رسائل عن التحرش الجنسي (1)

تخفي كل واحدة من بنات حواء في داخلها حكاية عاشتها بتفاصيل معينة، كان بطلها "ذكر" متحرش ( أو أنثى أحيانا)، وكانت هي الضحية التي لم تستطع مقاومة هذا التحرش أو حتى الحديث عنه ومواجهته.
وقد يخفي بعض الرجال (أو ربما يبوحون بذلك)، تفاصيلا عن قصص عاشوها عن متحرشين جنسيا أو كانوا هم أبطالها.

لكل من تريد الحديث عن حكايتها مع المتحرشين، ولكل من يريد البوح بتعرضه للتحرش الجنسي، المرجو مراسلتي على البريد الالكتروني التالي: marrokia2000@yahoo.fr


الرسالة الأول:
أهلا،
لن أقول لك بأني رجل شديد الجمال، ترتمي النساء تحت قدميه كتامر حسني، أو تحلم به الفاتنات كمهند نور، أو تعشقه المراهقات كبجيستين بيبر، لأني مجرد رجل عادي ككل أبناء جنسي، مزهو برجولته التي يتباهى بها أمام الآخرين. وسأكذب على نفسي قبل أن أكذب عليك وعلى قرائك إن ادعيتُ العكس.
أقطن في مدينة شعبية يسكنها رجال عاديون مثلي، وربما كانوا طبيعيين أكثر مني، أو على الأقل هذا ما اعتقدته.
قصتي مع التحرش الجنسي كانت في شهر رمضان الماضي، حينما ذهبت كإنسان عادي مساء يوم الخميس لحمام الرجال، كي أغتسل استعدادا لصلاة يوم الجمعة، وحماماتنا الشعبية يعرفها الجميع، بقبابها وسطولها وصابونها، وأوساخها. ورغبة التخلص من الأوساخ هي من جعلتني أطلب من أحدهم "حَكَّ" ظهري بعد أن لمحته يراقبني فاستشعرتُ أنه يريد أن يطلب مني نفس الشيء، لذلك كنت سباقا لمبادرته، ويا ليتني لم أفعل.
سلمتُه ظهري بحسن نية، ولكم أن تتصوروا ما حدث بعدها، لما بدأت أحس بتحركات غريبة ومعها كلمات وآهات عرفت معناها متأخرا...
...
..
..
وبدون أن أذكر التفاصيل، قررت أخيرا ألا أدخل حماما عموميا، وكرهتُ ذلك الشخص الذي كنت أحترمه سابقا. وحاولت ُ نسيان ما حدث..
فضلتُ مياه الصنبور الباردة على دفء حمام أعيش فيه مثل ذلك الموقف الساخر والمحرج..


الفـــــــــــــال

توضيح: التدوينة أسفله، هي مقتطف من القصة القصيرة المعنونة ب " الفال"، بقلم الكاتب الشاب أيمن قشوشي، من مجموعته القصصية: كلكن عذراوات


...........
ها قلبي،


أهدتني خاتما، لم أعر الأمر أهمية. فأنا قاصر عن التأويل، أهدتني خاتما جديدا، ربما يملك أبوها محل جواهر. سألتها فدعتني لزيارتهم.
لِمَ لَمْ تجب؟ ربما لا تعرف عمل أبيها أو تستحيي من أن تسأله.
- ماذا تريد منها؟
فعلا كان يجب أن أكون نائما أو جالسا في المقهى. كنت أريد فقط أن أسأل عن الخاتمين.
خرجت بسرعة وأجابت: يريدني وضغطت على النون بعنف إلهة.
لم أعر للأمر أهمية وأومأتُ برأسي اتجاه الساعة.
- متى إذن أعرف صاحب الخواتم؟
قالت لي: يوم العرس
استعارت مني الخاتمين وأهدتهما لي من جديد علنا.
كنت أود أن أسألها. لم تمهلني وأطفأت النور.
-لا تفكر، لا تسأل، نم كما كنت تنام دوما.
مر زمن نسيت فيه ما وقع وتهت في مصاريف الحليب والولادة. ناديتها: أماه علها تكف عن مناكفتي وتدعني أبحث وأنام.

أنا كذلك أصبحت أبا مرة واثنين وثلاث و... يتفننون في تعذيبي، يبكون كثيرا فأضطر لأن أضع قطعتي قطن في أذني وأنام.
يكبرون بسرعة، أوصلهم وأحضرهم من المدرسة كل يوم والموقف يقترب ولا زلت لم أفك بعد لغز الحياة.
تذكرت أن أباها من سيدلني، وتذكرت مؤخرا أنه قد مات. لم أفهم كيف كان يزور حماتي ليلا، وهي مرة مرة فما مات إذن.
في ليلة باردة وسعال يدميني يبرد الجسد، وأحاسب نفسي قبل ميعادها.
- كنت في الحمام اليوم.
- وما فعلت بالحياة؟
- وما الحياة ما لم أعرف صاحب الخواتم؟ ونمت كما كنت أفعل دوما..
.......



