عشرين عشرة


السلام عليكم،
بعث لي الصديق والمدون الجزائري الطاهر صاحب مدونة محراب البوح، دعوة للحديث عن حصاد سنة 2010 بالنسبة لي. الدعوة مرفوقة بمجموعة من الأسئلة وجب الإجابة عنها. أعتذر مسبقا على خروجي عن القاعدة، أحب فقط أن أحكي عن سناء المغربية في سنة 2010 دون التقيد بأية تساؤلات.

في المجال التدويني، شكلت هاته السنة بالنسبة لي مرحلة جد مهمة، فبعد ثلاث سنوات من التدوين الغير منتظم، قررت فجأة أن أهتم أكثر بمدونتي التي منحتني أكثر مما وهبتها. فكانت البداية مع  نشر كل التدوينات التي كانت مخزنة في مذكرتي الصغيرة، رغبة في مشاركتها مع الآخرين. بالاضافة للتعرف أكثر على عدد كبير جدا من المدونين المميزين والمدونات المتميزة ومشاركة اهتمامات موحدة ، كمبادرة صيفي مع كتابي التي أعادت الصلة مع القراءة في زمن قل فيه عدد القراء العرب.

بحثت أكثر عن عالم التدوين، وعرفت أشياء أكثر عن قواعده وقوانينه والآفاق التي يفتحها، سعيت به لتغيير نفسي قبل أن أحاول تغيير الآخرين أو على الأقل التأثير فيهم. وبعد أن كنت أخجل نوعا ما من أن يعرف المحيطون بي أني  مدونة ( رغم أن العديدين منهم لا يعرفون أصلا ماذا تعني كلمة تدوين) صرت أتكلم وبكل بساطة عن كتاباتي، حين يسألني أحد عنها. وكانت المفاجأة لي في مرات عديدة، لما علمت أن العديد من الأصدقاء، بل وأفراد من العائلة كانوا يتابعون ما أكتب بكل اهتمام..

أما أهم شيء حصل عندي هاته السنة، وبعد تفكير طويل جدا، كان القرار بالانتقال إلى عالم بلوجر الممتع..لم يكن الأمر سهلا أبدا، لكنه كان ضروريا وأساسيا وجاء في وقته الأكيد، ولم أندم عليه بعد ذلك..
مفاجأة أخرى حصلت مع نهاية السنة الحالية، مدونتي تأهلت لنهائيات مسابقة هديل العالمية للإعلام الجديد، في صنف التدوين العام.. لم أعرف أبدا كيف حدث ذلك، ولا من رشح مدونتي للمشاركة، لكني سعدتُ كثيرا باهتمام القراء أحيانا بما أكتب..ذلك يكفيني هاته السنة، وباقي السنوات أيضا...

وعلى بعد أقل من أسبوعين من إتمام مدونتي لسنتها الرابعة، أجدني عاجزة عن الحديث معكم عن الحصاد الشخصي لسناء المغربية، ف2010 كانت مليئة بالعديد من الأحداث المفزعة والجميلة والمتسارعة، لعل منها بدئي لمرحلة مهمة من إنهاء  دراستي، ومعها بدء العد العكسي لمراحل أهم وأهم من حياتي..

كل سنة وأنتم رائعين أيها الطيبون

اضربوهن ضربا خفيفا




- حضرة الفقيه المحترم،
زوجتي تقاطعني الكلام إذا مدحتُ جمال إحدى الجارات. وتحرمني الطعام إذا ما انتقصت من مصاريف الوجبات. وتمنعني من غريزة المنام إذا ما غبت دون علمها عن البيت في إحدى المرات...فما حيلتي مع زوجتي سيدي الفقيه؟
- اضربها ضربا خفيفا

- حضرة الفقيه المحترم،
لم أجد عملا يعيل داري، لأرفع بين جيران الدرب مقداري. فاخترتُ ر فيقة تحرق نفسها لتبرد ناري، وأختا تعمل ليلا فأنام أنا بهدوء كل نهاري... كثر القيل عنها والقال، وهي تسعى بجد لتغيير الأحوال. فكيف من جيراني آخذ ثاري، كيف لأجلهم, من أختي أغسل عاري ؟؟
-  اضربها ضربا خفيفا.

- حضرة الفقيه المحترم،
أعرف انسانة تفوقني ذكاء، وتتميز  بسلوكها الطيب بين الأصدقاء..صرت في نفسي أضمر لها العداء، ولا أشعر تجاهها سوى بالبغضاء..تحيرني في تعاملها اللبق مع الزملاء، لأحس أنا في أعماق قلبي بضعف حيلتي الجوفاء، لما نتواجه معا في حوار الأذكياء. ما العمل يا فقيهي مع مثل هؤلاء النساء؟ وكيف أمحو اسمها من لوائح العظماء؟
-  اضربها ضربا خفيفا.

يا أصحاب الذقون، يا ملوك التستوسترون... إن امتنعن أو عملن أو اجتهدن، فما عليكم إلا أن تضربوهن ضربا خفيفا... فقط اضربوهن..


شخصيات مغرب 2010


في ذلك الموقع الالكتروني الشهير، الذي لم أزره إلا مرة واحدة، وجدت لائحة ب 100 شخصية عربية الأكثر تأثيرا. بحثت وبحثت بين بلدان المغرب العربي، فلم أجد إلا جزائريان وتونسي وبعض الليبيين. وغاب اسم المغرب عن الترتيب، وامتنعت أسماء حفدة ادريس الأول وطارق بن زياد والسبعة رجال عن التأثير في عالمنا العربي.

قررت أن أصنع لائحتي بنفسي، فأتذكر بها ماعايشه المغرب في سنة الرهانات 2010، مع حلم مونديال مقبور وعشرة ملايين مستعمر سواح، ورحيل عشرات المبدعين المغاربة الذين لمن نتذكرهم إلا بعد تسليم أرواحهم لخالقها:

 -عز الدين العراقي: الطبيب والسياسي الذي اشتغل وزيرا أولا مابين 1986 و1992 ويرأس منظمة المؤتمر الاسلامي سنة 1997.
-محمد عابد الجابري: الفيلسوف والمفكر المغربي الذي صارت كتبه قبلة لكل المهتمين بفكره، وأصبحت كلماته رنانة أكثر في أذهان المغاربة، فقط بعد وفاته.
-عائشة مناف: الممثلة التي عاش معها المغاربة الصراع مع السرطان قبل أن تتوفى في ريعان شبابها.
-عبد اللطيف الغربي: عميد الصحفيين الرياضيين في بلدنا ومؤسس القسم الرياضي بالإذاعة الوطنية.
-أحمدعبد السلام البقالي: ومن منا لا يتذكر القصص الجميلة لابن مدينة أصيلة: الطوفان الأزرق، السلسلة الذهبية والمدخل السري إلى كهف الحمام...
-ادمون عمران المالح: المفكر والكاتب والمغربي اليهودي الذي تشبت بمغربيته وقدم في كتاباته ثراتا مميزا.
-ابراهام السرفاتي: السياسي والمهندس المغربي الذي عاش سنوات المنفى والتعذيب الطويلة قبل أن يعود لبلاده الأم ويدفن فيها.
-وأخيرا الشاعرعبد المالك البلغيثي: من جعل بكلماته في سنوات حياته التي جاوزت المئة، من المغرب الفذ أجمل أرض، مهما اجتزنا الأرض طولا وعرضا.


سألت بعض الأصدقاء عن أكثر عشر شخصيات تأثيرا في المغرب سنة 2010، كان لهم نقاش جميل ويبدو أني قد تقاسمت معهم تقريبا نفس الرأي، وهذا ترتيب العشرة كما تصورته شخصيا:

10- محمد عابد الجابري: رغم أنه غادرنا في هاته السنة فقط، إلا أن اسمه بقي في أذهان العديد من المغاربة الذين عرفوا أفكاره أو قرؤوا له. ولمن كانوا يجهلونه، فقد شكلت وفاته سببا لينتشر فكر الجابري أكثر وأكثر.

9- فريق الفتح الرباطي: شكل المفاجأة هاته السنة بفوزه بكأس الكونفدرالية الافريقية وقبلها بكأس العرش ومنافسته على البطولة الوطنية. بعد أن كان في وقت قريب أضحوكة الجماهير لما اعتبروا مشاركته في الكأس الافريقية مجرد تكملة عدد. فيخلق بذلك مسؤولو الفريق ومعهم المدرب عموتة الحدث بوضع اسم الفتح الرباطي ضمن قائمة الكبار.

