مكتبات هنا وهناك

قبل أسابيع تابعت بفضول مبادرة أطلقها ياسين جرام على الفايسبوك، يطلب فيها من متابعيه تصوير دولابهم (ماريو أو خزانة الملابس)، حيث كان يقوم بنشر الصور على صفحته وخصص جائزة لأفضل وأسوأ دولاب..
أعجبتني الفكرة وذكرتني أيضا بمبادرة رأيتها في إحدى الصفحات الثقافية، والتي كان يطلب من زوارها تصوير مكتباتهم المنزلية..


وعبر صفحة مدونتي في الفايسبوك، سألت أصدقائي عن رأيهم، فرحبوا بالفكرة وسارعوا لمشاركتها مع أصدقائهم. بل بدأت تصلني صور مكتباتهم المنزلية.
وهنا أيضا، أدعو إذن كل أصدقائي ومتابعي المدونة من أجل المشاركة معنا في هاته المبادرة، عن طريق الانضمام لصفحة  مدونة المغربية عبر الفايسبوك، أو عبر الايمايل marrokia2000@yahoo.fr
كل المشاركات سيتم نشرها عبر صفحة الفايسبوك وبعدها في مدونتي :)


لماذا تصوير المكتبات؟؟
سؤال سنعرف إجابته في تدوينة قادمة ان شاء الله

هامش: الصورة هي من المكتبة الهاشمية، من منزل المدونة سيرين الهاشمي .



سألني ذلك الغريب يوما، بعد أن استرق لساعات السمع أثناء كلامي الطويل مع صديقتي في القطار:
- هل أنت مراكشية؟؟
- قلت نعم، ما المشكل؟
- قال: عندي سؤال لو أمكن
- بكل سرور
- لماذا يقولون بأن المراكشيات سيئات السمعة؟؟
ابتسمت في صمت، غمزت صديقتي وأجبته : يقولون بأن المراكشيات (سيئات السمعة)، لنفس السبب الذي من أجله يقولون بأن الفاسيات ( حاسات براسهم ومعنطزات)، والكازويات ( ضاسرات)، والمسفيوييات (خايبات), والطنجاويات ( عايقات)، والصويريات ( سحارات)، وزيد وزيد..

على جبينها ثورة وكتاب


" لو قدر لطموح الشباب وحماسه، وصفاء سريرته، وتوقد قريحته، وإيمانه بغده، أن يتجسد في شخص من لحم ودم، لكان صاحب هذا الكتاب واحدا من المؤهلين لذلك"

 هكذا علق الأستاذ عبد القادر بوكبة على الكاتب والصحفي والمدون يوسف بعلوج، مؤلف ( على جبينها ثورة وكتاب) والذي يضم مجموعة من الحوارات حول الثورة التونسية. وشخصيا أوافق الأستاذ في كلماته، فقد كان لي شرف متابعة يوسف عبر مدونته الفزاعة، وقراءة جديده في مجال الثقافة والأدب. وعاينت أيضا محاولاته للتنسيق والتوحيد بين المدونين الجزائريين، وجهوده الكثيفة من أجل الرقي بالتدوين في بلاده.
  وكان لي الحظ أخيرا في لقاء يوسف بمدينة تونس، فشعرت بسعادة عامرة وأنا أتحدث مع شخص في تميزه، يحمل في قلبه حبا كبيرا لبلده واهتماما بقضاياه واحتراما لبلدان عربية يتقاسم معها الحضارة والتاريخ والواقع.



ولكي لا أطيل عليكم بمدح الكاتب على حساب الكتاب، اسمحوا لي أن أقدم لكم قراءة صغيرة وبعض ملحوظاتي عن مؤلف " على جبينها ثورة وكتاب" للمدون الجزائري يوسف بعلوج:

 في مقدمة كتابه، يحكي لنا يوسف قليلا عن علاقته بتونس ووارتباطه بها. فيصف لنا العديد من أصدقائه التونسيين هناك ويروي لنا تفاصيل لقائه بكل الشخصيات التي تحاور معها.
 استطاع بعلوج أن يربط بقلمه بين الاسلامي والعلماني، اليميني واليساري، وبين الكاتب والمدون والسياسي من مختلف الأعمار ومن كلا الجنسين. ويؤكد يوسف أن السمعة الطيبة التي يتميز بها التدوين التونسي،وصفته كمدون (أكثر منها ككاتب أو صحفي), قد شفعا له   بفضل أصدقائه المدونين, في الحصول على ترحيب واستقبال طيب من طرف كل الشخصيات التي حاورها.

