بلدهم وبمستواها مقارنة مع اسرائيل. جل الضيوف لم يستسيغوا فكرة التواجد بقناة اسرائيلية لكن بعضهم لم يستسغ فقط ألا يتم اعلامه بالأمر..
ولكم الحكم بعد المشاهدة..

تدوينتي تافهة أليس كذلك ؟؟