8- مروان الشماخ: كثر عنه القيل والقال مع بداية سنة 2010 وحديث رحيله عن فريق بوردو والتحاقه بالأرسنال الانلجليزي، ومازال يخطف الأضواء بمشاركته المميزة مع فريق الجديد.

7- محمد جلموس كبش الفداء في أحداث مدينة العيون الأخيرة، ووفاة شهداء الواجب الوطني على أيدي الانفصاليين في الصحراء المغربية.

6- وزير الشباب والرياضة منصف بلخياط: مع تحركاته الكثيفة وقراراته الكثيرة وتعييناته الجديدة والنجاح في تنظيم المونديال الافريقي (تقريبا)، بالاضافة لتواصله الدائم مع الشباب المغربي.

5- وزير الاتصال خالد الناصري: لفت الانتباه بحضوره الدائم وتصريحاته النارية مع الصحافة المغربية، وتدخله من أجل اطلاق سراح ابنه بعد أن تورط هذا الأخير في حادث سير أمام البرلمان بمدينة الرباط.

4- وزير النقل والتجهيز كريم غلاب: بعد سنين من الصراع مع الأحزاب والنقابات، أخيرا ترى مدونة السير التي عدلت في عهد غلاب عشرات المرات،وبدأ تطبيقها مع الشهور الأخيرة في سنتنا هاته. لتبدأ معها كثرة الآراء والتعليقات وتستمر رغم كل شيء بلدنا في تحقيق الأرقام القياسية في حوادث السير.

3- كمال كاضمي صاحب شخصية احديدان، رمز الذكاء والمكر. البداية كانت بمسلسل تراثي في شهر رمضان قبل أن تصبح كلمات احديدان محور اهتمام كل المغاربة وتصبح شخصيته هي الخلاص لكل المشاكل.

2- ايريك غيريتس: رغم أنه ليس مغربيا إلا أن اسمه كان ومازال محور اهتمام فئة كبيرة من المغاربة. مع بداية اعلانه مدربا للمنتخب المغربي لكرة القديم، كثر الحديث عنه، وعن مغامراته في المملكة السعودية، عن راتبه الخرافي وعن آفاق الكرة المغربية في عهده. وبعد التحاقه بوطننا، مازال حديث الناس فيما قد يقدمه في أولى المباريات الرسمية ضد الجزائر.

1- بدون منازع، مصطفى ولد سلمى ولد سيدي مولود  اسم سيطر على وسائل الاعلام المغربية منذ قرر هذا الشخص( عضو البوليساريو) مساندة اقتراح المغرب للحكم الذاتي.. فكانت النتيجة التحاقه بتندوف واعتقاله ثم طرحه في مخيمات اللاجئين في موريتانيا.. ليبقى ولد سلمى علامة استفهام كبيرة يصعب حلها حتى مع نهاية 2010.


يبقى هذا الترتيب مجرد رأي شخصي أحببت أن أشارك به قراء المدونة وللجميع كما العادة حرية التعليق والتذكير بأسماء غابت عن اللائحة .
سلامووو



مُـشْـتَـاقَـة


أشاهد السلسلة الكرتونية Les Simpsons فأضحك من أعماق قلبي، وأستغرب في نفس الوقت من الجرأة الكبيرة التي يتميز بها هذا المسلسل. مجرد رسومات متحركة بسيطة، جعلت أنظار العالم بأسره تتجه نحو قضايا عديدة، كانت حتى وقت قريب، تعتبر من طابوهات بعض الدول. فآل شمشون( كما سماهم المصريون في ترجمتهم)، تحدثوا طيلة أكثر من عقد كامل عن كل شيء، سخرية ونقد لاذع جعلت المسؤولين في بلاد العم سام يهتمون أكثر  بهذا المسلسل الكرتوني.

آه من الرسوم المتحركة..
أشتاق لأيام الطفولة حقا، أحن لكرة كابتن ماجد التي تظل في الهواء يوما كاملا، فنظل معها نحن في انتظار معرفة إذا ماكان رعد المتمرد سوف يسمح بدخولها لمرماه أو لا..

أشتاق لغضبي العارم من شيريخان، وضحكي مع أنوس وموزة. لذكريات السيدة ملعقة، ولأحلام سالي البريئة والصدمة المفاجئة للشريرة آنسة مينشن حينما تعلم الحقيقة.
أحن لحماسي مع كل مباراة مصارعة للصحفي تامر المقنع، ونشاطي مع كل رحلة من مغامرات السندباد وياسمينة..أشتاق حقا لقتالي مع كل قتال لكراندايزر والرجل الحديدي وخماسي.

أشتاق للحب البريئ مع ضفائر جودي أبوت، وأمتعض للعلاقات الرخيصة والتأثيرات التافهة لملابس الجاسوسات. أمقت بشدة ما سيقدمه يوجي الأسطورة من تضحيات وما سيفعله فريق ( انضموا انضموا) بالبوكيمونات العجيبة.

أشتاق حقا لفتاة لعبت تجربة صيام رمضان بالتناوب مع صديقاتها، بعد خجلها من إعلامهن بوجوب الصيام عليها.وأقارنها بفتاة تفتخر بين صديقاتها باحتفاظها بعذريتها رغم كل المرات التي مارست فيها الجنس مع من تسميه حبيبها.

أحن للوقت الذي لم أكن أعلم فيه، أن من بين أصدقائي من قبل على نفسه بيع نفسه من أجل بضعة أموال، فصار يمجد يسوع مساء ويرقص كل أحد صباحا، احتفاء بدين جديد يضمن له نقودا ونساء تكفيه مدى الحياة. الحياة التي خسر فيها ربه وأسرته وأصدقائه...وحياته.

أحن لزمن لم أعرف فيه أن هناك من يعتبرني مستعمرة سلبتهم أرضهم وحضارتهم وانتهكت حقوقهم. فكرهوا بكرهي عِزَّتَهُم، وتحالفوا مع العدو ضدي، حينما ظنوه يعيش مثلما عاشوا ويتعذب مثلما تعذبوا..ونسوا بذلك أنهم مني وأني منهم.

أشتاق لذلك الوقت، لما حفظنا نشيد المسيرة معا، فحرك في دواخلنا شعور الوطنية، ونطقنا جميعا بأنها مغربية. لم أتوقع أنه في يوم من المستقبل، ستحد سيفك أمام بابي، فأبتسم في وجهك وتبادلني ابتسامة، وأنت تذبحني من الوريد للوريد.

أشتاق لزمن بلا ريح ولا شيح، لأيام دمية القصب، وضحكات تتعالى هناك، في نفس المكان, الذي هجرته قلوبنا البغيضة الآن...
آآآآآآآآآآآآآآآه ه ه ه ه
مشتاقة

جملة واحدة


هل يمكننا التعبير عن أحاسيسنا في جملة واحدة؟؟ هل نستطيع أن نبكي ونضحك ونفرح ونحزن ونغضب ونصرخ ونحب ونكره، في جملة واحدة؟ هل نستطيع أن نولد ونموت في جملة واحدة؟
ممكن !!!!!!
دعوة وصلتي من الأخ داوود من الجزائر صاحب مدونة أقلام، للإجابة عن أسئلة تدوينية تلخص أشياء عديدة في جملة واحدة.. سأحاول !!!

1-لخص حياتك الدراسية في جملة
2-لخص حياتك اليومية في جملة
3-لخص حياتك العاطفية في جملة
4-لخص مجمل ما عشت في جملة
5-أرسل الواجب إلى أربعة من أصدقائك المدونين.

سأجرب بداية ارسال الدعوة لأربعة مدونين هم:
جلال الدين، صاحب مدونة دكتور ويب
لاتي اللطيفة، معاها اللي فرط يكرط
ويوسف صاحب مدونة نسيم الفجر
آمال، ومدونتها الجميلة

وهاته إجاباتي، في جملة وحيدة :
ــــــــــــ
1/ حياتي الدراسية في جملة :
قدر ثم اختيار قرار..ففي عيونهم وجدتُ كل الأسرار.

2/حياتي اليومية في جملة:
أعيش لأعيش، وأحلم لأحلم.

