مطلوب خطيب مغربي



قبل أشهر، نظمت في احدى القنوات الماليزية مسابقة لتلفزيون الواقع، من أجل اختيار أفضل إمام شاب. حظيت هاته المسابقة باهتمام كبير ومتابعة أكبر من طرف شرائح كبيرة من المجتمع الماليزي. الكل كان يترقب كل أسبوع التفاصيل الصغيرة التي يعيشها الأئمة الشباب، في صلواتهم وفي طقوسهم الدينية، ويتفاعلون مع الواجبات الأسبوعية  كتغسيل الأموات وتكفينهم، واحياء الدروس الاسلامية. كانت تجربة فريدة تمنيت لو أنها نظمت في أحد البلدان العربية كنوع من التنويع في تلفزيونات الواقع التي أصبحت موضة العصر، عوض الاقتصار على المجون في حكاوي الغناء والرقص والموضة والزواج.



وقبل أسابيع، أعلنت وزارة الشؤون  الإسلامية الكويتية عن عزمها استقدام العديد من الأئمة والخطباء المغاربة من أجل العمل في مساجد الكويت. باعتبارهم من أفضل الأئمة العرب، مع المصريين والسعوديين. وهذا أمر يعرفه الجميع، فالعديد من الخطباء في المغرب يقومون بالعمل في فترات معينة في مساجد دول عربية أخرى ( كالمملكة العربية السعودية). أبناء بلدي يعتبرون من الشعوب العربية الأكثر حفظا للقرآن الكريم، بفضل المدارس القرآنية التقليدية والتي تجعل طلابها الأسرع في حفظ ستين حزب من كلام الله عز وجل.


ومع انتشار عدد كبير من الدعاة والوعاظ والخطباء الدينيين في عالمنا الإسلامي، أفكر بجد أحيانا أننا نحتاج لداعية أو خطيب مغربي، يغير صورة ركن المفتي التي كوناها عن علماء الدين في بلدنا. فقد يكون من الجيد ألا نملك مفتيا للمملكة بل مجلسا للعلماء من أجل الشورى في الأمور الدينية للبلاد، لكن في المقابل سيكون من الأفضل لو وُجِد من رحم شباب هاته الأمة، أو ممن يفهم أفكار الشباب، خطباء وأئمة نراهم في شاشاتنا فنستمع لأحاديثهم الطيبة ونتفاعل معهم عوض التفاعل مع برامج ماجنة وأحاديث سوقية تنتشر يوما بعد آخر في إعلامنا. فلهؤلاء الخطباء، دوما رأي وتأثير في الحركات الاجتماعية والسياسية، وفي نشر التوعية الدينية حتى لا تصير سيرة شباب هذا الجيل تقترن فقط بمطرقة الراب وسندان الإرهاب.

وعودة للحديث عن الخطباء، فقبل أيام قليلة، طلبت من زوار صفحة المدونة على الفايس بوك، تزويدي بأسماء علماء دين وأئمة مغاربة معروفين، وحبذا لو كانوا معاصرين. لم أكن أتوقع أن تصلني أسماء كثيرة، لظني بأن رجال الدين المغاربة، ورغم  براعتهم وحنكتهم إلا أنهم غير مشهورين عندنا نحن المغاربة أو حتى في باقي الدول العربية. وفي ما أفادني الأصدقاء، وجدت أسماء كانت مألوفة نوعا ما عندي، مثل فريد الأنصاري الذي لم أعرفه إلا بعد وفاته، وعمر القزابري الإمام النجم المعروف ابن الحمراء، وعبد الباري الزمزمي المثير للجدل، وأخيرا شيخ الإقراء عبد الرحيم النابلسي.

لكن في المقابل، وضعت أمامي أسماء لم أعرفها أبدا، وجدت نفسي أقف حائرة ومستفسرة في نفس الوقت إن كنت أنا المسؤولة عن جهلي بعلماء عالميين يمثلون بلدي، أو أنه اعلامنا الذي أقبر هاته الأسماء وجعلها معروفة فقط لمن يهمهم الأمر؟
في بلدي أسماء دينية وازنة جدا، سأفتخر بذكرها على صفحة مدونتي:
- الشيخ محمد زحل: عضو مؤسس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، من قال عنه الشيخ كشك رحمه الله : زحل في السماء و زحل في الدار البيضاء( شكرا مصعب على المعلومة).
- الدكتور أحمد الريسوني: عضو مؤسس أيضا للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
أبو زيد المقرئ الإدريسي: عضو الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين وعضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية.
- العالم المغربي المعروف أبو أويس محمد بوخبزة الحسني .
- فضيلة الشيخ العلامة زين العابدين بلا فريج.
- الشيخ المقرئ المميز عبد العزيز الڭرعاني
- الشيخ القارئ مصطفى غربي وابنه الشاب يونس غربي.
- الشيخ المفتي عبد الله بلمدني.
- العلامة محمد المنوني رحمه الله.
- الامام المحدث الشيخ عبد العزيز بن الصديق، وكتاباته عن الحياة الزوجية الاسلامية.
- شيخ الدار البيضاء عبد الأمين أبو نعيم

وفي الأخير، أقدم لكم موقعا مميزا أفادني به المدون أيور(جزاه الله خيرا)، يغنيكم فعلا عما دونه. ان شاء الله يستفيد الجميع منه كما استفدت: موقع المغني.

سلامي


الوادي الغضبان



يحكي الأقدمون أن واديا قدم حاملا معه سيولا كثيرة، تجر أوراقا نقدية وفيرة. فاستبشر متشرد اعتاد العيش في كوخ مجاور خيرا، بما حملته إليه المياه الغزيرة. وسارع لمناداة كل القبيلة، من أجل تقسيم الحصيلة.

وبعد أن منحوا للمتشرد بعض الآمال، اتفق السادة على  نهب كل الأموال وتوزيعها  بين كبار الرجال. وبقي المتشرد الوحيد أياما أخرى عديدة، ينتظر أموالا جديدة، يهديها له صديقه الوادي فيبدأ بها حياة سعيدة.

 مضت أيام وأسابيع، سمع بعدها المتشرد أصوات أمواج ضئيلة، فخرج من كوخه الصغير، ليشاهد سيولا جارفة عنيدة. هرع سريعا لينذر أهالي القرية البعيدة. لكن الوادي كان هاته المرة جد غضبان، فثار بالفيضان، ليغرق في ثواني قليلة، المتشرد وكل القبيلة..