هنا وهناك

هنا..
صنعنا مسرحية بطلها أشخاص تحملوا مسؤولية. قلنا لهم نحن السند، وفي أول منعطف نهشنا لحومهم حتى العظم. من قال إن القوافل تستطيع السير بسهولة إذا ما استمر نباح الكلاب؟؟؟!!!

هناك..
يجعلون الفايسبوك أسهما تنخفض. يشهرون المجانية ويطلبون منا مقابل الأفكار. طبعا فهي من قدمت التغيير الذي نادى به رئيسهم وجسدناه نحن على أرض واقع نفخ جيوبهم ورخص أصواتنا. متى يبدأ موسم الهجرة؟؟؟!!!

هنا..
شباب يحترف الذكاء في الغباء، ويصنع مستقبلا مبني على قش أساسه الغش. نعلق شماعة نذالتنا على نظام "بابوبي" فاشل سنزين نعشه الفاشل إذا ما صدقنا بأن الغاية تبرر الوسيلة..

هناك..
شكرا للحبيب وزين، فقد صنعوا شعبا رائعا عرف كيف يثور ويطرد ويختار ويقرر ويحترم ويتحمل مسؤولية قراراته. أخبروني متى تبدأ الانتخابات الليبية؟؟

هنا..
أنصت باهتمام لتعامل القمر والليف.. أعتقد أحيانا أنه يجب أن نُتفِّه الأشياء حتى يفهمها الناس.
هناك..
تركت ذكرياتي وابتساماتي.. هل سأعود يوما.. هل سيعودون يوما.. كل شيء ممكن ..

رسائل عن التحرش الجنسي (10)

تخفي كل واحدة من بنات حواء في داخلها حكاية عاشتها بتفاصيل معينة، كان بطلها "ذكر" متحرش ( أو أنثى أحيانا)، وكانت هي الضحية التي لم تستطع مقاومة هذا التحرش أو حتى الحديث عنه ومواجهته.
وقد يخفي بعض الرجال (أو ربما يبوحون بذلك)، تفاصيلا عن قصص عاشوها عن متحرشين جنسيا أو كانوا هم أبطالها.

لكل من تريد الحديث عن حكايتها مع المتحرشين، ولكل من يريد البوح بتعرضه للتحرش الجنسي، المرجو مراسلتي على البريد الالكتروني التالي: marrokia2000@yahoo.fr
 

الرسالة العاشرة:

قصة غريبة هاته التي سأحكيها، فلا المتحرِّش كان ظالما ولا المتحرَّش بها كانت مظلومة. لم أعرف جديتها من عدمه ولا صدقها من عدمه، لكني قررت مشاركتكم إياها لأنها جزء من واقع وقد يشهد أحداثها أي واحد في هذا العالم الغريب.
الحكاية بسيطة جدا: فتاة شابة تعاني من التهاب اللوزتين، قررت زيارة طبيب من أجل تلقي العلاج. كان الطبيب شابا حديث التخرج، أقفل الباب وعاين المريضة ومنحها وصفة الدواء. بعد أن همت بالخروج طلب منها بكل أدب قبل أن تخرج, وبعد أن فتح حزام بنطلونه، أن تقوم بتدليك ظهره (massage)، حاولت التهرب بشتى الطرق ( ولا أعرف ما هي هاته الطرق)، لكن مع إصراره اضطرت أن تقوم بدور المدلكة للطبيب الشاب.. طبعا لم ينتهي الأمر عند هذا الحد، فالعملية قد رافقتها العديد من التلميحات والإيحاءات والكلام المعسول في مقابل صمت تام للمريضة.

ولكم حرية التعليق..

أرْزٌ وفيروز



ساقتني الأقدار في تلك الأيام إلى مغامرة جميلة، وكان ذلك الوطن الرائع أول بلد عربي أزوره خارج مغربي، فقضيت فيه أربعة أيام من السعادة والمتعة، كما اكتشفت فيه جانبا جديدا من أصدقاء شاركوني الرحلة الفريدة.
ليل العاصمة كان مختلفا، صمت كبير ومحلات مقفلة. تزامنت زيارتنا مع نهاية الأسبوع ومع حظر تجول يبدأ من الخامسة في أهم منطقة تجارية وسياحية وسط العاصمة، بسبب موضة الاضطرابات السياسية التي تجتاح عالمنا العربي. لكننا سرقنا لحظات قليلة بعد منتصف الليل لنزور بحرا صافيا هادئا، امتد برونقه الجميل بين جبال عالية، جعلت المنظر رائعا ومميزا وجعلتنا نقاوم غصبا عنا، رغبة في الارتماء بين أحضان الأمواج الهادئة.
هو بلد صغير بامكانيات كبيرة وواقع أفضل بكثير مما يصل إلى مسامعنا من أحكام مسبقة عنه. اختلاف أحياء عاصمته بين التي تضم عمارات شامخة ومذهلة تجاورها منازل صغيرة عادية، جعلني أتذكر مدينة الدار البيضاء والتي يعرفها أبناء هذا البلد فقط باسم ( كازابلانكا).
ذهلت كثيرا من السرعة المفرطة التي يسير بها السائقون بين الطرق الجبلية هناك، ومعها الغياب الشبه تام لإشارات وشرطة المرور، فقط لاحظنا وجود بعض عناصر الجيش يقفون أحيانا لتنظيم السير في بعض المناطق المزدحمة. وبالمقابل ولحسن الحظ، فالناس هناك يحترمون الأسبقية في مرورهم، ولا يطلقون كلاكسوناتهم الا نادرا مما جعل عدد حوادث السير قليلا جدا مقارنة بالدول التي تحطم أرقاما قياسية في ضحايا حرب الطرق.
لم نتمكن للأسف من زيارة الأماكن الأثرية والعجائب الطبيعية في هذا البلد الجميل، لكن رأينا ما هو أروع. فأجمل شيء في أي وطن هم ناسه. عشنا في حي بأغلبية مسيحية، رأينا طيبة الناس هناك وانفتاحهم وكرمهم الكبير وسعادتهم بوجودنا بينهم. روح النكتة كانت ترافقهم فتآلفت قلوبنا المراكشية معهم. تلقائيتهم جعلتنا نتصرف بتلقائية أكبر.
 لطالما أعجبت بهذا البلد الذي يضم عددا كبيرا من الطوائف المختلفة، أزيد من 30 طائفة ( منها 18 معترف بها رسميا) تعيش في مساحة صغيرة لا تتجاوز المسافة بين شمالها وجنوبها ال 250 كلم. لكنهم استطاعوا بعد أن ملوا الصراعات الأهلية، أن يحييوا متسامحين متعايشين، يحاولون الاتحاد مع بعضهم. ولا يفزع بالهم إلا الخوف من جيران يحيطونهم، وقد يتسببون في أي لحظة بتشتيت شملهم وتكسير وحدتهم.
لن أسرد تفاصيل كثيرة، ولن أضيف كلمات تجعلني لا أستطيع أن أوفي هذا البلد حقه من الروعة والتميز..فبالي يحب الاحتفاظ والتلذذ بذكريات جميلة رائعة لن أنساها ما حييت، قضيتها في بلاد الأرز الجميلة..
شكرا لبنان على كل شيء..

                                 

مصدر الصورة: هنا