قصة خطأ طبي
, كتب في
قـصـيـصـات
,
21 تعليقات
من مدونة الأخ أحمد الدكالي، أنقل لكم قصة فتاة شابة في العشرينيات من عمرها، تسكن في هذا الوطن السعيد. يتيمة الأب، وحيدة أمها وخالتيها. تعيش لتحيا قصتها فقط، دونما الحاجة لمغامرات تسيرها أو تشويق يثيرها أو أحداث ترسم الاختلاف في معالمها.
بدأت حكاية بطلتنا لما لمحت الأم في أحد الأيام المتشابة، انتفاخ بطن ابنتها بشكل غير طبيعي، فبدأ الشك يراودها وقررت أن تأخذ ابنتها لأقرب طبيب كي يقوم بمعاينة البطن المنفوخ.
وفي العيادة، قام الطبيب بفحص الفتاة بطريقة عادية، ونادى على الأم كي يهنئها بحمل ابنتها بل ويقدم لها تفاصيلا حول الجنين وتحركاته بقدمين صغيرتين ويدين جميلتين. كانت المفاجأة كبيرة جدا على قلب الأم المصدومة، فلم يكن منها إلا أن انسحبت بسرعة ممسكة بيد ابنتها ومتوجهة نحو المنزل، وهي تحاول إخفاء البطن المنفوخ مخافة نظرات الجيران التي لا ترحم.
حاولت الأم والخالتين انتزاع اعتراف من الفتاة بوالد جنينها، بعد أن أسمعاها وابلا من الشتائم بسبب الفضيحة التي سببتها لأسرتها الصغيرة. ولم تشفع توسلات الفتاة ولا أيماناتها في إيقاف سيل الشتائم رغم أنها أقسمت آلاف المرات ألا رجلا لمسها وأنها مازالت تحافظ على شرفها ولم ترتكب أي خطيئة.
واستمرت حملات التعذيب والترهيب من الأم والخالتين، بغية معرفة والد الطفل، لكن الفتاة التزمت بجوابها وإيمانها بعذريتها. فبدأت النساء يبحثن عن أسباب ممكنة لهذا الحمل العجيب دون أن يتوصلن لجواب يشفي غليلهن. حتى اقتنعن أخيرا بضرورة أخذ الفتاة لطبيبة نسائية، تؤكد لهم الحمل وتوضح لهم أسبابه الممكنة.
وكذلك كان لما تم الفحص الثاني، لكن هاته المرة كانت النتيجة عكس كل التوقعات، لما أكدت الطبيبة أن سبب هذا الانتفاخ هو سرطان خبيث يكبر شيئا فشيئا في بطن الفتاة. ذهلت الأم وابنتها ولم يعلما ان كانا سيفرحان بسبب براءة الفتاة من خطيئة الحمل بدون زواج، أو سيحزنان للورم الذي سيقضي على حياة شابة في مقتبل العمر. طلبت الأم من الطبيبة أن تكتب لها تقريرا يثبت مرض ابنتها، وذلك بغية البحث عن علاج نافع قد يعيد الأمل للمريضة، وأيضا من أجل مواجهة الطبيب الذي أكد بهتانا حملة فلذة كبدها العذراء البريئة.
توجهت الأم بعد ذلك مع ابنتها إلى الطبيب الأول، وطلبت منه إعادة اجراء الفحص. فأكد كلامه السابق بوجود حمل، بل وحدد عمر الجنين في ستة أشهر ونصف. وبدأ يقدم نصائحا للحامل وأمها. وماكان من هاته الأخيرة إلا أن طلبت منه كتابة شهادة طبية تثبت حمل ابنتها، وهذا ما كان.
غادرت الأم وابنتها العيادة حاملة شهادتين طبيتين متناقضتين. وطلبت من ابنتها التوجه مباشرة للمنزل وهي تحمل اعتراف الطبيب الخاطئ بالحمل الكاذب. أما هي فقد رجعت للعيادة كي تواجه المخطئ بخطئه الذي كلف الأم وابنتها أياما طويلة من العذاب والإحساس بالعار.
حاول الطبيب بعد صرخات الأم أمام زوار العيادة إرجاع الاعتراف الخطي الذي يقر فيه بالخطأ الكبير الذي ارتكبه، لكن الأم أخبرته بأنها لا تملك شيئا وبأنها قد خبأته بعيدا كي تستعمله في مقاضاته. بدأ الطبيب يزمجر ويهدد ويحاول التدخل بعنف ضد الأم التي صدته وتوجهت مسرعة نحو أقرب سيارة أجرة. ركبتها مستعجلة طالبة حماية السائق من الطبيب الذي جعله الرعب من فضيحته الخاطئة، يبدو ككلب هائج يحاول بكل الوسائل اقتناص ضحيته حفاظا على مسيرته المهنية.
استسلمت الأم لقدرها وحاولت مقاضاة الطبيب، لكنها وجدت رفضا من المحامي الذي فضل الحديث مع المعني بالأمر من أجل التوصل لحل ودي، مما اضطرها للجوء لمحامي آخر. ومن جهة أخرى، بدأت حالة الفتاة تتدهور، مما استوجب نقلها على وجه السرعة للمستشفى، فبقيت هناك طريحة الفراش بعد أن أكد الأطباء أن مرضها في طور جد متقدم، وأن أشهر حياتها معدودة على رؤوس الأصابع. ومع ذلك، حافظت الأم المكلومة على الأمل، وساعدت ابنتها في الحصول على علاجها الكيميائي الذي بدأ يأخذ من شبابها وجمالها كل يوم، ليجعلها تبدو أضعف وأكثر مرضا.
لكن القدر كان أكبر من إرادة البشر، وسلمت روح بطلتنا إلى خالقها. وفوضت الأم أمرها لله عز وجل، فلم تبالي بعد ذلك بخطأ الطبيب الكبير، ولا طمع المحامي، ولا غياب العدالة، بل قررت أن تترك ذكرى طيبة عن ابنتها لترقد بعد ذلك بسلام بين يدي من لا يضيع عنده حق.
هامش:
لقراءة القصة في مدونة أحمد الدكالي:
الجزء الأول: هنا
الجزء الثاني: هنا
الجزء الثالث: هنا
لا حول ولا قوة الا بالله
الله يرحمهاـ ما بقا طب فهاد البلادـ للأسف مثل هاته الاحداث والوقائع اصبحت بالجملة والاخطاء الطبية اذا كانت قد سببت المعاناة النفسية للفتاة واسرتها فقد سببت اعاقات مستدامة للكثيرين والغالب الله.
أتعلمين يا سناء الأم اقترفت خطأ فادحا، لم تعاقب الطبيب على عدم مسؤوليته، على الأقل يصبح عبرة لكل طبيب سولت له نفسه أن يتلاعب بأرواح الناس .
وما أكثرها هذه القصص في بلدنا الحبيب، و ما يقرفني هو تواطئ القانون مع المجرمين !
قصة ذات رسالة واضحة أتقنت سردها كما العادة .
سلامي لك :)
مؤلم، مؤسف، مبكي ....
الله يرحمها يا رب
سلامي لك
رحمها الله رحمة الأبرار ، الأخطاء الطبية هاجس كبير ... كبير ومخيف .
مؤلمة للغاية ، و الله مؤلمة ، رحمها الله
اكيد طبيب غير متخصص و غير متمرس .. وأرى إنه فقط فتح جهاز ال ultra-sound ولم يأخذ التاريخ الطبى من المريضة ( case History ) g) لو مثلاً سألها : هل هذا أول حمل ؟ فسوف تقول له إننى لست متزوجه و لم أحمل من قبل .. فيساعده فى أن هذا الجسم اللذى فى الصورة ليس جنين . هناك اجسام كثيرة غريبه تظهر فى الجسم غير الحمل .. كل إعتقادى ان هذا الطبيب قد تخرج حديثاً أو غير متخصص .. طبعاً تشخيص خطأ فاادح ..قصة مؤلمة كثير .. وتثير الأسف .. ولكن ليس كل الأطباء هكذا .. الطبيب يخطئ وحتى الأجهزة الحديثه جداً تخطئ .. والله يحفظنا جميعاً
قصة مؤثرة جدا
تعلمت منها:
-أن هذا الطبيب لقا الديبلوم فباكية بونكس
-أنه يلزمنا التبين و التثبت حينما يأتينا فاسق -كهذا الطبيب- بنبأ
-أن العدالة غائبة في دولة الحق و القانون
سلامي
لا حول ولا قوة الا بالله . كان الله في عونها وامتعها بالجنة التي هي احسن من الدنيا . اما هؤلاء الظالمين سيعاقبون في دنا قبل الاخرة .
على الا نسان الا يتسرع في الحكم على الاخرين كم من مظلوم وكم من انسان يعاني سحقا لكل هذا اين هي الانسانية لماذا لم يساعدها من يتوفر على الملايين ويضيعها في الملاهي والكازيونات لاإله الا لله...
مدونة رائعة جدا وقصة جميلة شكرا لك اوتمنى لك التوفيق ....
حقا أمر مؤسف
الله يرحمها ويوسع عليها
و يستمر مسلسل الأخطاء الطبية .. فهل من رادع
رحمها الله و ألهم أمها الصبر و السلوان
أخوكم أبو يمنى
مؤلمة ومحزنة جدا هذه الواقعة، تبين عن جهل بعض الأطباء وحكمة الله وقدرته
رحم الله الفتاة
السلام عليكم
أختي الفاضلة / سناء
...سلمت يداك...رحم الله الفتاةالمسكينة
كثيرة هي الحوادث من هذا النوع...قطاع الصحة في بلادنا مأساة حقيقية...إلى الله المشتكى
و لكن هناك جزاء يترتب على ما يفعله الطبيب بسبب إهماله......
كوني بخير أختي سناء
لماذا لا نرى قصصا مثل هته في السينما او التلفزيون قصصا من الواقع الحقيقي مليئة بكل شئ الأحاسيس المشاعر الظلم الجهل الاستغلال الرشوة ...
شكرا لك اختاه قصة جميلة
واقع مؤلم جدا ويقولون 'مجرد خطأ طبي' إنها بالفعل مأساة حقيقة لا حول ولاقوة إلا بالله ، شكرا أختي على ماقدمته
:(
لا حول لا وقة إلا بالله, مشاكل ومئآسي لا تنتهي
اللاعقاب !!
هذا الطبيب مع الأسف يمكن أن يعاود خطأه و المحامي لن يتوانى عن جشعه،كان على الأم أن تظهر الحق و أن تأخذ بحق إبنتها وأن تحافظ على ماء وجهها و تنقذ شرفها الذي مرغه سعادة الطبيب في الوحل
والله لن يغير الله ما بقوم حتى يغيرو ما بأنفسهم
يحز في نفسي هذا التساهل و التسامح و اللامبالات
ما ضاع حق وراءه طالب،و ما ضياع حقوق المغاربة صدفة ...الفاهم يفهم
كنت هنا بعد الغياب لا تحرمينا من جديدك
قصة رائعة ومدونة ممتازة شكرا لك ...
حماقة طبية و مجتمع جلاد
لولا الألطاف لقضت المسكينة بشكل آخر
مؤثرة جدا
رائعة كعادتك سنينة
قصة رائعة ومدونة ممتازة شكرا لك ...
مدونة جميلة جدا .. شكرا
شرفني بزيارتك
http://www.fmed.bu.edu.eg/en/
http://www.fmed.bu.edu.eg/fmed/index.php/studentsunion