رسائل عن التحرش الجنسي (11)

تخفي كل واحدة من بنات حواء في داخلها حكاية عاشتها بتفاصيل معينة، كان بطلها "ذكر" متحرش ( أو أنثى أحيانا)، وكانت هي الضحية التي لم تستطع مقاومة هذا التحرش أو حتى الحديث عنه ومواجهته.
وقد يخفي بعض الرجال (أو ربما يبوحون )، تفاصيل  قصص عاشوها عن متحرشين  
جنسيا، أو كانوا هم أبطالها.
لكل من تريد الحديث عن حكايتها مع المتحرشين، ولكل من يريد البوح بتعرضه للتحرش الجنسي، المرجو مراسلتي على البريد الالكتروني التالي: marrokia2000@yahoo.fr
 

الرسالة الحادية عشر:
السلام عليكم..
ترددت كثيرا في البوح بما يحمله قلبي من ذكريات بشعة و مقززة عن التحرش.
كنت طفلة صغيرة وكانت أمي تتركني عند جيراننا بحكم أنها كانت تعمل وليس هناك من يرعاني. وأسرة الجيران كان عندهم ست أولاد وبنت، وكنت أبقى معهم طول اليوم. و يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر بدأ ابنهم الأكبر مني يفعل أشياء كنت لا أفهم معناها ولكن كنت أعرف أنها شيء ليس جيدا. كان دائما يريني عضوه الذكري، وفي أحد الأيام أمسكني في الدرج بقوة وبدأ يلمسني... لم أستطع أن أفعل شيئا. 
مرت السنين وبدأت أكبر ومفاتني تظهر، فأصبحت معرضة للتحرش تقريبا كل يوم وليس فقط من الشاب الأكبر مني بسنوات بل حتى من شقيقه الذي كان موظفا في الحكومة. 
كان دائما يلمسني في مؤخرتي وانا أتضايق بشدة ولكن ماذا أفعل؟ لم تكن لي الجرأة أن أقول أي شيء لأمي، كنت أخاف كثيرآ أن يتفاقم الأمر وأن يغتصبني. كان دائما يهددني و يقول: "والله و نشدك حتى نخسرك". كنت أرتعب من هذه العبارة و أبكي بحرقة.
بدأت أفكر كيف سأدافع عن نفسي؟ ماذا أفعل؟ فشاركت في ناد رياضي إذ كنت أمارس فنون الحرب.
في أحد الأيام وبينما أنا منهمكة في تنظيف السلم، جاء وبدأ يلمسني، هذه المرة لم أخف منه ضربته فسقط من على الدرج، و قلت له بنبرة تهديدية "إن لمستني مرة أخرى سأفضحك". ظهرت كأني قوية شرسة لكن لا أخفيكم سرا في داخلي رعشة خوف ورعب. 
أعاد المحاولة مرات عدة وكنت كل مرة أضربه أو أصرخ و كان يخاف و يهرب بسرعة.
مرت الأيام وهو انتقل للعيش في مدينة أخرى، و جاء لخطبتي و قال أنه يحبني.... أكرهه بشدة و أكره كل عائلته. رفضت هذا الزواج بحجة أني أريد أن أكمل دراستي، الآن أنا أستاذة و أتابع دراستي بسلك الدكتوراه و مازلت أخاف من الرجال وأخاف من الحب وأخاف من الطرف الآخر
... 
نصيحتي لكل أب وأم: لا تدعوا فلذات أكبادهم مع أناس غرباء لاتأتمنوهم عليهم مهما كلف الأمر ...