التدوين المغربي والأقلام المزعجة


سمع الجميع ليلة أمس عن عرض الوثائقي " أقلام مزعجة " حول المدونين المغاربة على قناة الجزيرة، فسارعت كغيري لمشاهدته وأنا أمني النفس بأن تكون المخرجة المميزة بشرى ايجورك قد وفقت في تقديم التدوين المغربي بالصورة التي تليق به.
ولكن للأسف خاب ظني... كالعادة..


لن أتحدث في هاته التدوينة عن بعض الأخطاء التمثيلية أو الإخراجية فلا دراية كافية لي بالأمر لأحكي عنه، وسأنسى أني لاحظت كما في العديد من الوثائقيات التي تهتم بالمغرب "العربي "، أن الدارجة المغربية، تتم ترجمتها للغة العربية. فقط سأكتب بعض الملاحظات التي استفزتني في الجزء القليل الذي نشر من الوثائقي، وحرصت أن أوصلها لمتابعي مدونتي وقبلهم للمخرجة بشرى إيجورك.

في البرنامج، تم الحديث فقط عن التوجه السياسي للمدونات المغربية، وهو الذي لا يمثل إلا جزءً صغيرا من عالم التدوين عندنا، لكنني لا ألوم المخرجة التي أرادت أن تتحدث عن الأقلام المزعجة بعد الحراك العربي، فنسيت أنها بذلك قد أقصت أقلاما مميزة تستحق أن تسمع صوتها كممثلة عن التدوين المغربي.

أستاذي محمد ملوك تم تقديمه على أنه أستاذ الفكر الاسلامي والفلسفة، رغم أنه الأجدر والأحق بين كل الضيوف ( مع احترامي لهم جميعا) بلقب مدون، فهو يلبس عباءة التدوين منذ سنوات طويلة جدا ويبدع في ذلك. أما بعض الضيوف فأعتقد أنهم صحفيين وكتاب أكثر مما هم مدونون، يفهمون في هذا المجال ويقدرونه، ويزعجون بأقلامهم من يهمهم الأمر.

دهشت كثيرا وأنا أرى التدوين الفرنكفوني قد تم اقصاؤه من الوثائقي، مثلما تسكنني الدهشة كلما رأيت برنامجا آخر يقدم التدوين المغربي الفرنكفوني ويقصي العربي، رغم أن الاثنين يكملان بعضهما، ليشكلا مصدر ازعاج حقيقي. بعض المدونين الفرنكفونيين قدموا (للرسالة التي أراد الوثائقي إيصالها) الكثير ومازالوا يقدمون. لكن صوتهم لم يسمع في البرنامج لأسباب عديدة أبسطها أن المسؤولين عن الإعداد ( والله أعلم) لم يبحثوا في الأمر ليعرفوا أن العديد من الأقلام المزعجة في بلادنا تدون بغير العربية.
للأسف وقعت المخرجة في نفس الفخ الذي يقع فيه معدوا البرامج الغربية الأخرى عن التدوين المغربي، حينما يقومون بإقصاء المدونين المعربين ليوسعوا الهوة  في عالم التدوين ويزيدوا الخلافات أكثر مما هي موجودة حاليا.. للأسف..

 وأخيرا وهو أمر أزعجني كثيرا، لما أقحمت صورتي مع أصدقائي المدونين في غضون حديث لا علاقة لنا به. كرهت أن يتم الخلط بين جمعية المدونين المغاربة بعد أن تحدث عنها المدون محمد ملوك، وبين ملتقى المدونين المغاربة وهو حدث لا يحمل أي صبغة سياسية أو جمعوية..
قليل من البحث سيوضح أن الاسمين بعيدان جدا عن بعضهما، وقليل من حسن الاستماع سيظهر أن ملتقى المدونين المغاربة لم ولن يكون كجمعية المدونين المغاربة..


" أقلام مزعجة " وثائقي سيزعج الكثير من المدونين حقا، لن يشفع معه اسم المميزة التي أخرجته للوجود، لأنه لم ينصف فئة ظلت ومازالت تحارب من أجل أن يتم إنصافها، بل زاد من الظلم والمغالطات التي تستعمل ضد المدونين المغاربة..
لن نتوقع ممن لم يعش حلاوة التدوين أن يخلد له بأحرف صدق دون مغالطات أو مزايدات، وما خلقنا مدوناتنا إلا لنصنع تاريخنا بأقلامنا.. لتكون بحق " أقلاما منتجة " .