3/حياتي العاطفية:
 مثل باقي الحوت

4/ ألخص مجمل ما عشت في جملة:
قل لن يصيبنا إلا ماكتبه الله لنا

شكرا للأخ داوود على الدعوة، رغم أنه من الصعب جدا جدا جدا تلخيص كل ما نعيشه، في جملة واحدة...لكن يكفيني شرف المحاولة.
سلامووووووووو

مائة سبب للتفاؤل في المغرب




قرأت في وقت ما، وفي مكان ما لا أتذكره بالضبط، أنه قد استعصى على بعض المغاربة إحصاء مئة سبب يدعو للتفاؤل في المغرب الحبيب. وجدت بداية أن الأمر غير منطقي، فباعتبار النقطة البيضاء والتفاؤل شعاران يلازمانني، فإني قد أجد في هذا البلد مئات الأسباب التي تدعو للتشاؤم، لكن بالمقابل، أشهد كل يوم وكل لحظة، آلاف الأسباب تدعوني أن أتقبل وبصدر رحب حقيقة أنه مازال هناك أمل.

في وطني يوجد أفضل طاجين في العالم، وأفضل وأكبر طنجية، وأفضل سردين وأفضل قصعة كسكس، وأفضل صحن لحم بالبرقوق ..ممممم يبدو أن أفكارنا صارت أكثر لذة وهذا سبب وجيه يدعو للتفاؤل.

 في بلدي، لا أستيقظ كل صباح على أنغام رصاص يخترق أسوار البيت، ولا أنام كل ليلة مع هاجس الخوف من مصيري المجهول الذي وضع بين بنادق الآخرين.

في بلدي صراعات الكبار تأخذ أبهى صورها على صفحات الجرائد التافهة، فتراهم يتزايدون ويزمجرون ويغضبون  ويسخرون فقط. وعلى عكس بعض البلدان، ينتهي المطاف في الخلافات، قبل بداية الأوان، بتصفيات جسدية تسمع أصداؤها بعد ذلك في جرائد تافهة أيضا.

في بلدي، مازالت السيارات تقف صفوفا في منتصف الطريق، فيترجل السائقون ويفتحون الأبواب واقفين..تسكن الحركة وتعم السكينة في شارع كان قبل خمس دقائق يعج بالضوضاء. صمت تام، احتراما لجنازة مهيبة تمر في نفس الشارع الهادئ.

في بلدي هناك أشخاص أحبوا قراءة هذا الموضوع بحثا عما قد  يعيد لهم تفاؤلهم في هذا الوطن، لكل هؤلاء أقول: أنتم أقوى الأسباب التي تدعو للتفاؤل. فداخل قلوبكم الغاضبة حينا والصامتة أحيانا، هناك شيء يقول بأن الأمل مستمر دوما، فلنكن متفائلين بكم إذن.

هامش : 
شارك بعض الأصدقاء أيضا في اللعبة البيضاء، فسألتهم عن خمسة أسباب فقط تدعوهم للتفاؤل  في هذا الوطن. نظرة تشاؤمية سكنت قلوب البعض ولم يعرفوا غير الصمت والحسرة سبيلا. بينما تفاءل آخرون خيرا، فاعتبروا أن ما يثلج الصدر أحيانا هو المسيرة التنموية التي يقودها ملك البلاد، بالاضافة للوعي السياسي للشباب (حسب الثائر) والإجماع على ثوابت الهوية المغربية. فالبلاد في نظرهم تسير في الطريق الصحيح والأخطاء القديمة تبقى قيد التصحيح. وبما أن المغرب كباقي البلدان فيه من المشاكل ما يكفي، فإننا مأمورون بعدم اليأس ( حسب نجاة )، لأن التغيير لن يحدث  والنفوس متذمرة..وكوننا بلد متخلف، فما يدعو للتفاؤل(حسب يوسف) أننا يوما ما سنصبح بلدا متقدما. الحمد لله على كل حال....



هذا كلامي القليل بيه راني نحلم 
نتمنى المعنى يوصل ; والفاهم يفهَمْ

الانتظار يزيد الخطر


عندما تولد، تصرخ، تفتح عينيك، فتنظر لوجه بشوش يبتسم لك... يحضنك فتحس بالدفء الكبير. علاقة وطيدة تنشأ بينك وبين الصدر الحنون الذي يضمك, تبدأ أولا بابتسامة فاحساس بالأمان..

تكبر شيئا فشيئا، فيكبر بداخلك نفس الإحساس الأول بل أكثر...تبكي فيسكتك الحضن، تجوع فيطعمك الصدر، تبرد فيدفئك نهد لم تعرف غيره ملجئا لك في كل اللحظات.

تكبر أكثر مرة أخرى، تصبح ولدا، ثم مراهقا، ثم شابا..... وفي كل مرة، تشتاق لحنان صدر تنسى باحتضانه كل هموم الدنيا..
تختلف النساء الحاضنات،  أم أو زوجة: نفس الاحساس الدافئ يتكرر كل مرة..لكن، ماذا لو اختفى هذا الشعور الجميل، ماذا لو عجز الصدر الحنون على العطاء؟؟ كل شيء سيتغير أكيد بعد ذلك...


سرطان خبيث قد يصيب نهود النساء، يبدأ بتكتل بسيط في الثدي، ثم يكبر ويكبر، فتكبر معه المضاعفات والآلام المشتركة..وتتضاعف المعاناة مع الانتظار..لكن، ماذا لو كان بإمكاننا تفادي كل هاته الأمور؟ ماذا إن واجهنا المرض منذ البداية فلا تصل بنا الأوضاع لما لا تحمد عقباه؟
في بلدي المغرب،  تنظم كل سنة حملة من أجل تسليط الضوء على أخطار سرطان الثدي، وتوجيه كل النساء ( وخصوصا من تفوق أعمارهن 45 سنة) للفحص المبكر للمرض من أجل تجنب كل العواقب الناجمة عن تأخر التشخيص. ومنذ 12 نونبر من هذا العام، بإشراف من جمعية لالة سلمى لمحاربة داء السرطان، تتحدث كل وسائل الإعلام المغربية عن ضرورة التوعية من أجل الفحص المبكر للكشف عن سرطان الثدي. أمر قد يتم بسهولة كبيرة، وقد يساهم في تجنب عدد كبير من الوفيات كل سنة بسبب هذا الداء الخبيث.

أكثر من 7000 امرأة تتوفى كل سنة بسبب سرطان الثدي، أي أن عشرات الآلاف من الضحايا تتغير حياتهم للأبد لنفس السبب. كل هاته الأرقام ستتغيرللأفضل إذا ما كانت هناك إرادة كبيرة من أجل مواجهة هذا الداء الخبيث بكل صرامة. وبداية المواجهة تكون بالفحص المبكر، فبكل بساطة : الفَحص بَكْري بِالذهَبْ مَشْرِي.

لكل النساء اللواتي يهمهن الأمر، ولكل الرجال الذين يهمهم أمر من يحطن بهم من النساء. جميع المراكز الصحية بالمغرب مفتوحة من أجل الكشف عن سرطان الثدي. فحوص بسيطة بفائدة كبيرة. وباذن الله : مايكون غير الخير..

عودة لحـكايـة درة



السلام عليكم،
حينما كتبت حكاية درة، لم يكن في نيتي إلا أن أروي بطريقة سَلِسَة قصة فتاة سمعتها تحكي معاناتها على أمواج إحدى الإذاعات الخاصة في المغرب. فتأثرتُ بتغيرات الأحداث في حياتها لَمَّا عاشت الغنى والحب والحلم والبؤس والموت. أحببت فقط أن أشارك كل من يهمهم الأمر بعضا من واقع فتيات هذا البلد السعيد. إلا أن ما حصل بعد حكاية درة، كان حقا مميزا بالنسبة لي: لما بدأ الأمر بإلحاح من بعض الصديقات على إنهاء الحكاية بسرعة، وانتظار آخرين بشوق لكل الأجزاء. وحتى من ظننت أنهم لا يهتمون ولا يبالون بما أكتب، صاروا يسألونني عن الأحداث في حياة درة. لتكون مفاجأتي أيضا بعد أن عرفت أن بعضا من أفراد عائلتي أيضا كانوا يتابعون في صمت نفس الحكاية.
تفاصيل الحكاية لمن لا يعرفها :

درة أيضا كانت مصدر تأثير في بعض المدونين، فجلال الدين ( دكتور ويب) قد خصص موضوعين في مدونته من أجل قراءة ما بين سطور الحكاية، فكانت مناسبة لي أيضا لأقرأ بين كلماته ما غفلت عنه أثناء كتابتي للحكاية.

