لمن سأهدي الورود؟ (2)

تذكير: لمعرفة بداية قصتي مع الورود، المرجو الإطلاع على هاته التدوينة: لمن سأهدي الورود؟

صباح الخير.
شمس ذهبية وجو جميل يغري بتوزيع الورود. فلنبدأ على بركة الله..
جهزت نفسي وودعت والدتي كما كل يوم، وتمنيت حينها لو أني أملك كل ورود العالم حتى أضعها تحت قدميها الحنونتين. ألقيت تحية الصباح على مرافقي أشرف (تتذكرونه أليس كذلك: أنا وأشرف). قبل أن نتوجه معا للكلية رغبة في معرفة آخر أخبار الاضرابات والتجمعات التي يسمع رنينها في كل المغرب.
أشرف اليوم يبدو نشيطا ولن يعاندني أو يوقف مساري لأي سبب من الأسباب، خصوصا أني تكرمت عليه ببنزين صباحي من أحد المحطات الموجودة بالقرب من سوق الورود، ولا أدري من صاحب هاته الفكرة المبدعة بوضع البنزين الأسود جنبا لجنب مع الورود الناعمة ...حكمة الدنيا !!!!!. والآن يسعدني أن أواصل مشواري مع أشرفي نحو قرار هذا النهار: متابعة الأخبار وتوزيع الأزهار.
ولن أحكي لكم عن مساري وتفاصيله المملة، فالكل كان يطلب مني وردة من الثلاث وردات التي كنت أحملها، وكنت أقابل الطلبات بابتسامة رفض بسيطة، فلحد الساعة لم أجد وجهتي المجهولة التي تستحق ورودي.
توقفت قليلا عند الباب الذي اعتدت ولوجه منذ أزيد من ست سنوات، فوجدت نفس الانسان واقفا هناك كما عادته، بابتسامته الطيبة. وبدون أي مقدمات قدمت له وردة بيضاء. فابتسم، جعلتُ ابتسامته تكبر فشكرني بقوة. كان صاحب أول وردة هو حارس الأمن بباب أحد مستشفيات مدينتي، يعمل واقفا طيلة 12 ساعة يوميا، مدة ست أيام كل أسبوع، يوزع ابتسامات دائمة على كل العاملين ويستحق طبعا وردة شكر مني..
بعد انتهاء اجتماعاتي مع الأصدقاء، توجهت لملاقاة أشرف عند الموقف. وهناك التقيت رجلا هرما أحبه الجميع، كثير الكلام والابتسام، دائم الحديث عن مراكش الحمراء الجميلة قبل وبعد سنة الألفين. لطالما اجتمع عنده حشد كبير من العاملين ليروي لهم مغامرات أبناء البهجة القدامى أيام الطنجية والنزاهة في المنارة، ولطالما ناقشت معه أخبار وأحوال فريقنا المفضل، فقد كان يعكف رغم كبر سنه على مشاهدة كل المباريات. منحت وردة لحارس موقف الدراجات الذي أفنى طفولته وشيبه وهو في نفس المكان، يحرس دراجات الموظفين. منحته وردة فابتسم وسألني عن المناسبة؟ قلتُ: لأنك تستحقها.. فضحك وقال: يا ليتها كانت حمراء كمدينتنا الجميلة، على العموم سأحتفظ بها فهي أول وردة أحصل عليها في حياتي.
غادرت المستشفى وكل سرور بجواب الحارس البهجاوي، وتعمدت في طريقي أن أمر من أمام حارس الأمن كي أرى مصير وردتي، زاد سروري لما رأيته قد وضعها في جيب قميصه الأمامي. وتوجهت بسرعة للمنزل فأنا أعلم حقا لمن سأهدي وردتي الثالثة.
فتحتْ لي الباب كما عادتها، قبلت جبينها وقدمت لها الوردة، ابتسمت برفق وهي تقول: الله يرضي عليك أبنتي..أمي الحبيبة تستحق أيضا أجمل وروود الدنيا :)
ارتحت قليلا بعد توزيعي لثلاث وردات، لم أكن أعلم إلا القليل من المعلومات عن اثنين من أصحابهما، لكن القاسم المشترك بينهما هو الابتسام الدائم. حدثت نفسي بأن من بين الغير مبتسمين من يستحق الورود أكثر، ربما ستعيد لهم البسمة، وربما لا.. لكن الأمر يستحق حقا أن أجربه...
مازالت هناك سبع وردات تنتظر توزيعها، متى وأين؟؟ حاليا، أنا لا أعرف.. لكني أكيدة باذن الله، أني سأحاول بها زرع ابتسامة ولو للحظات على شفاه أشخاص أعرفهم أو لا، وأكيدة أيضا أنكم ستعرفون التفاصيل ان شاء الله عما قريب.. فقط انتظروني.
سلاموووووووو


