أفضل كتب قرأتها سنة 2016

سنة أخرى تمر وأفقد معها رغبتي في القراءة والكتابة معا.. :(
والواقع أني وضعت تحديا لقراءة 50 كتابا هاته السنة من خمسين دولة مختلفة، عبر موقع GoodReads . لكن حصيلة ما قرأته لم تتجاوز الخمس عشرة كتابا للأسف. أسباب هذا العزوف كثيرة ولا أحبذ سردها، لكن الأهم اني استمتعت هاته السنة بالمقابل، بالغوص في حروف تحف أدبية جميلة أقترح عليكم أفضلها.

8/ تراب الماس - أحمد مراد
مصر
رواية الغموض والجريمة والتي سيتم تحويلها مع بداية عام 2017 لفيلم سينمائي من تأليف صاحب رائعة " الفيل الأزرق" الأكثر مبيعا في مصر، المؤلف والسيناريست أحمد مراد.
تعتبر تراب الماس من صنف الكتابات السلسة التي تجعلك تنهيها بسرعة بسبب تسارع احداثها وغموض شخصياتها وهو نفس الأسلوب السينمائي الذي يتميز به المؤلف.
_____

7/ يوتوبيا - أحمد خالد توفيق
مصر
أيضا احدى اكثر الروايات مبيعا للدكتور احمد خالد توفيق والتي سبق أن تم نشر أجزائها في احدى الجرائد المصرية. تتكهن الرواية بالحياة المستقبلية في مصر عام 2023 والحالة التي سيكون عليها سكانها حينها: من يعيشون البذخ والغنى (سكان يوتيوبيا) والبقية التي تعاني الفقر والضياع.
_____

6/ ثلاثية غرناطة -  رضوى عاشور
مصر
سمعت الكثير عن هاته الرواية قبل أن أقرر الغوص في حروفها خصوصا أنني من العاشقات للروايات التاريخية، وحينما بدأتها أخبرتي صديقة أنها قد أُنْهكت قبل أن تستطيع انهائها.. وهذا تماما ما حصل معي.. فلحد كتابة هاته الحروف مازلت لم أستطع إنهاء الرواية التي تتطلب مجهودا نفسيا وتركيزا كبيرا من أجل الغوص في حروفها وفهم معانيها والاستمرار في قراءتها.
ثلاثية غرناطة مكتوبة بأسلوب عربي جميل ومفهوم، وتحمل في طياتها حمولة تاريخية وانسانية عبر قصة عائلة أندلسية ومعاناة أجيالها مع الاستعمار الاسباني. أنصح بشدة بقرائتها ..
_____ 

5/ فتاة القطار - باولا هوكينز
بريطانيا
The girl on the train والتي تروى بلسان بطلاتها الثلاث، تعتبر من اكثر روايات الجريمة وعلم النفس مبيعا سنة 2015 بنسخها الالكترونية والورقية (والتي تحولت لفيلم سينمائي أيضا).
ورغم ان الانتقادات طالت هاته الرواية كثيرا لأسباب كثيرة، إلا أن ما قرأته بين سطورها أعجبني بل وجعلني أقرؤها في وقت قياسي رغم  عدد الصفحات الكبير جدا.
_____

4/ الكونج - حمور زيادة
السودان
الأدب السوداني وآه من الأدب السوداني
هي أول مرة أقرأ لحمور زيادة وأعتقد أنها لن تكون الأخيرة
الكونج، رواية حلوة جدا حلاوة الروح السودانية الطيبة. بسيطة وسريعة، تبدأ قراءتها ولا تستطيع وضعها من يديك حتى تنهيها..
أعجبتي تفاصيل الرواية وتخيلي معها لتفاصيل الشخصيات وملامحهم من خلال الوصف الجميل الذي يميز أسلوب الكاتب.. لا تضيعوا فرصة الاستمتاع بها والانسجام مع شخصياتها.
_____

3/ عداء الطائرة الورقية - خالد الحسيني
افغانستان/أمريكا
رواية أخرى تحولت لعمل سينمائي بعد أن حققت مبيعات قياسية.
لن أناقش هنا أسلوب الكاتب لأني التهمت فقط النسخة المترجمة للعربية، لكن ما صدمني وشدني كثيرا هو مناقشة الرواية عبر السيرة الذاتية للبطل، تفاصيل الحياة في افغانستان لسنوات طويلة وتطور عيش الافغانيين هناك قبل وبعد وأثناء حكم طالبان, بأسلوب يجعلك تسخر وتبكي وتضحك وتتألم وتحقد وتسامح في نفس الوقت..
_____

