بكارة للبيع... الجزء الرابع

الجزء الأول: هـــــنــــا
الجزء الثاني: هـــنـــــا
الجزء الثالث: هــنـــا

صعدت للطائرة التي ستقلها لمدينة الأحلام بعد أن ودعت الخادم الذي رافقها حتى المطار. طلبت منه بلطف أن يشكر سيده على الاستقبال الجميل وبأن يعتني به جيدا.. جلست في مقعد الدرجة الأولى وبدأت تسترجع شريط الذكريات وتترقب بابتسام المغامرات التي تنتظرها.

كانت جد سعيدة بالانجاز الذي حققته، بمغادرتها لبيت خالها وانضمامها لأشهر مدرسة هندسة في بلدها، ستتخرج منها مهندسة مميزة تماما كما تمنت. تلك الفتاة الجميلة الذكية اليتيمة صارت بين ليلة وضحاها مليونيرة، تمتلك ثروة ستساعدها على إنهاء دراستها في أحسن الظروف.

تذكرت أيضا الثري الذي كان سبب سعادتها، جعلها امرأة غنية  لما اشترى بكارتها. لكنها بالمقابل رفضت عرضه السخي بالزواج منها. بداية لم تفهم سبب طلبه هذا واعتقدت أنه كان يمازحها، لكن دموعه جعلته يقنعها بطلبه.
 كان حقا يرغب بالزواج منها تكفيرا عما ارتكبه حينما عاشرها بدون عقد شرعي، أرادها أن تكون زوجته حلاله خوفا من عقاب رباني كان يجعل عينيه تدمعان كلما نكح بكرا جديدة.
 قصته تلك عرفتها من خدمه الذين لم يذخروا جهدا في رواية تفاصيل العلاقات القديمة لسيدهم.. في كل مرة كان يطلب يد العذراوات بعد أن يعاشرهن، ويجلس شهورا يبكي ويستغفر ربه على الإثم الذي قام به.. وبعدها، يعود لشراء بكارة جديدة ويكرر نفس السيناريو مع كل فتاة شابة تدخل مزرعته الراقية.

وبكل لباقة راوغته ورفضت عرضه بالزواج، كانت متشبتة برغبتها في إنهاء دراستها والبقاء في بلدها.. تفهمها وطلب منها أن يظلا على اتصال إذا ما غيرت رأيها. وافقت بلسانها لكن داخلها كان يعلم جيدا أن آخر ما تريد أن يربطها بالرجل الثري هو نصف المليون أورو المتبقي، والذي سيضخه في حسابها البنكي لتصبح رسميا "مليونيرة".
كانت حلاوة هاته الكلمة تجعلها تنسى تماما ما فقدته من أجلها، فكلية الهندسة وحدها كانت تسيطر على تفكيرها، وما المال إلا وسيلتها من أجل دخول تلك الكلية..

هكذا كانت تفكر بابتسام حتى قاطع حبل تأملها شاب جلس بجانبها في الطائرة، كلمها بلطف: " هل تسمحين لي سيدتي بالحديث معك"


يتبع


مكتبات هنا وهناك (2)


أهلا يا أصدقاء،
قبل أيام طويلة، طلبت أن نتشارك معا صور مكتباتنا، المنزلية والالكترونية. وكم أسعدني تجاوبكم مع الفكرة، حينما كنت أتوصل بصور رائعة لمكتباتكم وأنشرها بانتظام في صفحة المدونة على الفايسبوك.
وكما وعدتكم، فسأعيد نشر هاته الصور على مدونتي أيضا في العديد من  المواضيع، ستكون تدوينتي هاته أولها.
شخصيا لا أحس بحلاوة القراءة إلا إذا حملت الكتاب بين يدي، وقلبت أوراقه الواحدة تلو الأخرى. لكن ومع التطور التكنولوجي، أصبح العديد من الأشخاص يفضلون متابعة الجديد عبر الكتب الالكترونية، والتي سهلت كثيرا عملية القراءة بسرعة تصفحها، وقلة ثمنها بل مجانيتها في أحيان عديدة..
إذن تدوينة اليوم ستكون مخصصة ان شاء الله للمكتبات الالكترونية.
نبدأ على بركة الله:

- مكتبة المدونة الغريبة هنا وهناك سناء البرڭي: خير الكلام ما قل ودل
                      
- مكتب سعيد الصويري: كم جميل أن ننظم حياتنا.. وكتبنا.