ويبدو أن درة ما زالت ترافقني رغم مضي شهر كامل على كتابة آخر أجزائها ببداية جديدة وسعيدة، ليكون الختام دراسة نقدية شاملة وكاملة للحكاية من بدايتها لنهايتها، من المدون البدع قلم ثائر في مدونته المميزة.... لأجيب أخيرا عن سؤال كان يقض مضجعي ههه: لأي جنس أدبي تنتمي حكاية درة?  وأعلم أخيرا أن عنوانها حمل كل الاجابات الممكنة  لأن ما كتبته وما جعلني أعرف الكثير عن الكثير، هو بكل بساطة حكاية ، يعيشها كل يوم ، كل واحد فينا، يملك في دواخله درة تجعله مميزا عن الباقين.... شكرا درتي على كل شيء.
لا تنسوا أبدا أننا نصنع أخطاءنا بأيدينا، لكن أقدارنا هي التي تدفع الثمن 

سلآآآآآمووووووووووووووو

عيد مبارك سعيد



عيد أضحى مبارك سعيد لكل أصدقاء المدونة، وللأمة الاسلامية جمعاء. 

إعلان وفاة




غادرتُ غرفة "الداخل المفقود" بوجه مصفر وعينين ذابلتين، فلأول مرة سوف أوضع في موقف لا يحسدني عليه أحد. نظرات أصدقائي المختلفة مازلت أذكرها، فمنهم من رمقني بتأسف وحزن ، ومنهم من شعر بفضول ليرى كيف سأتصرف، ومنهم من تمنى لو عاش التجربة التي سأخوضها. وتمنيتُ مع هؤلاء لو أنهم كانوا مكاني في هذا الوقت الذي ترجّيتُ فيه أن تنشق هاته الأرض الباردة وتقتلعني.

سرتُ في الممر نحو غرفة الانتظار ، وإحساس بأن الجميع ينظرون إليَّ زاد من توتري ، حاولتُ تفادي هذا الشعور فبدأت أقرأ آيات قرآنية نسيتها في هاته اللحظات، فقلبي كان ينبض بسرعة ويدي ترتجفان وذهني لا يفكر إلا بوجه تلك الفتاة : كيف سيكون بعد أن أخبرها بأننا قد فقدنا والدتها . كيف سأعْلِمُها بأن آخر من تبقى من أسرتها قد اختار الرحيل لملاقاة وجه ربه ، وأنا من كنت دوما أزرع الأمل في قلبها الذابل وأخبرها بأن والدتها سوف تعود عما قريب إلى المنزل معافاة وبصحة جيدة.

آه لم أقتنع أبدا بالأسباب التي جعلت أستاذي يوكل إلي هاته المهمة الصعبة ، في وقت كان إعلان الوفاة فيه من مهامه الخاصة. لكنه أمرني هاته المرة أن أتكلف بالأمر كي أتحمل مسؤوليتي ، فبعد أن زرعتُ أملا كاذبا في قلب ابنة المرحومة، فإني الوحيدة التي يجب عليها أن تقول لها الحقيقة وأن تواجه ردة فعلها.

ممر طويل صادفني، تمنيت لو أن الأمر انتهى  في غمضة عين ، لكن هيهات . اشتدت سرعة ضربات قلبي باقترابي من باب غرفة الانتظار ، توقفت قليلا، مسحت دمعتي ، استجمعت أنفاسي ، وزفرت بقوة أفرغت معها كل شعور بالخوف من قلبي.

وقفتُ أمامها ،كم هو حزين هذا الوجه الذابل الذي مُسِحت ملامحه من شدة البكاء طيلة شهر كامل..نظرت إليَّ تستفسر عن الجديد بعد أن أفزعها إسراعنا بوالدتها لغرفة الإنعاش.
- البركة فراسك أختي.. إرادة الله كانت أقوى

ولم أدرِ بعدها ما حصل، ولا كيف تصرفت الفتاة، حتى وجدتُ نفسي في غرفة الطلاب  ، وزملائي يحيطون بي  بوجه مبتسم يخبرني أني فقدتُ وعيي وأنا أعلن خبر الوفاة  ، وبأن الفتاة  ما زالت في انتظار استيقاظي لتودعني مع جثة أمها وتشكرني على كل ما قدمته لها من مساعدة طيلة هاته المدة.

مقتطف من مجموعة مذكرات طبيب

بلا ماضي


أخبرته أنها امرأة بلا ماضي، فقط  صفحة بيضاء، وأنه أول رجل عرفته. أكدت له أنها لم تكن أبدا على علاقة بأحد قبله، ولم تبدي في حياتها اهتماما إلا به. رغبت بأن تنسى كل شيء، وتبدأ صفحة جديدة معه.غروره جعله يصدقها، ويحسب بعدها أنه محور حياتها التي كانت لا شيء بدونه.

مسحت كل أرقامها القديمة ورمت هاتفها في سلة المهملات، لتشتري واحدا آخر به رقمه هو فقط.. غيرت بريدها الالكتروني، واستعدت لحياة جديدة تكون بدايتها برفقته..لم تحسب أبدا، أنه في أول أيام زواجهما معا، سوف يسمع حديثها النائم وهي تبوح بكل أسرار علاقاتها السابقة وأسماء كل الرجال الذين سمعوا نفس أسطوانة العفة السابقة.


صاحب النظرات


السيد صاحب النظرات،
أزعجتني كثيرا تلك النظرات الجريئة التي رمقتني بها آخر مرة، وكنت قبل ذلك ترمقني بها أيضا كل مرة. لم أستسغ أبدا أن تجد متعتك في النظر لجسد ليس له مَلِكٌ سوايَ. لذا غضبتُ من تصرفك الغير مقبول، وقررت أن أضع حدا لكل تلك النظرات الوقحة.

يا صاحب النظرات،
هل تعلم أن نظرات عينيك تغيضني... نعم، وتزعج الكثيرات من بنات جنسي. وحتى إن خُيِّل لك أنك تلمح في أعين بعضهن احساسا بالزهو والانتصار، وتلمح في أعين الباقيات فرحا واعتزازا بالنفس. لكن الحقيقة أنها تزعجنا جميعا بطريقة أو بأخرى. فبها أنت تُمَلِّكُ نفسك حقا ليس لك، وبها نحن نخسر حقا هو لنا فقط.
وإن كانت ردات فعل بعض زميلاتي مختلفة عما تقوم به الباقيات، لكننا جميعا اتفقنا على أنك لست من النوع المفضل، والسبب هو تلك النظرات.

السيد صاحب النظرات،
أحيانا، أعتقد أنك انسان غبي ساذج لا يفقه شيئا من علوم الحياة، لذا يمنح نفسه الحق في اقتحام أجساد الباقيات بعينيه. لكني تأكدت بعدها، أنه وراء ابتسامتك الحمقاء هناك عقل يوازي ثقله دماغ انشطاين. ووراء هندامك الشبه مرتبك، هناك شخص يخفي حقيقته، فهو لا يعرف نفسه أكيد ويتوقعه أن يعجب الآخرين بالنظرات. ووراء وقفتك الجريئة، تختبئ شخصية هشة كالفزاعة، ترعب العصافير بالأوهام.

السيد صاحب النظرات،
لا أخفيك سرا، أننا نكره كل ذكر جعل دماغه حبة عدس مدهونة  بالتستوسترون. وأنت طبعا لا تحب أن تجعل من نفسك، أضحوكة حيوان ينزلق مع أول منعطف لزج..لذا، المرجو احترام كل من فكرتْ يوما، أنك ستعتبرها في مقام أختك أو ابنتك أو زوجتك أو أمك. وفقط نرجوك، أبعد تلك النظرات.