وعلى جبين السياسة والتدوين والكتابة، كان يوسف يقتنص إجابات المُحاوَرين عن أسئلته الدقيقة والذكية. فيجعلك أسلوب ردهم تحس أحيانا بحرج البعض وتملصهم من الاجابة بذكاء يضاهي السؤال.

ويسعدني أن أنقل لكم من الكتاب، كلمات مميزة لأشخاص مجهولين، جعلها يوسف مفاتيح كل جبين في الثورة والكتاب:
- إذا كانت السياسة هي فن الممكن في الدول الأخرى، فقد كانت في تونس فن المستحيل الذي جعله البوعزيزي فنا ممكنا. "مواطن تونسي"
- أي شيء كان سيبقى من تاريخ البسطاء لولا التدوين. "مدون مجهول"
- لو كانت الثورات تخضع لفهارس مثل الكتب، لكان بن علي صادقا في قوله: فهمتكم. "كاتب سيبقى مجهولا".

صفحة الكتاب على الفايسبوك: هــنــا


اعترافات السنة السادسة


لا أعرف لماذا ينتابني إحساس عارم بالرغبة في الكتابة كلما اقترب العاشر من يناير، ذكرى تأسيسي لمدونة مروكية. فأرى نفسي حاملة القلم الأحمر والورقة البيضاء لأخط لكم كلمات تعبر عن مدى تقديسي لهاته المناسبة.
تعودتم مني أن أحكي لكم عن كل شيء ولا شيء في مدونتي، كنت أشارك معكم أفكارا عديدة فأصحح بها أخطائي قبل أن أوجه ما أكتبه لكم. أما اليوم فأريد أن أبوح بالمزيد من الأفكار التي تخنقني، أريد فقط أن أكتب لكم.. ولكم فقط أكتب...



وأنا أراجع موضوعي للسنة الماضية، احتفاء بدخولي عامي السادس من التدوين في مروكية، وجدت جملة أثارت انتباهي : "أقول لكم بأن هاته السنة مهمة جدا بالنسبة لي، لذا لا تحرموني من مساندتكم ودعائكم."
 لم أتذكر ما الذي كنت أقصده بتلك الجملة حينها، لكن فعلا 2012 كانت سنة مميزة بالنسبة لي على الصعيد الدراسي والمهني والاجتماعي والجمعوي والعائلي والشخصي.. سنة مليئة بالأحداث الكثيرة التي مرت بسرعة، فغيرت أشياء عديدة في حياتي.. نعم، غيرتني..
اليوم أنهي سنتي السادسة تدوين، بحياة جديدة وأفكار جديدة وتطلعات جديدة.. وأريد أن أبدأ بصراحة أحكي لكم فيها أشياء عديدة عن سناء المغربية كإنسانة ومدونة. فقط كلمات بسيطة أحببت أن أشارككم إياها، فتحملوني..

ست سنوات.. واو، تبدو أعواما قليلة لكنها تدوينيا مدة طويلة، غيرت الكثير من أفكاري وقناعاتي واهتماماتي. وعرفتني على أشخاص شاهدتهم في العالم الافتراضي، فجعلت من بعضهم أصدقاء مقربين وأبعدت بعضهم.. منهم من خذل ومنهم من صدق، ومنهم من لا زال يبحث عن نفسه مع نفسه، وبين الآخرين..

قالوا لي إني صرت مدونة محترفة، ولم أفهم السبب... وضعت تحديا لنفسي وبدأت أكتب سيرة ذاتية CV تدوينية ورسالة لم أعرفها يوما. أعجبهم ما كتبت فأدخلوني ورشة تدريبية، وجدت نفسي بين أناس لم أعرفهم لكني أحببتهم. استفدت منهم وتعلمت كيف أكون أفضل. أعجبهم الأمر أكثر فأدخلوني ورشة ثانية، ومرة أخرى تعرفت على أصحاب قضية، يؤمنون بما يفعلون ويفعلون ما يؤمنون به.. كانت أفكارهم غريبة عني لكننا تآلفنا، وأكدنا أن الاختلاف في الرأي والحدود، حقا، لا يفسدان للود قضية.

المهم أني سافرت خارج المغرب هاته السنة مرتين، مرة لأجلهم والثانية لنفسي.. كانت أياما من السعادة لن أنساها ما حييت، ورسمت لبنان وتونس في ذهني صورا جعلتني أشعر برغبة كبيرة في زيارتهما في أقرب فرصة ممكنة.. نسيت أن أخبركم أني تهت مع أصدقائي في تركيا.. كانت تجربة جد مضحكة لفتاة لم تزر طنجة إلا ست ساعات ولم تعرف ما يوجد جنوب أڭادير إلا قبل شهرين..

