هل جربت يوما..

هل جربت يوما أن يفتح الباب عنوة أمامك، ويجري اشخاص يلتحفون السواد تجاهك، يجرون سريرا بصرير يثقب الآذان.. وينظرون إليك بسؤال الحيرة والترقب، يسألونك في صمت العيون: ما مصير الشخص الذي يحملون؟
هل جربت أن تتحسس عنق انسان بارد، فلا تحس بنبضه؟.. ثم تلمس ثنايا الورك فلا تشعر بشيء.. تستعمل مسماعا باردا لينصت بصمت للقلب المتألم، فتحس به يقاوم التوقف أيضا بصمت..

هل جربت يوما أن تفتح العين المغمضة لتلمح حدقتها؟ أن تحرك الضوء تجاهها وتطفئه لتتأكد من جمودها واتساعها؟؟

هل جربت يوما أن تضرب بأقصى قبضتك قلب رجل، وأن تضغط بأقصى جهدك على صدره حتى تحس تكسر أضلعه؟
هل جربت ادعاء اللامبالاة أمام العظام المتكسرة، لتواصل الضغط بقوة.. تنقل حواسك بين عينيه ويديه وصدره، تحبس أنفاسك للحظات لتتأكد فيها أنه يتنفس.. فلا يتنفس.. وتستمر أنت في الضغط وتكسير الأضلع؟؟

هل جربت يوما كيف تتقاسم الأدرينالين مع شخص لا تعرفه؟؟ ترفعه في جسدك عن غير قصد وتضخه في جسده مرة ومرات رغبة في ايقاظه.. فلا تستطيع..؟

هل جربت يوما أن تفصل بين شخصين يصارعان الموت، فتقرر أيهما ستنقذ وأيهما ستتركه يسلم في هدوء روحه لبارئها؟؟

ان فعلت كل ذلك يوما، ومازلت حيا.. فاعلم أنك انسان..
وان لم تفعله يوما.. فلا تحاسبني على انسانيتي..
فأنا أفعله كل يوم..
وأحاول كل يوم... ألا أموت بموتهم...
وأبقى.. انسانا..

مصدر الصورة