ارتاحوا..لقد مات
قبل أربع سنوات، كتبت كلمات قليلة في أحد المنتديات الكروية، أرثي فيها مشجعا مراكشيا، كان قد توفي رحمه الله في مدينة آسفي بعد أحداث شغب عاشتها إحدى مباريات كرة القدم اللعينة.. والآن بعد مرور كل هذا الوقت، كان آخر ما جادت به ملاعبنا، مشجع لنادي الوداد البيضاوي، لقي حتفه في ريعان شبابه، وسط أمنيين ومشجعين ومشاغبين وأبرياء اجتمعوا في ملعب واحد صمم أساسا من أجل الكرة والفرجة. للأسف انتشر الشغب أكثر، وتخلفت العقليات أكثر وبدأ عدد قتلى المباريات يرتفع للعشرات ليستمر النزيف أكثر فأكثر..
إلى الذين لوثوا أيديهم بقتل صديقي (مرة أخرى)، أقول...سامحكم الله
كان مجرد مشجع عادي يهوى الكرة اللعينة، واكب طيلة سنوات حياته على حب فريقه، فكان يسافر أينما حل وارتحل، رفقة صديقه الوفي، مشجعا لا مخربا، مبتعدا عن كل ما قد يسيء لسمعته أو سمعة مدينته أو فريقه.. مجرد محب لفريقه حتى النخاع.
وها هو يلفظ أنفاسه الاخيرة بين أحضان صديقه، في ملعب شهد فيه دموع فرح ودموع بكاء، لحظات غضب ولحظات سرور، ولم يكن يتصور أنه قد يلقى حتفه في ذلك الملعب يوما ما. بعدما أصابته ضربة الغدر، لم يعرف أبدا من صاحبها، هل من مشجعي فريقه أم من محبي الخصم أم من رجل مهمته الوحيدة زرع الأمن في الملعب؟؟؟؟
صديقي قد مات الآن أو بالأحرى قُتِلَ، والقاتل غير معروف. والسبب أيضا يجهله الناس أو ربما يتجاهلونه، فيرمون التهمة على خلافات تافهة لا ندري كيف بدأت بين فريقين جعلا مدنهما تعيش حالة استنفار كلما قربت مبارياتهما معا. ويتهمون أيضا شبابا ومراهقين (سنا وعقلا)، جهزوا في كل لقاء عدتهم المهلوسة لسفك دماء أكبر عدد ممكن من ضحاياهم.. وقد يشركون في جرائمهم هاته أيضا أمنيين كلفوا بإنهاء المباراة بأقل الخسائر، فوجدوا أنفسهم يُستَفزون ويهانون ويرمون بالقاذورات، ليردوا الصاع صاعين، بإهانات وركلات ورمي بالهراوات.
ارتح في قبرك صديقي، فقد أحببت فريقك ومت حبا له. أما من قتلوك، فقد حملوا على أعتاقهم ذنب ملايين الناس الذين لوثت سمعتهم وأعراضهم في نزاعات بإشارات لا معنى لها، ولأسباب واهية أتحدى أي واحد أن يقنعني بها، أو يجعلها مبررا لقتل صديقي..
رحمك الله..
ملحوظة لا بد منها: هاته التدوينة لا تتحدث عن شخص معين بل عن جميع ضحايا شغب الملاعب المغربية.