وبحديثنا عن ما يوجد جنوب أڭادير سأبوح لكم بسر، في مدونتي هناك مواضيع أجعلها من الطابوهات ولا أتكلم عنها أبدا: أهمها الصحراء المغربية والقضية الأمازيغية. لا أفعل ذلك خوفا من شيء، أو تجنبا للمشاكل أو لعدم درايتي الشاملة بالموضوعين. هي فقط قناعة آمنت بها، فأشد ما يغضبني أن أرى أبناء بلدي يتناحرون عن أسباب تجعلهم مختلفين، رغم أن هناك ملايين الأشياء تجمع بينهم. أكره أن أشاهد تناطحا أبطاله أشخاص يقنعون أنفسهم بلامغربية الصحراء فقط لأنهم ضد القمع والنظام، وآخرون يسيئون للقضية وينسون أن ما يجمعهم، أكبر مما يفرقهم... أفضل أن أغمضي عيني بسكون، لأراهم أفضل.. بواقع أتمناه أفضل..

حسنا عن ماذا أتحدث أيضا؟؟ عن مسابقة المغرب ويب أورادس أو المغرب بلوغ أواردس سابقا.
كانت أيضا من الطابوهات التي لا أتحدث عنها في مدونتي أو على صفحتي. لم أنتقد يوما أو أعترض عليها ( كنت أفضفض أحيانا عنها لبعض الأصدقاء المقربين). يعرف البعض أن وقع تمييز في منح الجوائز  في احدى السنوات بالمسابقة بين مدون ومدونة السنة. لم أهتم أبدا بالأمر بداية حتى وصلتني عدة رسائل من شخص يدعى كمال ( لا أعرفه)، كان يراسلني معبرا عن اعجابه بمدونتي، لكن بدأ يعاتبني ويلومني ويتهمني بالجبن لأني سكتت عن حقي ولم أتكلم.. لكني بقيت صامتة.
صمتت لأني لم أهتم بالجائزة، فقط كنت أتمنى أن أراسل بتوضيح أو اعتذار أو ياهووو، يا هاد فلانة.. صمتت لأني كنت أحمل بذهني ذكرى أول نسخة من المسابقة، حينما التقينا جميعا في الدار البيضاء وتعرفت على المنظمين حينها وعلى بعض المدونين القدامى.. حينها عرفت أنهم شباب مميزون يعملون بجد ومنفتحون على الرأي الآخر وكنت أفضل أن أصمت ألف مرة على أن أمس  بصورتهم أو أحملهم خطأ ليسوا مسؤولين عنه.
غضبت السنة الماضية عن المسابقة لأسباب عديدة، لكن عندما دعيت لأكون مع لجنة التحكيم هاته السنة، وضعت لائحة كبيرة بإيجابيات الموافقة وسلبياتها.. طبعا كانت النتيجة أن قررت خوض التجربة ولم أندم. 
لامني بعض الأصدقاء على قبول انضمامي للجنة التحكيم، واعتبروا تواجدي إضافة لمصداقية المسابقة وانتقاصا من مصداقيتي.. أصدقائي، أنا رأيت الجزء الملئ من الكأس، وما عايشته في الدار البيضاء من حوارات ونقاشات وجدالات جعلني أتأكد تماما أن قراري كان صحيحا، ولي كل الشرف أن أكون جزءً من المغرب ويب أواردس..
تحيتي لكمال الذي كان يراسلني، تمنيت أن أعرف من أنت حقا.. شكرا لك على الدعم الدائم..

حسنا، ماذا بعد.. 
سأخبركم عما يؤلمني، كان يحز في قلبي أن أرى أصدقاء التدوين يغادرون مدوناتهم واحدا تلو الآخر. كنت بين الفينة والأخرى أحاول الرجوع لكتاباتهم علي أجد فيها ذكراهم الطيبة، فأبتسم عند قراءتي لما يكتبون.. لكن بعضهم ترك التدوين وأقفل المدونات، فلم أعد أعرف طريقا لكتاباتهم غير بعض الكلمات التي يرمونها في تويتر أو في الفايسبوك.. يعرفون أسمائهم، ويعرفون قيمتهم في قلبي.. فهل سيعودون يوما قبل فوات الأوان؟ هذا ما لا أعرفه..