حـكـايـة دُرَّة - البداية

هامش :
السلام عليكم
قبل أن أخط أي كلمة في نهاية حكاية درة، أود أن أشكر كل الذين تابعوا الحكاية منذ بدايتها، وكل الأصدقاء الذين منحوني ملاحظاتهم وانتقاداتهم، وأيضا كل الرائعين الذين تابعوا القصة في صمت.. أود أيضا أن أوضح مجددا، أن الحكاية واقعية وحقيقية، أحببت أن أشاركها مع جميع الأصدقاء، فكتبت المشاهد المهمة منها، دون الاهتمام بجنس الكتابة أو صنفها الأدبي.. في انتظار ملاحظات وتعليقات الجميع..  سلامووووووو


الجزء الأخير: تبقى الذكريات وتستمر الحياة

وقفت درَّة أمام شاهد قبر سليم، حاملة ابنتها الصغيرة بين ذراعيها، قرأت فاتحة على روح الفقيد، ولم تفارق الدموع أبدا عينيها بعد  ذلك... تنهدت في صمت قبل أن ترفع صوتها فتكلم الشاب الذي أحبته يوما، قبل أن يأخذه منها القدر:

" سليم، شكرا لك على كل شيء. شكرا على كل تلك اللحظات الجميلة التي عشتها معك.زرتك اليوم كما عادتي، وستكون آخر زيارة لي قبل أن تكبر ابنتك فأرافقها لتعرف قبرك.
 سميتها بسمة، كي يكون حظها من السعادة  والابتسام أكبر من القدر الذي عشناه معا. جئت أعرفك على ابنتك الجميلة، تبدو هادئة مشاغبة مثلك، وفاتنة مثلما كنت تراني دوما..
إن كنت تريد معرفة أخباري، فسأقول لك أني بعد حبك عرفت الحب، وبعد حنانك عرفت الحنان.. تزوجت بعد ولادة بسمتنا من شخص عشقني فأحببته. كان في منتهى السعادة، وهو يمسك ابنتنا بين يديه حين رأت النور.. وفرحت أسرته الصغيرة أيضا بالحفيدة الجديدة التي أنارت منزلهم.. كلهم يعرفونك يا سليم، ويدعون لك بالرحمة دوما..
إن كنت سابقا قد طمأنتني بأن كل شيء سيكون بخير، فأعترف لك الآن، بأني لم أذق طعم السعادة الحقيقية وراحة البال، إلا وأنا مع أسرتي الجديدة وزوجي العزيز.
ارقد بسلام يا سليم، لن أنساك ما حييت... لكن، أنا الآن لي حياة جديدة، والتزامات عديدة..أودعك الآن، يا من منحني أروع هدايا الكون.."

حضنت درة ابنتها بقوة، ووضعت وردة بيضاء على قبر سليم، قبل أن تغادر المكان، لتجد عاصم في انتظارها أمام باب المقبرة. ابتسمت له، وحضن بدوره بسمة الصغيرة، وواصلا المشوار معا.



البداية
تـمـت

حـكـايـة دُرَّة - الجزئين السابع والثامن




قصة واقعية

الجزء السابع
أحيانا، تمسح الكلمات أحزان السنوات

خانتها الكلمات بداية، لكنها أحست أنها تعرف كل القلوب التي تسمعها باهتمام. حكت لهم بكل جرأة على أمواج الاذاعة التي يسمعها الملايين كل يوم وفي نفس الوقت، تكلمت عن معاناتها وعن أخطائها، عن ألمها الذي يتكرر كل يوم وعن سعادتها لأنها تحمل بين أحشائها أروع هدية تذكرها بحبيب قلبها.. أخبرت الناس بأن تتقبل اللوم فهي تعلم أنها مخطئة، وتنتظر النصيحة لأنها لا تريد أن يتحمل طفلها وزر أخطائها.. بكت لما عبرت عن اشتياقها لوالديها اللذان هاجرا ولم يكلفا نفسيهما عناء السؤال عنها...

كان المذيع يستمع باهتمام لكلماتها، ويبدي تأثره كل مرة بما تخبره إياه، مستغربا حينا ومتألما حينا آخر وغاضبا أحيانا كثيرة.. أخبرها بأن الجميع يساندها وبأن رسائل عديدة تصله في الوقت التي تحكي هي فيه حكايتها، لتدعمها وتدعم الطفل الذي لا زالت تحمله في أحشائها.

وبعد أن فضفضت، أقفلت الخط لتواصل الاستماع لكل التعاليق حول حديثها، سمعتهم يتكلمون : كل الأشخاص الذين يلومونها وكل القلوب التي تألمت لألمها.. وكانت نهاية البرنامج، دعوة لها من أجل زيارة مقر الاذاعة لمنحها كل المساعدة التي تحتاج إليها..أحست درة بالحزن الشديد، فهي قد شعرت بأنهم لم يصدقوها، لذا طالبوا برؤيتها. وقررت أن توضح لهم، بأنها لم ترد أبدا الشهرة أو الافتراء، بل فقط احتاجت لقلب رحيم يقاسمها معاناتها...

وجاء ذلك اليوم الذي ألغت فيه التردد بفضح هويتها، قررت أن تزور الاذاعة التي استمعت لحكايتها، وتفاجأ العاملون هناك لما رأوها، فقد توهموا أنه كان مجرد اعتراف يحتمل الحقيقة أو السراب، فقد اعتادوا على مكالمات تخترع حكايات وهكذا ظنوا درة وحكايتها... ابتسم المذيع لما رآها، وابتسم لبطنها المنفوخ الذي أكد صدق قصتها. وتكلمت معه مرة أخرى فعبر لها عن اعجابه بصمودها، وعدم رغبتها في التنازل عن طفلها لأي كان.. وقد أخفى في دواخله كغيره من عمال الاذاعة، انبهارهم الشديد بجمال درة الفاتن وخجلها الشديد.

وقبل أن تغادرهم الضيفة الفاتنة، منحها أحدهم ورقة تضم لائحة طويلة، تحمل عناوينا وأرقاما هاتفية لأشخاص اقترحوا مساعدتها ماديا ومعنويا. ترددت في أخذ الورقة، فهي لم ترغب إلا في فتح قلبها والحديث عن حكايتها، لكن مع إلحاح الجميع، قررت أن تمسك بيدها أرقاما وأسماء، لم تعرف أبدا أن من بينهم من قد يغير حياتها مرة أخرى للأبد...

_______________________________
 الجزء الثامن
عشق الأذن جميل، وعشق العين أجمل

أرقام وأرقام، كلها لأشخاص لا تعرفهم، لكنهم يعرفون قصتها الحقيقية. حملت الورقة بين يديها وبدأت تتأمل الأسماء والأرقام: بعضهم يعرض مساعدات مالية، وآخرون يقترحون أعمالا عليها، والبعض يحاول تبني طفلها الصغير. لكل طريقته التي وجدها مناسبة من أجل مساندتها، لكن هناك رقما واحدا لم يكتب بجانبه شيء. أحست بارتباك وفضول قبل أن تقرر الاتصال بذلك الرقم. احتاجت لشخص يعرفها ليقاسمها شعورها بالوحدة التي ظلت تلازمها رغم كل شيء..

اتصلت بالرقم، فأجابها صوت شاب، عرفته باسمها فرحب بمكالمتها فورا، تكلم معها كأنه شخص يعرفها منذ مدة طويلة...سأل عن أحوالها وأحوال حملها، عن تأقلمها مع العمل والسكن وعن قرب موعد ولادتها..شعرت بالارتياح وهي تكلمه، ولم تحس أبدا بتلك الساعات الطويلة التي قضتها وهي تحكي معه، عنها، عنه، وعن كل شيء..

كان اسمه عاصم، شاب طموح يدير مقاولة صغيرة لأسرته، استمع باهتمام في سيارته لحكايتها على أمواج الاذاعة، فأحس أنه يقاسمها همومها ويشعر بمثل ما تشعر به. فهو قبل سنتين، فقد خطيبته أيضا في حادثة سير مؤلمة لا تنسى. فكان قاسمه المشترك مع درة، الألم والشعور بالخسارة والوحدة.

تكلما كثيرا بعد أول حديث، وتعرفا على بعضهما البعض أكثر. كان يقص لها يومياته بكل تفصيل، وتحكي له عن تحركاتها يوما بيوم. طلب رؤيتها فوافقت، فكانت ضيفة على أسرته، التي عرفت قصتها كلها أيضا من خلال الاذاعة.