هامش: تم إهداء الورود يوم 3 يونيو... عذرا على التأخير

يتبع

28 تعليق على "لمن سأهدي الورود؟ (2)"

  1. عزيز يقول :

    وصافي حتى انا من هنا حتى العام جاي وانا كنبتسم عسى ولعل الابتسامة ديالي تجيب ليا حقي ههههههه
    متى نتمكن من أن نهدي لمن نحب شيئا أكثر من الورود...

    جبتي ليا الدموع يا سناء
    لم أكن أعرف انك بهذا العمق
    مزيدا من العطاء و عمر مديد حتى تكوني سبب ابتسامة و فرح المزيد من الناس

    شكرا يا وقود أمل المجتمع

    يسرى يقول :

    جميل ما فعلته مع أنه كما قلتِ هناك من يستحق الورود أكثر من صاحب الإبتسامة...

    بالفعل فكرة نبيلة

    rabab يقول :

    ca me touche vrmt et ces gestes là ne sont pas loin de snina dyali lah ykhli lik dima glbk kbir mais loin de tte cardiomegalie hhhhhhhhh, tu me manques, je vais t'offrir un bouquet mli tji l rabat meme si tu mérite plus. gros bizou mon coeur

    فكرت عندما قرأنت الجزء الأول أن أسرق الفكرة، لكني الآن قررت أن أسرقها.. وسيكون العشرة الذين سأهديهم الوردة لا أعرفهم إطلاقا..

    سنة حسنة في ميزان حسناتك..
    تحياتي

    mahmoud يقول :

    أحسنت الاختيار يا دكتورة
    ثقافة الورود قد تكون نادرة بالنسبة لمجتمعاتنا
    لكنها تبقى عادة محبوبة و لها أثر نفسي عميق ..
    شكرا لك و دامت لك الابتسامة

    هيبو يقول :

    اخيرا وجدت ورداتك طريقها

    جميل منك ترك الابتسامة خلفك في شفاى اشخاص لا تعرفينهم

    تبارك الله عليك

    قوس قزح يقول :

    إحساسك و شعورك راقيين .. يدل على عمق إنسانى كبير تحملينه فى قلبك يا سناء .. أنا كنت أنتظر وردتى لكن أنا الان أتنازل عنها وأتركها لإختيارك ..تعطيها لمن ترين إنه يستحقها .. اكيد يوجد الكثير حولنا يحتاجون منا لمسة وفاء .. ولفته بسيطة حتى بوردة ..
    لا تعطى أشرف شيء لكى لا يطن إنك قد وقعتى فى حبه مسكين ههههههههه

    سلاااامو

    إسماعيل يقول :

    تدوينتك هذه أعتبرها أيضا بمثابة ورود أخرى تهدينها لكل قارئ فتزرعين الابتسامة في كل من يقرأ هذا الموضوع ويعجب بالفكرة..
    شكرا على الفكرة وعلى الورود..

    جميل ما فعلت ،إن أحب الأعمال إلى الله تعالى بعد الفرائض إدخال السرور على المسلم
    إنه نبل حقيقي .... بوركت و ادام الله لك والدتك
    سلامي لك و لأشرف LOL

    والله حتى تبارك الله عليك
    ادخال السرور على قلب مسلم صدقه والان كأنك تصدقتي
    الله يكتب اجرك الزين
    تحيااتي

    أمال يقول :

    راائع سناء
    الرغبة في ادخال البسمة على البعض هو اكيد دليل على روح طيبة.
    أهنئك :)

    فعلا نفتقد ثقافة الورود واهدائها لغيرنا ممن قد يعملون في خلفية حياتنا بدون أن ننتبهع لهم أحيانا..
    لك الأجر عند الله أختي سناء.