عندما أكتب، كنت أحاول أن أعبر عن بعض الأفكار التي تخنقني، وأبوح بها علانية لكل من يقرأ مدونتي. هكذا بكل بساطة... لكن ما وقع، أن راسلتني العديد من المدونات لتأثرهن بما أخطه من كلمات، وكنت أشعر بالدهشة عندما تخبرني إحداهن أنها دخلت التدوين فقط اقتداء ب(مروكية). لم أكن أعلم بأن للكلمة تأثيرا كبيرا لهاته الدرجة، وأن كل تلك العفوية التي أكتب بها قد ترجمها العديد من متتبعي مدونتي لأحاسيس جعلتني أرى وجها آخر لما أخطه. كنت أشعر بالغبطة لأني أرى مدونات جديدات في عالم يحتكره الذكور، وأحس بالمسؤولية لأكون على قدر القيمة التي أعطتها لي المدونات المغربيات.. الكلمة التي تحيي، قد تقتل أحيانا.. وآخر ما أريده هي أن أؤذي أحدا بكلماتي..

هممم، ماذا أكتب أيضا.. حسنا.
سأخبركم أني قررت أن أكتب تدوينات عديدة فيها ملخصات كتب قرأتها. وأخرى عن بعض المناطق التي سافرت إليها في السنة التي ودعناها. ولأني ألجأ للمدونات والمدونين عندما أريد السفر لمكان ما من أجل استقصاء معلومات تفيدني، فقد فكرت أن ما سأكتبه ربما سيفيد أشخاصا آخرين.. ان شاء الله.

وأخيرا، لنعد للبداية. قلت لكم بأن 2012 كانت مميزة بالنسبة لي، لكن 2013 ستكون ان شاء الله أكثر تميزا. ستتغير أشياء عديدة في حياتي العملية والشخصية والتدوينية، وربما سأتغير معها أنا أيضا..
وأنا أدخل سنتي السابعة من التدوين المروكي، أشعر بعد كل ما كتبته بأني أودعكم، لكني أريد فقط أن أقول لكم: سناء المروكية تحبكم.. 

نعم أنا أحبكم ..

تحيتي   
سناء الحناوي المغربية ( Marrokia) 




عندما ظهرت في التلفزيون

عندما ظهرت في التلفزيون...
كانت أمي تجلس وحيدة في المنزل، وأبي وحيدا في عمله، وكنت أنا بين بصائص الأمل نتبادل المزحات ونشاهد بلهفة ذكرياتنا التي مازالت حلاوتها في الأذهان.
أخبرت إخوتي وأصدقائي أني سأظهر في التفلزيون، ولم أعلم أنهم سيخبرون أصدقاءهم واخوتهم وجيرانهم وأبناء عمومة أخوالهم بالأمر.


عندما ظهرت في التلفزيون...
كان الشباب يجتمعون في مقاهي ويشجعون بلهفة كأنها مباراة هامة لكرة القدم، كانوا يصفقون ويهتفون ويغامرون.. وأحيانا يصمتون ويبكون..
 وكان أهالي أصدقائي أيضا متراصون حول التلفاز، يشجعون ويدعموننا بالدعوات، ، ولم أكن أعرف شيئا..

عندما ظهرت في التفلزيون،
وجدت مئات طلبات الصداقة وعشرات رسائل التهنئة وأشياء أخرى لا أتذكرها. كنت ألتقي بالناس فيقبلونني ويشكرونني، فبدأت أحاول الاختباء من خيالات أرى أنها تعرفني..
وكان هاتفي يرن صباحا ومساء، وكنت أحمد الله فبيني وبين هاتفي علاقة كره لا تنتهي. صرت أخاف من رنات هاتفي وأفضل أن أبقيه بعيدا عني ليرتاح.. وأرتاح..

 عندما ظهرت في التلفزيون،
حضروا سهراتهم على ذكرى ما قمت به، فبدأوا يقذفونني أو يشكرونني.. لم يعرفوني حتى أو يفهموا كيف أو لماذا..
جعلوني قذيفة يضربون بها أعدائهم، فسيسوني وأنا التي لا أهتم بالسياسة ودهاليسها، ولن أهتم..
صنعوا من اسمي شعارا يهاجمون به من أرادوا،وقارنوني مع من أرادوا، فجعلوا من قضيتي ألعوبة بين أيديهم، ونسوا القضية..

عندما ظهرت في التلفزيون، ماكنت أبحث عن الشهرة التي كانت تتبعني منذ مدة فأرفضها. كنت أريد أن أرى بصيص الأمل فوق كل شيء.. ومازلت أريدها قبل كل شيء..
ففيها نضحك مع العيون التي تبتسم، وننتظر بشوق نشر عدوى البسمة بين المتجهمين.. حتى نمنحهم وإيانا بصيص أمل ....