رآها غاية في الجمال، فانبهر بها ولم يستطع أبدا التظاهر بعدم الاعجاب بها، شعرت بالخجل قليلا من عائلته التي استقبلتها كنجمة ورحبت بها كثيرا. أحست بالدفء والسكينة وهي بينهم، وجدتهم أناسا جد طيبين، لم يسألوا أبدا عن ماضيها ولا عن أخطائها، ولم يلوموها أو يعاتبوها رغم أنهم قد عرفوا تفاصيل حياتها كما روتها هي. عاملوها بدلع وطيبة وقدموا لها هدايا لطفلها الصغير، الذي لم يبق له إلا أسابيع قليلة على الدخول لدنيا الغرائب العجيبة..

يـتـبـع

هامش: حكاية درة تنشر أيضا على صفحة المدونة في الفايس بوك، كل الأجزاء تجدونها هــنــا

قراءة بين سطور حكاية درة، تجدونها على صفحات مدونة الدكتور ويب هـنـا

الجزء الأخير من الحكاية، سينشر ان شاء الله في نفس الوقت على المدونة وفي مجموعة الفايس بوك  يوم الأحد مساء 

حـكـايـة دُرَّة - الجزئين الخامس والسادس



قصة واقعية

الجزء الخامس
قلوب الأحباء تعيش باستمرار: فإن رحل أحدهم، يواصل الثاني  المشوار

استيقظت  درة خائفة، كابوس مفزع ذاك الذي راودها ، دقات قلبها تتسارع شيئا فشيئا.. شربت القليل من الماء، ووضعت يدها
على بطنها المنفوخ لتتأكد من سلامة طفلها الصغير، كان يهيؤُ لها أن جنينها سيشق ذاك البطن المستدير ليخرج باكيا سائلا عن والده، تماما مثلما رأت في منامها.لكنها اطمئنت بعد أن أحست بضربات قلبه الصغير تساير دقات قلبها المرهف،فابتسمت ضاحكة لخوفها الذي لم تجد له مبررا..

بقيت مستلقية على كرسي سليم المفضل، تأخر كثيرا عن موعد عودته من الكلية، وهي لم تتحمل أن تبقى وحيدة ولم تتعود أبدا على الجلوس هكذا بدون نشاط. حتى أنها لا تستطيع ترك غرفتها حتى لا تصادف حماتها فتتعرض للتجريح والسخرية، كما يحصل كل يوم منذ خمسة أشهر مضت، لما وطئت قدماها منزل عائلة سليم وغادرت أسرتها أرض الوطن فلم تعد على اتصال بهم.

ارتجف قلبها مرة أخرى، أحدهم يطرق الباب بطريقة عنيفة، حاولت الخروج من غرفتها للاستفسار عن الأمر، لكنها تخوفت من كلمات حماتها... تراجعت قليلا، قبل أن تسمع دقات أعنف على باب غرفتها الصغيرة: افتحي يا درة ..... افتحي...لقد ماتحاولت استيعاب ما سمعته، لكنها لم تعرف أبدا ما وقع بعدها، وكل ما تذكرته، أنه عند استيقاظها من اغمائها المفاجئ، أخبروها ثانية أن زوجها وحبيب قلبها ووالد ابنها سليم، ق توفي اليوم في حادثة سير، أثناء عودته للبيت.

_______________________________
 الجزء السادس
الخطأ الذي يغير حياة إنسان ليس خطأً

ظالمة هاته الحياة التي تعيشها، كأنما هو كابوس طويل أبى إلا أن يحيا معها، ورفض أن يفارقها فيمنحها الحرية لتستيقظ منه. كانت تنظر لسقف الغرفة الباردة في منزل رفيقتها، فتعيد شريط الذكريات والأحداث المتسارعة التي عاشتها في فترة قصيرة جدا..

تذكرت كيف كانت تعيش الرفاهية والأمل، والحب واللامبالاة، كيف عشقت سليم فسلمته نفسها طوعا، وكيف حملت منه فجأة، فطُردتْ  بعدها خارج فيلا الدرة من طرف عائلتها التي غادرت البلاد، لتعيش منبوذة  في منزل سليم. تذكرت كلمات حبيبها التي كانت تزيل عنه الهم، وتمنحها الأمل من جديد. أحست بيديه تمران فوق بطنها المنفوخ فتتحسسان ثمرة حبهما البريئة.. بكت كثيرا، فهي لم تتصور أبدا أنه سيفارقها يوما وإلى الأبد، لم تفكر أبدا  أنها ستحرم من الرجل الذي كانت تعشقه بجنون، وسوف تأخذه منها الموت وهو في عمر الزهور... تألمت لأنها بغيابه صارت لا شيء بعد أن طردتها مجددا والدته، لما اعتبرتها نحسا على العائلة ولا مكان لها بينهم في غياب نوارة البيت سليم.

وهي الآن تعيش جوالة بين منازل صديقاتها، تعمل بدوام جزئي في أحد مراكز الاتصال، فترهق نفسها نهارا، لتجد نفسها ليلا منهكة القوى فوق سرير بارد، رفقة صغيرها الذي ما زال يتحرك داخل أحشائها ، ومعها مذياعها القديم الذي كان يذهب النوم عن أجفانها كل ليلة..

كانت تجد سلواها في الاستماع لمشاكل الآخرين وهمومهم، لتنسى بذلك همومها ومعاناتها، أحست وهي تسمع أحد البرامج الاذاعية، أنه  في مكان ما، في هذا الوطن ، هناك دوما أشخاص يعانون مثلها أو أكثر منها. أناس كثر ارتكبوا أخطاء بأنفسهم فدفعت أقدارهم الثمن بعدها..

أرادت أن تفضفض، أن تحكي مشكلتها للآخرين حتى يستفيدوا من هفواتها، فحملت هاتفها وركبت الرقم السهل الذي حفظته للبرنامج الاذاعي. وبعد محاولة واثنتين، فوجئت بالمذيع اللبق يرحب بها: مرحبا بك على أمواج اذاعة البسمة.. عرفينا بنفسك وأخبارك...ابتسمت، لأول مرة ستفتح قلبها بعد وفاة حبيب قلبها: اسمي دُرة، وسأخبركم عن قصة الحب والخطيئة والألم والخسارة، سأقص عليكم حكاية درة .

يـتـبـع

هامش: حكاية درة تنشر أيضا على صفحة المدونة في الفايس بوك، كل الأجزاء تجدونها هــنــا

حـكـايـة دُرَّة - الجزئين الثالث والرابع




قصة واقعية

الجزء الثالث
من كان منكم بلا خطيئة، فليرمها بحجر

سليم، أريد رؤيتك الآن...في أسرع وقت ممكن
كانت كلماتها ترن في مسامعه، نبرتها بدت مختلفة هاته المرة، أنزلت الرعب على قلبه الشاب. لم يعرف أبدا سبب ذلك الاحساس الذي شعر به في صوت درة وهي تحدثه، ولم يعرف كذلك كم من الوقت مضى وهو ينتظرها على أحر من الجمر في مكان لقائهما المعتاد.

أقبلت مسرعة، عيناها ذابلتان كأنهما لم تعرفا النوم منذ أيام، لم تستطع خصلات شعرها الرائع أن تخفي حزن العينين الواضح. سألها عن سبب مكالمتها المقلقة، فما كان منها إلا أن انهارت باكية أمامه:
سليم....أنا حامل
ما...ماذا..؟ كيف...؟
حامل...من يوم عيد الميلاد

صمتا معا، أحس بأن الأرض تدور به، ولم يستطع أن ينطق بعدها بكلمة...شعرت هي بصدمته، تماما مثل احساسها يوم صدمت بالخبر.وبعد دقائق طويلة، استجمع أنفاسه على صوت بكائها الذي لم ينقطع، مسح دمعتها بيديه قائلا : سنتزوج إذن..
ماذا..؟ والدَيَّ...والديك..
سنتزوج مهما كانت الظروف

هو وهي كانا يعلمان بأن زواجهما لن يكون سهلا على والديهما، فرغم المعرفة التامة للجميع بعلاقتهما، إلا أن الزواج في هذا الوقت كان أمرا غير وارد في وسطهما العائلي..لذا، فذكر الموضوع سيكون عصيبا على سليم وهو لم يتم دراسته بعد، وعلى درة التي لن يرغب والداها أبدا بتزويجها بهاته السرعة.

