إيمان في لبنان (1)
اليوم الأول: بداية الرحلة
حملت حقيبتها الصغيرة، ودموع غزيرة تلون خدها الأبيض الجميل. غرفتها كانت مليئة بصديقات أتين لتوديعها وإخوة تراقصوا فرحا لسفر أختهم الكبرى إلى بلاد ملكة شخبط شخابيط. أما إيمان فلم تستطع أبدا تمالك نفسها وهي ترى والدتها العزيزة المشلولة تودعها بدعوات الألم والأمل والرضى على ابنة تحملت مسؤولية أسرتها في وقت غاب فيه مسؤول الأسرة الأول.
ثلاث ساعات وهي تنتظر والدها الذي تأخر كما عادته كل يوم، رغم أنها أخبرته بموعد سفرها وترجته أن يأتي مبكرا كي يودعها. لكنها تكهنت بعد غيابه بمكان وجوده: خمارة الحي المشهورة التي تشهد يوما بعد آخر فضيحة يكون هو بطلها، بصراع وخصومات مع صاحب الخمارة، أو عراك مع أحد الزبناء السكارى هناك، أو مشاحنة مع إيمان التي تعودت منذ عشر سنين، على ملاحقة والدها ومساندته في طريق العودة، حين يكون ثملا حتى فقدان الوعي.
منذ عشر سنوات تغيرت حياة إيمان واخوتها، لما استيقظت والدتها فجر يوم على شلل نصفي، عرف سببه فيما بعد بمرض نقله لها زوجها. أب إيمان الذي خاض حربا ضروسا بين أحضان عاهرات مراكش، فكانت زوجته المسكينة ضحية نزواته بمرض مزمن لازمها، وأولاد دفعوا الثمن من حياتهم واستقرارهم، وصحتهم وصمودهم.
عشر سنوات جعلت إيمان تعتزل دراستها وتصقل موهبتها في مجال التجميل، لتشتهر بعد ذلك كأفضل حلاقة جميلة، تسلب لب الزبونات ببراعتها وحسن تعاملها، وتسلب عقول الرجال بجمالها وأناقتها. وتجعل ألسنة الناس تتحدث عن سمعة سيئة تشتهر بها كل فتاة تعمل بمجال الحلاقة.
ودعت إيمان والدتها بحرقة، ورسمت قبلات دامعة على خدود إخوتها أمين ونبيل وأمنية. سلمت على الجارات وهي تركب سيارة الأجرة التي كانت في انتظارها.
بدت الطريق طويلة وهي تلقي آخر النظرات على حيها الفقير، أخيرا ستستطيع تحقيق ما تمنته بعد أن حصلت على عقد عمل في أحد أشهر صالونات لبنان. ستعيش هناك عالما جديد سيضمن لها ولأسرتها حياة كريمة، وستكتسب في المقابل تجربة ستفيدها إذا ما فكرت يوما بفتح صالون تجميل خاص بها.
بدأت أحلام كثيرة تراود فكرها المبتسم تخوفا، حتى رأته هناك واقفا في ناصية الشارع، ينظر إلى سيارة الأجرة التي تركبها بكل حسرة. تألمت كثيرا لكلماته المذلة التي مازالت ترن في مسامعها، والتي قالها في آخر لقاء جمعهما،حين لامها على قبول عقد العمل ونعتها بالغانية لأنها قبلت العمل في بلد عربي وهي تعلم تماما ما تقوم به المغربيات هناك. لكنها كانت واثقة من نفسها وأخلاقها، وواثقة من قراراتها لما فضلت خدمة أسرتها على عيش حب قد يبعدها في لحظة من اللحظات عن طموحها.
يتبع
حملت حقيبتها الصغيرة، ودموع غزيرة تلون خدها الأبيض الجميل. غرفتها كانت مليئة بصديقات أتين لتوديعها وإخوة تراقصوا فرحا لسفر أختهم الكبرى إلى بلاد ملكة شخبط شخابيط. أما إيمان فلم تستطع أبدا تمالك نفسها وهي ترى والدتها العزيزة المشلولة تودعها بدعوات الألم والأمل والرضى على ابنة تحملت مسؤولية أسرتها في وقت غاب فيه مسؤول الأسرة الأول.
ثلاث ساعات وهي تنتظر والدها الذي تأخر كما عادته كل يوم، رغم أنها أخبرته بموعد سفرها وترجته أن يأتي مبكرا كي يودعها. لكنها تكهنت بعد غيابه بمكان وجوده: خمارة الحي المشهورة التي تشهد يوما بعد آخر فضيحة يكون هو بطلها، بصراع وخصومات مع صاحب الخمارة، أو عراك مع أحد الزبناء السكارى هناك، أو مشاحنة مع إيمان التي تعودت منذ عشر سنين، على ملاحقة والدها ومساندته في طريق العودة، حين يكون ثملا حتى فقدان الوعي.