2/ الموت عمل شاق - خالد خليفة
سوريا
خالد خليفة الكاتب الحزين الذي أقرر بعد كل قراءة لما يخطه أن أقاطع كتاباته تماما بسبب البؤس الذي تحكيه.. ثم أتراجع عن قراري كلما قرأت اسمه عنوانا لأحد الروايات.
مبدع "مديح الكراهية " و"لا سكاكين في مطابخ هاته المدينة"، وكما عادته يجعلنا نعيش بين حروفه آهات وآلام الشعب السوري الجريح.. فيروي بأسلوبه الساخر الحزين قصة معاناة أبناء فرقتهم الحياة وجمعهم موت والدهم، الذي وضع وصية بدفنه في قريته الأم.. لتبدأ مغامرة الأبناء لتحقيق أمنية والدهم على مضض ويصبح موته عملا شاقا بالنسبة لهم.. وللكثيرين..
_____

1/ هيبتا - محمد صادق
مصر
ماذا أقول عن هيبتا
قد يتعجب البعض من اختياري لها كأفضل ما قرأته خلال هاته السنة، باعتبارها رواية رومانسية نوعا ما، كتبت بأسلوب عادي نوعا ما أيضا.. لكني أحسست حقا أن هاته الرواية تحرك فيك شيئا حينما تنهي قراءتها
مشاعر الغضب والسخط والتعجب تجعلك تتمنى شنق الكاتب والبطل.. أو تقبيلهم أيضا.
حطمت الرقم القياسي حينما أنهيتها في ثماني ساعات، ونصحت بها كل من سألني عن كتاب بسيط وواضح وجميل يستحق القراءة.
بأسلوب بسيط (أحيانا مع عامية مصرية) يحدثنا الكاتب عن "هيبتا" الحب، عن طريق سرد حكايات 5 شخصيات مختلفة.. الرواية تحولت أيضا لفيلم حقق مداخيل هامة، لكن شخصيا أعجبتني الرواية أكثر من النسخة السينمائية كثيرا.


شهادة حمراء


يقتحم الجمع خلوتي في صخب، أستغرب من عدد القادمين الذي يريدون رؤيتي.. يحملون فتاة صغيرة تقوقعت في صمت ويضعونها فوق طاولة الفحص.. يخرج الرجلان وتبقى النساء واقفات كحارسات سجن..
تسارعن في التحدث معي بلهجة لم أستوعب منها شيئا. أطالبهن بالسكوت وشرح المطلوب بكل هدوء: "نريد شهادة طبية تثبت أنها عذراء.."
تمنع زوجها من لمسها منذ أسابيع.. هو يحبها كما هي ببكارة أو بدونها.. لكنهم يريدون تحصين شرفهم من ألسن بدأت تلوكهم، والوسيلة شهادة أفتتحها بإقراري وأنهيها بإمضائي وختمي.

اختليت بطفلتي بعد أن طلبت منهم مغادرة الغرفة، بَدَتْ لي بريئة وصغيرة.. جففتُ دموعها ورحنا نتحدث قليلا.. سنها 17 سنة  وتزوجت زواجا تقليديا بابن الجيران، أعجبته ويعجبها ولكنها صارت ترفض أن يلمسها بعد أن عقد قرانهما. صارت تراه وحشا  بعد أن غضب يوما من تمنعها فضربها.. تبكي وتصرخ كلما حاول الاقتراب منها.. هو صار يشك بأن برائتها دنسها رجل قبله، وهي صارت تؤمن بأن سحرا جعلها تكره وتخاف زوجها.
فحصتها على مضض بعد أن حدثتها طويلا. بُحت لها بما وجدت فانتفضت تبكي ثانية وعانقتني صارخة: أخبرتني أنهم جعلوها تشك في نفسها وهي التي لم يمسسها شخص غير زوجها.. خرجت رافعة رأسها امرأةً لا تشبه من دخلت عندي قبل دقائق.. عذراء رغم أنفه وأنفهم..