شخصيات مغرب 2011

مع نهاية السنة الماضية، وضعت في مدونتي موضوعا يحتوي على لائحة بأسماء أهم الشخصيات التي ميزت 2010. أعجبتني اللعبة فأحببت أن أعيدها في سنة 2011 أيضا. سألت العديد من الأصدقاء في مرات مختلفة، عن أكثر الشخصيات المكروهة أو المحبوبة بالنسبة لهم في المغرب؟ طبعا كانت الإجابات مختلفة وكانت معها الحيرة في أحيان عديدة. لكن اتفق الكثيرون على أن ( مول الضو+ الجار الشرير) هم أكثر من يكرهون في بلدنا العزيز.ههههه

الغريب في الأمر أن هناك شخصيات عبر الكثيرون عن اعجابهم بها وبأعمالها، لكن بالمقابل لقيت نقدا كبيرا من طرف أشخاص آخرين. ولقد هيمن السياسيون هاته السنة على اللائحة، ربما بسبب الظرفية السياسية للربيع العربي الذي مر به المغرب وباقي دول الضاد خلال هاته السنة العجيبة.
وبدون أن أطيل عليكم، هاته أسماء شخصيات مغرب 2011 حسب وجهة نظري:


10- عادل تاعرابت
برز اسم هذا اللاعب ضمن التشكيلة الجديدة للمنتخب المغربي يوما قبل مباراة ضد المنتخب الجزائري، حينما قرر مغادرة المعسكر التدريبي بدون سابق انذار ولأسباب مجهولة. مما أكسبه سخط الجماهير الكروية واتهامه بالخيانة العظمى وطلب سحب الجنسية منه. تعرابت اعتذر فيما بعد ونجح في اقناع المدرب بمنحه فرصة جديدة، أثبت بها بعد أن ساعد في تأهل المغرب لكأس افريقيا، أنه يستحق الفرصة التي منحت له. وشعبنا الطيب مد اليد مرة أخرى لتاعرابت لتملأ صورته الصحف المغربية لأشهر طويلة هاته السنة.

9- سعد الدين العثماني:
الطبيب النفسي والسياسي المحنك الذي استطاع أن يكسب احترام كل فئات الشعب. حتى أكثر الكارهين للحزب الذي ينتمي له، كان العثماني يشكل يشكل خطا أحمرا لا يمكن تجاوزه، فلا ينبسون في حقه إلا بطيب الكلمات. تمناه العديدون رئيسا جديدا للحكومة المغربية بهدوئه وحنكته واتزان أقواله، فهل ستتحقق رغبة الآخرين فنرى العثماني وزيرا لأول مرة؟

8- صلاح الدين مزوار:
وزير المالية الذي أحدث جدلا بسبب مشروع المالية المثير الذي وضعه، عاد مرة أخرى للواجهة بعد إعلانه ترأس تحالف جي8 من أجل الديموقراطية، والذي وضع نصب عينيه هدف الفوز في الانتخابات البرلمانية، وهو هدف لم يتحقق. مزوار أيضا دخل في حرب خاسرة مع حزب العدالة والتنمية، ولم يخرج منها سوى بمقعد برلماني وحيد، أو ربما بأشياء أخرى غابت عن المغاربة!!!!!

7- ياسمينة بادو
الوزيرة الضاحكة التي سخرت من حشرة تقتل عشرات المغاربة كل سنة.. ياسمينة بادو كانت في الواجهة طيلة أشهر بسبب اعتلائها عرش وزارة رأى الكثيرون أنها لا تستحقها، ساهم ذلك في دخولها في حرب بلا هوادة مع أطباء وزارة الصحة في اضرابهم شهر ماي من هاته السنة، والذي شل قطاعا حيويا لا يحتمل التوقف. ياسمينة بادو أكدت على تشبتها بأفكارها بعد أن استعملت كل الأساليب ( من فياق بكري، وزغارد وزيد وزيد..) لتفوز أخيرا بمقعد برلماني في حكومة جديدة.

6- أسامة الخليفي:
الشاب الذي قيل بأنه سيغير المغرب بعد أن أُعلِن تزعمه لحركة 20 فبراير. ورغم أن كثرا كانوا يعرفون خلفيته المتزعزعة الايديولوجية والسياسية، إلا أن دعوته لقيت في البداية اقبالا من طرف فئات عديدة من الشعب المغربي قبل أن تتراجع الحركة. الخليفي يعتبر من الشخصيات المغضوب عليها في المغرب بسبب عدم استقراره على رأيه وتحول أفكاره 180 درجة حسب التغيرات السياسية في البلاد، لم يكن بكل بساطة سوى قناع باطل بني على باطل.