ودعا بعضهما على أمل معرفة الجديد مساء، حضنها بقوة ماسحا دمعتها مجددا: لا تخافي... ان شاء الله خير
توجه سليم بعدها مباشرة لمنزله كي يخبر والديه برغبته بالزواج من درة، ووضعت هي يديها على بطنها، أمام فيلا الدرة، كانت تعلم تماما أن ليلة عصيبة تنتظرها بعد أن يعلم والديها بقرار زواجها من سليم.

_______________________________

 الجزءالرابع
وحدهم الصغار من يدفعون ثمن أخطاء الكبار

بقيت الكلمات الجارحة لوالدي سليم ترن في مسامعه، وهو يتذكر تفاصيل نقاشه الساخن معهما، بعد أن أخبرهما برغبته بالزواج من درة، فكان رفضهما واضحا: لم يتقبلا أبدا أن يتزوج ابنهما في هاته السن، وهو لم يتـم بعد دراسته ولا يستطيع حتى أن يتكفل بكل مستلزماته اليومية.
ولم يستسيغا أبدا  أن يربط مصيره بدرة، الزوجة التي اختارها ابنهما المفضل، كيف استطاعت تلك الفتاة المتحررة في نظرهما، أن تجبر ابنهما على الزواج منها، وهما اللذان اعتبراها مجرد نزوة عادية وصديقة ممتعة ستنتهي صلاحيتها بانتهاء مراهقة الأبناء.

ووالدي درة أيضا لم يستسيغا الأمر، فقد حلما أن يكون لابنتهما الوحيدة زوج من أغنياء البلد، يسير شركة أو مشروعا ما، رجل يعرف كيف يواجه الزمن بصلابته، وليس مجرد مراهق لا يعرف من الدنيا سوى الحفلات الماجنة ولعب التنس في النادي لجذب اهتمام الفتيات.. بالنسبة لهما، كان سليم مجرد صديق حميم لا أكثر، ولم يتصورا أبدا أن ابنتهما ستكون زوجة له في يوم من الأيام.

ولم يكن في يد العاشقين سليم ودرة، إلا أن يقررا قول الحقيقة لوالديهما، فجمعا الأسرتين معا، وفجرا القنبلة..أخبرا الجميع كيف كانا يعشقان بعضهما،كيف كان شغب سليم يعيد الحياة لقلب درة وكيف كان جمال درة وحنانها يحيي الأمل في روح سليم.
أخبراهم أنهما لم يعتبرا علاقتهما أبدا مجرد نزوة، بل كانا يعيشان روحا في جسدين، يفكران معا ويحلمان معا، وكيف لعب القدر بعواطفهما، فكانت النتيجة جنين برئ لا ذنب له سوى أنه ابن سليم ودرة.

تفاجأ الآباء بالأمر، وبدأت مشاداة كلامية بينهم، وسقطت كل أقنعة النفاق التي وضعت منذ سنين طويلة بين العائلتين، فجملت الأسرتين حتى صار أفرادهما أقرب من العائلة.
واستسلمت أسرة سليم في نهاية المطاف خوفا من الفضيحة، فقبلت على مضض درة عروسا لها. بينما لم تستسغ والدة درة الأمر، وأقسمت أنها لم تنجب في حياتها بنتا، وأكدت أن يوم عقد القران سيكون آخر مرة ترى فيها درة، بعد أن قررت السفر بلا عودة رفقة زوجها خارج الوطن، هربا من العار الذي اعتقدا انه سيلاحقهم.

ووقفت درة وسليم أمام القاضي، ووقعا عقد القران بينهما، ووضعت درة يدها على بطنها، أحست بنبضات ذاك الصغير، الذي يعلم ألا أحد فكر في مصلحته، فبراءته لم تشفع له أمام أجداده وجداته، ولم يجد حنانا في هاته الدنيا إلا من يدينِ تشابكتا أمام ناظريه، لتقسما أنه سيعيش ويحيا رغم كل شيء..


يـتـبـع
هامش: حكاية درة تنشر أيضا على صفحة المدونة في الفايس بوك، كل الأجزاء تجدونها هــنــا

حـكـايـة دُرَّة - الجزئين الأول والثاني



قصة واقعية

الجزء الأول
أخطاؤنا، نصنعها بأيدينا...وأقدارنا هي التي تدفع الثمن

وقفت أمام المرآة تزين نفسها، أحست أن الابتسامة لا تفارقها، فلم تكن تفكر إلا في اللحظة التي سترى فيها حبيب القلب، لتقدم له هدية ميلاده المتواضعة وتمضي برفقته مع الأصدقاء، أمسية رائعة احتفالا بعيد ميلاده ..جمّلتْ نفسها بألوان خفيفة قبل أن تلبس فستانها البني الأنيق، وترش عطرها الباريسي المفضل، ليزيد جمالُها جمالا ويطيب ريحها العذب أكثر.

كانت جميلة رائعة، بملامح شرقية فريدة وروح عصرية أضفت على جمالها روعة.. وحيدة أسرتها الميسورة ومدللة العائلة، سماها جدها " دُرَّة "، فقد كانت الجوهرة التي أفرحت الجميع بقدومها منذ عشرين سنة، فكانت  مطالبها ورغباتها تستجاب دوما من الجميع، ودلالها محبوب من كل الذين يسكنون" فيلا الدرة".

وضعت وشاحها فوق الكتفين العاريين وقبلت جبين والدتها مبتسمة، قبل أن تذكرها بأن السهرة ستكون طويلة الليلة في منزل "سليم"، وبأنها سوف تتأخر، وربما ستعود في ساعات الصبح الأولى معه برفقة باقي الأصدقاء... ابتسمت الأم، حاملة بين يديها احدى المجلات النسائية الشهيرة، وأوصتها بأن تبلغ تحياتها لسليم وأن تقضي أوقاتا طيبة في حفل عيده.

لم يكن سليم بغريب عن عائلة درة، فالكل يعلم أنه صديقها المقرب ظاهريا وحبيبها السري، ولم يستطع أحد أن يرفض هاته العلاقة، ففي عائلات مثل عائلتي درة وسليم، أمر بسيط جدا أن تكون هناك علاقة حب بين الأبناء، مادام الأمر معلنا للجميع ولا يتعدى الخروج الثنائي والسهرات اليومية في نوادي الترفيه التي تزورها عائلات الأعيان، أو حتى السفر في رحلات منظمة بعيدا عن المدينة. لذا فقد كان تواجد درة في منزل سليم، أو العكس، بل حتى تأخر أحدهما عند الآخر، أمرا طبيعيا، لا يسبب أي مشكل أو حرج لوالدي الاثنين.

كانت أول الواصلين للحفلة، وجدته يضع آخر اللمسات على حلوى عيده الكبيرة، استقبلها بقبلة صغيرة حارة قبل أن تزيل الوشاح عن كتفها، ويضع هو قبلة أخرى أكثر حرارة على كتفها الناعم... رآها ملاكا في تلك الليلة، فقد ظهر له منها تميز لم يلمحه سابقا..
ابتسمت بذكاء قبل أن تقدم له الهدية الصغيرة، فتحها ليفاجئ بالساعة الذهبية التي لطالما تمناها. قالت له ضاحكة: حتى لا تنسى أني أحبك في جميع الأوقات...
نظر إليها بشغف، قبل أن تضع هي قبلة طويلة حارة على شفته، قاطعها رنين جرس الباب الذي أعلن قدوم أفواج الضيوف الشباب لحفلة عيد ميلاد سليم الساهرة..

_______________________________

 الجزءالثاني
الحب جميل، يتحدى كل شيء... أما الزواج، فأول الصعاب تستطيع أن تقضي عليه

سنة حلوة يا جميل
سنة حلوة يا جميل
سنة حلوة يا سلييم
سنة حلوة يا جميل
happy birthday to you
happy birthday to Salim
happy birthday to youuuuuuuu
انتهت ترنيمة الميلاد بأصوات الشباب أصدقاء سليم، وبدأت أنغام الموسيقى الصاخبة تجتاح المكان. تصفيق حار وهتاف هنا وهناك، جعل والدي سليم ينصرفان في صمت ليتركا المكان للشباب الصغار من أجل الاحتفال.

ارتسمت الفرحة على وجوه الحاضرين، وهم يمازحون بعضهم. توالت الهمسات والابتسامات بين الجميع احتفالا باليوم السعيد. وعلى أنغام موسيقى سيلين ديون، تفرق الحشد لثنائيات صغيرة وأمسك كل واحد من الحاضرين بيدي صديقته التي ترافقه، لتبدأ الرقصة الرومانسية الهادئة.