    سأتابع السبع وردات لمن تكون

    كم أنت رائعة يا سناء .. و الأروع ما قمت به، حقا أحببت تدوينتك العميقة و المليئة بالمعاني النبيلة، سعيدة بمروري من هنا لأني حقا اكتشفت سناء لم أكن أعرفها .. وسعيدة بعودتي بين حروفك عزيزتي . دمت لنا راقية كما أنت :) سلامي .

    فؤاد يقول :

    سناء حثما سأسرق الفكرة أنا أيضا :)
    رائعة هيا أفكارك :D

    نور يقول :

    كم أنتِ رائعة بفكرك الجميل وتلك الوردات التي تحمل عبق احترام ومحبة وابتسامة

    لكِ مني وردة ، فقد زرعتِ على وجهي ابتسامة صادقة إثر قراءتي لإبداعك هنا ..

    كل المحبة سناء

    أبو يمنى يقول :

    السلام عليكم و رحمة الله
    أنتِ وزعتِ ثلاث وردات و أنا أهديك مئة تحية و ألف ابتسامة و مليون احترام على كل كلمة صاغت عقد موضوعك المميز

    أخوكم أبو يمنى

    رائع مدونة جميلة جدا واختيار رائع لان الورد يعبر عن كل المشاعر الجميلة ...

    مغربية يقول :

    @@ عزيز
    من نحب، يستحقون حقا أكثر من الورود
    يستحقون أن نوجد في حياتهم، بالطريقه التي يحبون

    @@ سناء بنت البرڭي
    وشكرا لطيبتك صديقتي

    @@ يسرى
    كثيرون هم يستحقون الورود :)

    @@ رباب
    قبلة كبيرة لك صديقتي :)
    صداقتك كانت وردة جميلة حصلت عليها هههه
    هي ونهار الموتور هههههههه

    مغربية يقول :

    @@ خالد زريولي
    يا ريت كل القراء يسرقون الفكرة
    فحقوق الفكرة مطلوبة ليست محفوظة أبدا

    @@ محمود
    ودام لك التألق الطيب أستاذ أستاذ

    @@ هيبو
    وتبارك الله على هيبو كذلك

    دلوعة يقول :

    حلو اوى الكلام والفكرة

    مغربية يقول :

    @@ قوس قزح
    هههههه أشر أعطيه كل يوم لتر بنزين
    أظن أن هذا دليل كبير على حبي له :)
    ههه

    @@ اسماعيل
    وشكرا لك عالحضور الدائم هنا

    @@ عبد الحفيظ
    شكرا لك عالكلمات الطيبة والله يخلي ليك ماعزيز علي أيضا

    @@ سفير المحبة
    والله يجعلنا من أصحاب الأجر جميعا ان شاء الله

    مغربية يقول :

    @@ امال :)
    (اخجلتني عزيزتي الرائعة

    @@ أبو حسام الدين
    وأنا مثل لا أعرف لمن ستكون باقي الوردات

    @@ لطيفة شكري
    وسعيدة أنا أكثر بتواجدك هنا لطيفتي :)

    @@ فؤاد
    وأنا سعيدة بهاته السرقة

    مغربية يقول :

    @@ نور
    تكفيني ابتسامتك صديقتي
    كل الأمل معك أكيد

    @@ أبو يمنى
    يآآآآه
    هل أستحق كل تلك الابتسامات؟؟
    جزاك الله خيرا وبارك فيك أبو يمنى

    @@ الشبكة العربية
    ورائعة كلماتك الطيبة

    @@ دلوعة
    وأنت أحلى عزيزتي

    أجمل قراءة لأجمل تدوينة في أجمل صباح رمضاني.

    قوة الورود - Flower Power

    يوسف أحمد يقول :

    قرأت الان هذه التدوينة لكنني أظنها تدوينة كتبت لتدوم و تدوم و تدوم...تحياتي سناء

    Soufians يقول :

    و أنا ديما مبتسم أ سناء ديريني في القائمة ديال ألف وردة عافاك :)

    حنان يقول :

    أذهلتني فكرتك أكثر يا سناء
    إن الدنيا بكل ما فيها لا تساوي تلك الإبتسامة الصادقة التي نزرعها على وجوه الآخرين ... لك مني ألف وردة و وردة

إرسال تعليق

مرحبا بكلماتكم الطيبة