مكتبة الصحفي المجهول: مزيج جميل بين أصالة الكتب وحلاوة المجلات.
مكتبة هشام الهدار: أحمد الله لأني لم أقرأ يوما هاته الكتب هههه كلها لها علاقة بمجال تخصص المهندس هشام
مكتبة عمران عماري: ماشاء الله، كتب من جميع الأجناس والثقافات.
التدوينة القادمة إن شاء الله ستكون مخصصة للجزء الأول من المكتبات العادية، وسيظل السؤال مطروحا: لماذا صور المكتبات؟
أترككم أصدقائي مع صور أخرى من المكتبة الالكترونية للمدون عمران عماري..( اضغطوا على الصور لتكبيرها).
قراءة ممتعة.



في زيارة لتونس الخضراء

                            
شاءت الأقدار أن تأتيني فرصة سفر إلى تونس من أجل المشاركة في ورشة تدريبية. لم أستطع أبدا أن أرفض هاته الفرصة رغم وجود بعض الاكراهات الشخصية والعملية التي قد تمنعني من مغادرة مدينتي خلال تلك الفترة. لكن الرغبة الكبيرة في زيارة بلد أكن له كل الاعجاب كانت تعتريني، فتوكلت على الله وعزمت الأمر على خوض مغامرة السفر وحيدة لأول مرة في حياتي خارج أرض الوطن .. ولم أندم أبدا..


عندما يريد مغربي السفر لتونس، فإنه لن يحتاج للانتظار طويلا أمام بوابة السفارة كي يحصل على تأشيرة. يكفي فقط جواز السفر وتذكرة الطائرة وبعض الأوراق من العملة الصعبة حتى يستطيع دخول أرض قرطاج سالما غانما ( أحمد لله أحيانا على محاسن الانتماء للمغرب العربي ^ـ^).

حاولت قبل سفري أن أبحث قليلا عن بعض المعلومات التي تهمني بخصوص الوضع في تونس بعد الثورة، وأيضا بعض ما قد يجنبني المشاكل في هذا البلد، الذي قيل لي أنه يشبه إلى حد كبير مغربي. لكن, من حسن حظي أني التقيت في المطار بصحفيين أعرفهما مسبقا، كنا سنشارك معا في نفس الورشة في تونس العاصمة. لقاؤنا معا جعلنا جد سعداء، فأن تسافر وحدك صامتا مختلف تماما عن سفرك برفقة تحبها وتتشارك معها بعض الاهتمامات.

رحلتنا عبر الخطوط التونسية كانت تشبه لحد ما في قبحها، نظيرتها عبر خطوطنا الملكية المغربية، فلا الوقت تم احترامه، ولا كماليات الرحلة تم تجهيزها بشكل مناسب. بل إنها تكاد تكون أسوء بسبب سوء التنظيم والنظافة وعدم لباقة المضيفين  أو احترامهم للركاب.
بعد أزيد من 20 دقيقة بين الوصول لمطار قرطاج ( الذي وجدته في حالة رديئة) ونزولنا من الطائرة، تفاجئنا بتواجد رجالات سياسة مغاربة من أحزاب شهدنا جميعا تشاجرها الدائم عبر منابرنا الاعلامية. شخصيات من العدل والاحسان والعدالة والتنمية والاشتراكي الموحد و غيرها، فرقتهم التوجهات السياسية وجمعهم لقاؤهم في أحد المؤتمرات في تونس العاصمة.

 في المطار استفسرني رجل الأمن عن المبلغ المالي الذي أدخلته معي لتونس، بعد أن أجبته نصحني بأن أحمل معي نقودا أكثر في زياراتي القادمة. ربما هي طريقة لجلب العملة الصعبة لبلاد تعاني من الأزمة الاقتصادية بعد ثورتها السياسية والاجتماعية... ^ـ^