طلبت مقابلة الزوج لوحده، أخبرته بالنتيجة وطلبت منه تفاصيل ما حدث:
يحب زوجته كثيرا ويحترم أسرتها، لم يعرف أبدا لماذا ترفضه رغم كل محاولاته لاسترضائها.. سافرا معا لقضاء شهر العسل لكنها تتمنع في كل مرة يحاول فيها لمسها.. أسرته تسأله في كل مرة عن علاقتهما، ولا يجد جوابا غير الصمت الذي يطعنه في رجولته ويطعنها في شرفها.. يخاف من فضيحة كبيرة في مدينته الصغيرة وهو الشخص المعروف جدا هناك، ولا يتصور أبدا أن يصير مطلقا بعد أسابيع قليلة من زواجه.. ما يعيشه من ضغط جعله يضربها يوما ولم يستطع بعدها أبدا الاقتراب منها.. أسرتها صارت تزيده شكا بأنها كانت على علاقة بغيره.. وهو ما جعله يستسلم لرغبتهم في فحصها لاثبات عذريتها..
..
...
سمعتُ كلامَه مثلما سمعتُها، وبكى أمامي مثلما بكتْ هي.. ثم غادرا معا في صمت وبقيتُ حائرة..
لم أعرف بينهما من الظالم و المظلوم؟
تلك الدموع التي شاركاها معي لم تكن عادية، وذلك الخوف في عينهما معا لم يكن طبيعيا..
وجدتني أبكي معهما وأسأل نفسي: كيف تستطيع طفلة صغيرة خوض تجربة زواج لم تعرف عنه سوى ما سمعته من حفل زفاف فخم وخلوة عراء حميمية؟ كيف تستطيع مقاومة عنف لفظي وجسدي من زوج يحاول امتلاكها في أيام وهي التي عاشت حرة سنوات طوال؟
كيف يستطيع ذلك الشاب الصبر على زوجة ترفضه وهو الذي يطالب أسرته بالصبر على انتظار أخبار حياته الحميمة مع زوجته؟ من الذي يمنح الحق للآخرين بالتدخل في خصوصيات زوجين  عقدا العزم على العيش معا.. والموت معا؟
من منهما الظالم ومن المظلوم؟
أو هما معا ظلما من مجتمع جعل شرف المرأة ورجولة الرجل مجرد بقعة حمراء يؤكدها إمضاء وتزغرد حولها النساء؟
ــــــــ

مصدر الصورة

البداية.. مرة أخرى


هكذا وبكل بساطة، قررت أن أعود للتدوين في "مروكية"
..
لم أنفصل أبدا عن مدونتي، كنت أزورها بين الفينة والأخرى، أراقب احصائيتها، وأقرأ القديم من تدويناتها وأقارن أفكارها.. أشياء كثيرة تغيرت فيَّ منذ أن بدأت التدوين حتى الآن.. وأشياء عديدة ظلت كما هي.. جامدة.. وكم تمنيت تغييرها..


لم أعتزل التدوين نهائيا، هذا قرار كنت قد اتخذته قبل زمن ولم أغيره.. لكني لم أعد أملك نفس تلك الرغبة التي تدفعني للكتابة دوما وتحفزني على مشاركة كتاباتي مع من يهمهم الأمر.. ربما لأن مفهوم المشاركة تغير وبدأ التدوين يتغير معه.. ويموت يوما بعد اخر.. وربما لأسباب أخرى لا أعرفها..
كنت أود أن تظل مدونتي مفتوحة للعموم.. أرى فيها نفسي كلما اشتقت لنفسي... وأرى عبر تعليقاتها أشخاصا عرفتهم في عالم التدوين.. فغيرتهم الأقدار أيضا.. مثلما تغيرت أنا..
..
نعم تغيرتُ،
لم أعد تلك "المروكية" التي كنتُها.. تفاصيل عديدة هَزَّتْنِي.. بعضها نصرَنِي  وبعضها كسرنِي.. لكن كل ضربة لا تقتلك هي تقويك أكثر.. وأنا هنا الآن حاضرة أقوى روحا وجسدا وابتسامة.. :)
..
قررت أن أعود للكتابة هنا منذ فترات سابقة، في كل مرة كنت أتراجع.. أردت أن تكون البداية الجديدة متميزة، أن أغير قالب المدونة وأجهز تدوينات كثيرة وأنفض الغبار عن كل تلك المسودات المكتوبة سابقا لتصير صالحة للنشر... لكن الآن ما عدت قادرة على الانتظار.. وصار الشوق ل"مروكية" أكبر مما أستطيع تحمله..
لن أهتم اذن بقالب مدونتي القديم، لم يعد أولوية بل سأحاول تغييره مستقبلا ان شاء الله..
ستصير تدويناتي شخصية واكثر واقعية، سأشارك معكم أشياء عديدة تعجبني أردتها أن تبقى هنا دوما بعيدة عن عالم الفايسبوك الذي يمسح من ذاكرته كل لحظاتنا الطيبة..
كل ما يهمني سيكون فقط على صفحات المروكية، باقي التفاصيل العادية المهمة التي لا تمثلني، ستنشر هناك في الفايسبوك.. حيث الكل يتكلم.. والكل يفضفض..
..
هكذا وبكل بساطة .. عدت لمدونتي..
مدونتي..إذا ما تعبتُ أفتحها وأقرأ الحياة فيها..
أريدها حية اليوم بعد سنوات من التدوين...وحية أيضا غدا، حينما يأتي الغياب..

_______
سناء الحناوي
مروكية M@rrokia