 توسط سليم ودرة صفوف الراقصين، كانا نجمي الحفلة بدون استثناء. نظر إليها بعينين مشتاقتين، فابتسمت له، قبل أن تضع رأسها الصغير فوق كتفيه، لتحس بنبضات قلبه المتسارعة تنطق باسمها مع كل حركة.

همس في أذنها الناعمة: أحبك، فضحكت. أخبرها أنه يرغب في الابتعاد معها ولو للحظات عن الصخب، والاستمتاع بسكينة وجودهما معا، فقط هما معا يجمعهما الحب الكبير.
تسللا خفية إلى غرفة نومه، جلسا معا، حاول تقبيلها فراوغته بدلع، قبل أن يلحقها بسرعة. ابتسمت لما أحاط خصرها بيديه الدافئتين، فأحست بجسدها المغروم يذوب رويدا رويدا بين أحضانه.

يـتـبـع

هامش: حكاية درة تنشر أيضا على صفحة المدونة في الفايس بوك، كل الأجزاء تجدونها هــنــا


أنـا وأشرف




قصتي مع أشرف، بدأت منذ حوالي سبع سنوات، أي قبل أربعة أعوام طوال من أول مرة رآني فيها مباشرة. بالنسبة لي، وقبل أن نلتقي، كان أشرف حلما يراودني طوال تلك السنين، كل صباح خلال مسيري للجامعة، فأضحك لما أراه بين أصدقائه، فأتابع  حركاته وسكناته، ويتوقف قلبي مع توقفاته.

و أشرف شاب رشيق جدا، كان الوحيد الذي استقبله والدي بالترحاب والسرور، وابتسم أخي الكبير لحظة لقائه، وبعد ذلك قدماه لي، فخفق قلبي بشدة عند رؤيته، فأخيرا بعد كل سنين الاشتياق، يحصل بيننا أول لقاء.

بعد ذلك، صار أشرف صديق عائلتي الصغيرة، وصارت أمي تسمح لي بالخروج برفقته كل يوم، لتودعنا كل صباح بابتسامة حنونة، وتدعو الله أن ينير طريقنا...كان هو الوحيد الذي تستأمنه والدتي علي، ولا تخشى أبدا من أي شيء، فقط حينما أكون معه..وفي أحيان كثيرة، ترافقنا أيضا في المسير، فنضحك ثلاثتنا ونتكلم مع بعضنا.

مغامراتي مع أشرف، لا تعد ولا تحصى: هو أول من استمع بصبر لبشاعة صوتي، فصمت وتحمل معاناة الاستماع، وأحيانا كان يواسي نفسه ، فيرقص معي على أنغام أغنية ( كان يا مكان) للموسيقار الدكالي.. وهو أيضا أول من استمع لزجلي البدائي، فتحمس وأنصت باهتمام، وانتقد لحظة بلحظة كل كلماتي، لأعيد مع ملاحظاته الارتجال مرة ومرتين ومرات.
ولا أنسى أبدا فضله علي لما علمني رويدا رويدا بعض الأدعية، واستذكرت معه كل السور القرآنية التي تناسيتها مع الماضي من السنين.
وكم تحمل أشرف لحظات غضبي وعصبيتي، فكان يصمت أحيانا، ويعاتبني أحيانا أخرى، وإذا ما بالغت فإنه يعاقبني فيرفض الاستمرار في مرافقتي..

وأتذكر جيدا، كيف وقفنا معا في إحدى المرات، والابتسامة تعلو محيانا، بين يدي رجال الشرطة، وكيف وقعنا مرة أخرى، في أحد حفر شوارع المدينة الحمراء، فكان سقوطنا مضحكا لي ومؤلما له ومحزنا لكل الناس الذين اجتمعوا حولنا..

وحين يمرض أشرف، فإني أفقد نكهة الحياة الجميلة، فأمرض أنا أيضا لمرضه، ليراني الآخرون غاضبة طول الوقت، وكل حديثي عن أشرفي وكيف أستطيع علاجه، لأن ذاكرتي حينها لا تحمل إلا صورته وهو يَـكُـحُّ، أو وهو غير قادر على السير والوقوف، فأحكي هَـمَّ مرضه لكل من يعرفنا، ليساعدني بعدها الكل في تخطي المصيبة التي ألمت بنا.

أشرف جزء من ذكرياتي، وقصة عظيمة في حياتي، أحيانا يكون مصدر آهاتي ومعاناتي، وأحيانا كثيرة يدخل البهجة والسرور في ذاتي..لا أعرف ان كانت علاقتي به ستستمر أكثر، لكني متأكدة، أني لن أنساه ما حييت، فهو سيبقى دوما أول وأفضل دراجة نارية حصلت عليها في حياتي.


حكاية فتاة



قصص واقعية لفتيات من هذا الزمن

أرادتْ أن تجعل الاحتفال بذكرى زواجهما الأولى، مناسبة لا تُنْسى لكِلَيْهما، رغِبتْ بأن يُحس بنفس السعادة التي شَعَر بها منذ عام مضى، بنفس المتعة واللذة الكبيرة في أَول ليلة لهما معا داخل أجمل قفص ذهبي عرفته.

فكَّرتْ كثيرا في أجمل هدية تُقدمها له، فقرَّرت أن تعيد التجربة الفريدة مرة أخرى، لتُفَاجِئ شريك حياتها بمتعة ذكرياته القديمة.

نفَّذت الخطة، واقْتَنَت بكارة صناعية، ولم يخب ظنها أبدا، حينما رأت استغرابا كبيرا في عينَي شريك حياتها، صَعقتْه المفاجأة فتوقف لحظات عن الكلام. صمتَتْ معه مبتسمة قبل أن ينطق لسانه بكلماتِ نار أحرقَت فؤادها : أنتِ طالق
كان على يقين تام، بأن احساسه منذ سنة كان خادعا تماما مثلما يحس الآن.


من أجل الأطلس


السلام عليكم
مع بداية شهر شتنبر، بدأت حملة للتبرع بالملابس والأغذية والكتب واللعب من أجل اعادة البسمة والدفء لسكان الأطلس. والتفاصيل تجدونها هنا و هنا  

ولحد الساعة، توصل الشباب المسؤولون عن الحملة، بكميات لا بأس بها من التبرعات ( ملابس لمختلف الفئات والأعمار) واقترح العديد 
من الاخوة الكرماء الأفاضل التبرع بمواد غدائية أو بنقود من أجل شراء بعض المستلزمات الأساسية.

نحمد الله الكريم ، على كرم وسخاء أهل المغرب الطيبين، ومازالت الحملة مستمرة باذن الله في كل المدن المغربية. ولتسهيل الأمور والاتصال من أجل التبرعات، هناك سفراء للحملة في العديد من المناطق، مهمتهم الأساسية المساعدة في جمع التبرعات من أجل ايصالها  فيما بعد لكل من يهمهم الأمر من سكان الأطلس المغربي، وخصوصا أهالي قرى مدينة  الخنيفرة

وهذا جدول بأسماء الأعضاء المكلفين بجمع التبرعات في بعض المدن المغربية

الاتصال
الاسم
الـمـديـنـة
0678967253
نبيل
ميدلت
0611411300
عبد الحميد
سلا
0666181949
محمد أبو إيمان
الدار البيضاء
0640243179
محمد

0674193419
سعيد

0674186907
عبد الصمد

0674821301
ياسين

0677329377
محمد الخطابي
تطوان
0641137291
عماد
تمارة
0666893874
محمد جوبا
أكادير ومدن الصحراء المغربية
fly2way@hotmail.com
فدوى وسمية
طنجة
0666219072
مصطفى
مراكش واليوسفية
0672075572
جمال
مكناس
0661462368
يونس
تـازة

تفاصيل جديدة وبرنامج حملة لنزرع الدفء في الأطلس، تجدونها هنا 
مجموعة الحملة على الفايس بوك: هنا


لمن أراد مزيدا من المعلومات عن طريقة المشاركة في هاته الحملة المباركة, المرجو مراسلة المدون قلم ثائر 
moslim.marocain@gmail.com


ولا تنسوا أبدا أن  (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا). صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم