عن 20 فبراير سأتكلم
, كتب في
مـغـربـيـات
,
44 تعليقات
لكن الآن نعم، سأتكلم عن 20 فبراير...
لأني وبكل بساطة مغربية.
مغربية علمت أن المغرب ليس تونس ولا مصر ولا ليبيا ولا غيرها... هو بلد له خصائصه، لأن أبناء أجمل بلدان العالم، هم أغرب شعوب العالم.
صمتت طويلا لما رأيت الدعوات لثورة جديدة في بلدي، من أشخاص عرفت خلفياتهم الايديولوجية والثقافية والسياسية. اختلفت معهم في أفكارهم ودعواتهم. ناهضتهم في صمت وتكهنت بنياتهم التي لا يعلمها إلا الله. لكني في صمت أيضا احترمت رغبتهم في التغيير، فكيف لا أحترم رغبات شباب بلدي؟
كنت على يقين تام بأن التغيير يجب أن ينبع من أنفسنا، وبأن الثورة تكون دائمة ولا تحتاج لتاريخ كي نخلدها، وبأننا يوم نرى لصا يسرق أمام أعيننا، فنزجره، سنكون حينها قد بدأنا نضالنا الحقيقي نحو التغيير الذي نستحقه.
رأيتهم يركبون على ظهر الثورة فضحكت صامتة.
ورأيتهم يوم العشرين، يصرخون ويهتفون، فدعوت بصمت ومن أعماق قلبي أن يحفظهم الخالق من براثن رجال الأمن، وينجيهم من زرواطة النظام.
لكني الآن لن أصمت...
لن أصمت لأني أحمل قلما بيدي وسكينا باليد الأخرى، احتجتها الآن لأدافع عن نفسي بعد أن اقتحم عدد من القاصرين( سنا وعقلا) الهمجيين حينا، ليكملوا مسيرتهم التدميرية التي كسروا فيها وأحرقوا محلات وأحياء مدينتي الحمراء الجميلة.
لن أصمت بعد أن سمعت صرخات صديقتي التي تستغيث لما هاجم بعض الهمجين محل الملابس الداخلية الذي تعمل به، فعانقوا دمى العرض وحملوا حمالات الصدر معهم بعد أن زرعوا الرعب في كل الموجودين هناك.
لن أصمت بعد أن أحرقوا كل شيء هنا...
لن أصمت بعد أن سرقوا كل شيء هنا...
لن أصمت بعد أن حاولت الإتصال بالشرطة مرة ومرات ولا من مجيب، وبعد أن عجزت السلطات على تفريق حشود حاملي السيوف والسكاكين الهمج.
لن أصمت وسأتكلم، لأقول لكم اصمتوا ولا تتكلموا عن الثورة أو الحرية..
الحرية التي تنشدونها ليست كل شيء، ومن يريد التغيير عليه أن يستحقه. كثفوا جهودكم لبناء جيل جديد، فبذلك ستنجحون الثورة التي نريدها جميعا.
لكن الآن، فقط اصمتوووووووووووا ا ا ا