منذ عشر سنوات تغيرت حياة إيمان واخوتها، لما استيقظت والدتها فجر يوم على شلل نصفي، عرف سببه فيما بعد بمرض نقله لها زوجها. أب إيمان الذي خاض حربا ضروسا بين أحضان عاهرات مراكش، فكانت زوجته المسكينة ضحية نزواته بمرض مزمن لازمها، وأولاد دفعوا الثمن من حياتهم واستقرارهم، وصحتهم وصمودهم.
عشر سنوات جعلت إيمان تعتزل دراستها وتصقل موهبتها في مجال التجميل، لتشتهر بعد ذلك كأفضل حلاقة جميلة، تسلب لب الزبونات ببراعتها وحسن تعاملها، وتسلب عقول الرجال بجمالها وأناقتها. وتجعل ألسنة الناس تتحدث عن سمعة سيئة تشتهر بها كل فتاة تعمل بمجال الحلاقة.
ودعت إيمان والدتها بحرقة، ورسمت قبلات دامعة على خدود إخوتها أمين ونبيل وأمنية. سلمت على الجارات وهي تركب سيارة الأجرة التي كانت في انتظارها.
بدت الطريق طويلة وهي تلقي آخر النظرات على حيها الفقير، أخيرا ستستطيع تحقيق ما تمنته بعد أن حصلت على عقد عمل في أحد أشهر صالونات لبنان. ستعيش هناك عالما جديد سيضمن لها ولأسرتها حياة كريمة، وستكتسب في المقابل تجربة ستفيدها إذا ما فكرت يوما بفتح صالون تجميل خاص بها.
بدأت أحلام كثيرة تراود فكرها المبتسم تخوفا، حتى رأته هناك واقفا في ناصية الشارع، ينظر إلى سيارة الأجرة التي تركبها بكل حسرة. تألمت كثيرا لكلماته المذلة التي مازالت ترن في مسامعها، والتي قالها في آخر لقاء جمعهما،حين لامها على قبول عقد العمل ونعتها بالغانية لأنها قبلت العمل في بلد عربي وهي تعلم تماما ما تقوم به المغربيات هناك. لكنها كانت واثقة من نفسها وأخلاقها، وواثقة من قراراتها لما فضلت خدمة أسرتها على عيش حب قد يبعدها في لحظة من اللحظات عن طموحها.
يتبع
انتظرتها بشوق كبير و ها هي الآن قد وصلت ... اتمنى ان تكوني أكثر لطفا مني و تنشريها في وقت قياسي و لا تفعلي كما فعلت مع النعجة العاشقة ... الفضول هنا اكبر لأن القصة واقعية و تهم البشر و ليس النعاج
كالعادة أسلوب سهل ممتنع، أنتظر البقية بشوق كبير
هاد سناءات قتلونا بيتبع
ع العموم يا سنينات ننتظر قصة ايمان التي تبدوا من بدايتها مشوقة
في الانتظار
لأتمنى أن تكون القصة طويلة بأجزاء متعددة وتكثرين علينا كلمات يتبع..
هل هي قصة حقيقية؟؟
مسكينه إيمان .. أتمنى لها التوفيق
فى إنتظار تكملة الروايه
:)
ننتظر التتمة لنرى ما الذي حصل و سيحصل
اعجبني الجزء الأول ، السرد رائع للغاية
بوركت
عندي ظن أن القصة واقعية! كما أنك تختارين وتتناولين تلك القصص الاجتماعية التي لها علاقة دائما بالأنثى..
بداية جميلة رغم الحزن الذي يشوبها، لكن أحداث القصة لم تصل بعد للذروة لهذا أنتظر الجزء الثاني لتتماسك حلاقات القصة ويتضح المخفي.
تحيتي
يبدوا ان القصة واقعية
البداية مشوقة
ننتظر التتمة...
سلامي
أنا هنا.. في انتظار يتبع..
دمت بود
هانا نتسنى
ومتعطليش علينا
بداية موفقة
أنتظر الجزء الثاني
سلام
القصة حقيقية، وتتكرر كثيرا :)
وباقي أجزائها ستقرؤونها عما قريب
أتيت متأخراً كما العادة :)
إيمان في المنعطف، تبدأ حياتها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
This is such a nice addition thanks!!!