5- منصف بلخياط:
الوزير الذي ورد اسمه بين المحبوبين والمكروهين من قبل الشعب المغربي. لمع صيته منذ توليه وزارة الشباب والرياضة وبعد انفتاحه على من يهمهم الأمر في الصفحات الاجتماعية تويتر والفايسبوك. وعرفه الناس أكثر مع كل النشاطات الرياضية وخصوصا منها الكروية التي كان يذكر فيها اسم المغرب، خصوصا مع نيل شرف تنظيم العديد من الملتقيات القارية والعالمية.

4- عباس الفاسي:
وزير حكومتنا بكل بساطة، وأعتقد أن الكل يعرفه ويعلمون أيضا ان كان من المحبوبين أو من المغضوب عليهم في بلادنا العيدة


3- رشيد نيني:
الصحفي الأول في المغرب كما يقولون، والذي اعتقل هاته السنة ويواجه حكما بالسجن لا يزال مستمرا حتى كتابة هاته الكلمات. ولم تشفع الوقفات الاحتجاجية ولا المناداة بالإفراج عنه في تحقيق الحرية لصحفي بدأ اسمه يختفي رويدا من الساحة المغربية.


2- فؤاد عالي الهمة:
مستشار الملك المثير للجدل دوما.

1- عبد الاله بن كيران:
رئيس الحكومة المغربية المثير للجدل أيضا، بتصريحاته وتعليقاته وتهكماته، وأخيرا باكتساح حزبه المعتدل للمشهد السياسي المغرب.
شخصية السنة بدون منازع وباتفاق كل الشعب المغربي :)



احذروا الملابس النسائية!!


 أثناء تصفحي بالأمس لإحدى الجرائد الالكترونية، قرأت خبرا جعل عيناي تذرفان دموعا جراء نوبة الضحك الهستيرية التي امتلكتني في تلك اللحظات. والخبر الذي أنقله إليكم بابتسامة مفاده أن لاعبي الفريق الأولمبي الجزائري، صرحوا بأن هزيمتهم في مباراتهم ضد المنتخب المغربي الأسبوع الماضي، ضمن اقصائيات الكأس الافريقية المؤهلة لألمبيات لندن، كان سببها سحر المغاربة لهم. وقد استنتجوا الأمر بعد أن عثر أحد لاعبيهم والذي لا أتذكر اسمه، داخل حقيبته وفي غرفة التبديل، على ملابس نسائية غريبة. وقد رجح اللاعبون مثلما فعل المسؤولون عن البعثة، فرضية أن أحدهم (يعني أحد المغاربة)، قد تسلل لغرفة الفريق الجزائري، ووضع لهم هذا السحر.
كل ما تبادر إلى ذهني حينها، أن اللاعب الجزائري لم يجد مبررا لتخزين ملابس نسائية ( وهذا إن وجدت أصلا)، سوى إقحام  المغاربة في الأمر، بما أننا طبعا سحرة العرب حسب وجهة نظرهم المحدودة. فيعلل بذلك وجود نسمة أنثوية في عرين الرجال.
ولم أعرف أبدا هل أصف اللاعبين بالبلاهة أو السذاجة، لأنهم ظنوا أولا أن الجزائريين سيصدقون تبريراتهم الواهية واللامنطقية. ولأنهم في الأصل صدقوا خرافات السحر واعترفوا بها، لدرجة أنهم اعترفوا بعدم استطاعتهم التركيز على الكرة، فسحرنا العظيم جعلهم لا يرون اللاعبين المغاربة، بل حتى حارسهم المبجل فشل في صد كرة سهلة كان دوما يمسك عشرات من شبيهاتها.. يا سلام عالسحر المغربي.
نشكر اللاعبين الجزائريين، لأنهم ذكرونا بأن سحرنا له مفعول، بعد أن نسيناه طيلة سنين عديدة، كنا فيها أضحوكة ملاعب العرب والعجم، وقبلها ملاعبنا. لما كان شباكنا يرمى بعشرات الأهداف، ربما حينها انقلب سحرنا علينا ولم يعط مفعوله الأكيد كما الآن.
وليرفعوا الرهان، قال اللاعبون الجزائريون بأنهم سيخوضون باقي المباريات بحماس كبير وسيتأهلون لنهائيات افريقيا الأولمبية. وتمنوا أن يواجهوا المنتخب المغربي آنذاك ليثأروا لهزيمتهم، لكن يبدو أنهم قد نسوا أن السحر الذي جعلهم يخسرون مباراتهم الأولى، قد يعيد الكرة في مباريات لاحقة، فليس هناك شيء أصعب من سحر الملابس النسائية المغربية!!!!

متمنياتي بالتأهل للمنتخبات المغربية والجزائرية والمصرية إلى أولمبياد لندن ان شاء الله.
________________________________

تحديث: مباشرة بعد نشري للتدوينة، هزم المنتخب المغربي أمام نظيره السينيغالي، وهزم المنتخب الجزائري أمام نيجيريا.. يبدو أن سحر افريقيا السوداء قد تفوق هاته المرة .. 

هامش: الصورة أعلاه تمثل شاطئا في مدينة الدار البيضاء، وحدهم أبناء بلدي يستطيعون ربط الصورة بموضوع التدوينة.