نتقاسم مع أهل تونس، تواجد بعض الانتهازيين الذين يحاولون استغباء الآخرين من أجل الزيادة من مداخيلهم. وأبسط مثال يصادفه كل من يدخل تونس، سائقو سيارات الأجرة الذين يرفضون استعمال العداد ويحصلون ما يعادل خمسة أضعاف الثمن الحقيقي لأي تنقل من المطار.
نصيحة: تأكد من استعمال العداد عند ركوبك سيارة أجرة في أي منطقة من تونس العاصمة، ابتداء من المطار وبعده الأماكن الأثرية.
شهدنا أيضا محاولات أخرى للنصب على بعض منا، لم تنجح أحيانا فقد كانت تصرفات مألوفة أيضا في المغرب، لكن كان آخرها محاولة ابتزاز ناجحة لأحد الأصدقاء من طرف شرطي في المطار, حصل عنوة على بعض الدينارات.
الأكل في تونس لذيذ جدا ومتنوع، أعجبني تواجد محلات للمأكولات السريعة البسيطة بأثمنة جد متنوعة، فنادرا ما تجد صعوبة في الحصول على طعام في أي ساعة من اليوم. وبنهم كبير تذوقت البريك والعجة والسمك والملوخية التونسية، واستمتعت كثيرا بالهريسة التي لطالما سمعت عنها :)
عموما, الحياة في تونس رخيصة جدا مقارنة مع المغرب، فأثمنة التنقل والطعام والمسكن مناسبة جدا لزائر عادي بميزانية متوسطة. وتشبه أرض قرطاج أيضا ولحد كبير بلدي في المعمار والمساكن. بل حتى وجوه التونسيين بدت لي مألوفة وشبيهة في سمرتها بوجوه أبناء بلدي، نفس الابتسامة ونفس السخرية ونفس الفضول..
حسنا،
اسم تونس في السنوات الأخيرة مرتبط كثيرا بالثورة، وهو الأمر الذي يظهر واضحا في كل مكان في العاصمة.. حديث الناس ونظراتهم، عناوين الصحف ومقالاتهم، شعارات الأحزاب ومنشوراتهم التي توزع في الشوارع، حتى آهات التونسيين تعبر عن تأثرهم بما حصل بين عشية وضحاها في بلدهم. بعضهم يحن للعهد السابق ويتذكر نعيمه، والبعض يلعن جحيم الماضي والحاضر وينظر بتفاؤل حذر للمستقبل.
وفي النهاية، أعترف أني قضيت في تونس أسبوعا من الأحلام، تعرفت على أصدقاء جدد من دول عربية عديدة، وأحباء تونسيين تعلمت منهم الكثير. كان يعتريني إحساس غريب حينما أجول فيها، آمنت حقا بأني كنت حينها في وطني، أفرح لأني أتحدث معهم لهجة يفهمونها وأفهمهم، حتى تقاسيم وجههم بابتسامتها وصراخها ولامبالاتها واضطرابها وهزلها كانت تذكرني بالمغرب.
عدت من تونس وكلي حنين للرجوع لها في أقرب وقت ممكن، عدت منها محملة بذكريات مميزة، وعشرات الدينارات التي لم أستطع حتى الآن تحويلها لدراهم ههههه وتلك قصة أخرى هههههههه

ع سلامة :)

هامش: كل الصورة مأخوذة بعدسة الصحفي المصري حسام هجرس

بكارة للبيع... الجزء الثالث

الجزء الأول: هـــــنــــا
الجزء الثاني: هـــنـــــا

كان مليونيرا من بلاد شقيقة، استقبلها بسرور ووفر لها كل أجواء الراحة طيلة أسبوع قضته برفقته. كان يحاول التودد لها لكنها رسمت هدفا نصب عينيها. طموحها ورغبتها في انهاء دراستها كانا أكبر من أن تغامر بدخول قصة حب مع شخص اشترى بكارتها.

وفي الليلة المعلومة، سمعت همسات من خدم أوضحوا لها أنها لم تكن أول أو آخر فتاة يستمع سيدهم ببكارتها، لكنهم لم يروه أبدا بمثل هاته السعادة أو الحماس كما اليوم.
ابتسمت له رغم خوفها، كان وسيما أنيقا لكنها لم تكن ترى غير نقوده. أراد إضافة جو من الرومانسية لجلستهما لكنها لم تبال إلا باليوروهات التي أدخل نصفها لحسابها البنكي ومازالت تنتظر النصف الثاني منها بعد نهاية اللقاء.
وفي ذلك البلد الغريب الذي يسمح لنسائه بتبادل القبلات مع نظيراتهن، في مزرعة شاسعة تظهر عليها علامات الثراء، وفي غرفة أسطورية، جلست معه هناك على سرير واحد كان معدا مسبقا بورود بيضاء جعلت رائحته طيبة كالمسك. تبادلا الابتسامات وفي أقل من دقيقة قام بإنجازه التاريخي مرة أخرى بفض بكارة فتاة عذراء رائعة الجمال.

ضحكت متألمة في نفسها، بادلته قبلات أبدت بها إعجابها بالتجربة، لكن غصة جعلتها تشعر بالندم على بيعها جسدها من أجل طموحها..
 طموحها الكبير الذي جعلها  تهدم أحزانها وتقرر عدم البكاء على ما فقدته، بل التفكير في ما ستفعله مستقبلا وقد أصبحت مليونيرة بفضل بكارتها..
حضنها بقوة، دمعت عيناه وطلب منها بهدوء أن تتزوج به. تفاجأت من طلبه ولم تفهمه...

يتبع