لماذا أدون؟


تسألني السيدة الطيبة لماذا أدون؟ فأجد نفسي عاجزة عن الإجابة. صدقوني لم أفكر أبدا أن أسأل نفسي هذا السؤال يوما ما، فأنا مجرد مغربية تدون لتدون.
لكن الآن، دعوني أعصر ما تبقى من خلايا دماغي قليلا، وأهمس بداخلي هذا السؤال الصعب: لماذا أدون؟

دخلت التدوين لأن أختي كانت لها مدونة، تكتب فيها خواطرها وأشعارها وأفكارها، فأحببت أيضا أن يكون لي مدونة مثلها، أسجل  فيها كل ما يجول بخاطري، وأصنع لنفسي عالما أتحدث فيه عن كل ما قد يجعلني أفكر وأكتب.
هكذا كانت البداية، فلماذا إذن استمريت في التدوين لأكثر من أربع سنوات، وجل الذين جعلوني أحب هذا العالم، قد غادروه ؟ لماذا أعتبر مدونتي ابنتي الصغيرة التي أخاف عليها من كل شيء، وأعود بين صفحاتها لأبحث عن نفسي التي كتبت في كل حالاتها فصلا من العبارات، فتحضن كلماتها أحزاني؟؟؟
لمن ولماذا أدون؟

أدون لأجل سناء، فرأسها الصغير قد ضاق ذرعا بتلك الأفكار التي ظلت حبيسته طيلة سنين طوال، وهي تحس بأن الوقت قد حان لتنفض الغبار عن آرائها وتشارك بها الآخرين في عالم خُلِقَ لها وللآخرين.

أدون من أجل المغرب، الأم التي لا نحبها لأنها أجمل نساء الدنيا، بل نهواها لأنها أمنا وهذا يكفينا. ويكفيني فخرا بأن أكون بوطني مغربية.

أدون من أجل التغيير الذي أؤمن به، تغيير ينبع من الذات أولا وقبل كل شيء، بشعار أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. وكما غيرني التدوين، تمنيتُ أن تصل بعض كلماتي لقلوب تحس بها، من هنا يبدأ التغيير في نظري.

أدون من أجل حواء، لأني واحدة من بناتها. من أجل كل النساء اللواتي أراهن أو أسمع حكاياتهن يوما بعد آخر، وهن يواجهن ظلم وجهل وقمع الآخرين.... وأنفسهن.

أدون من أجل النقطة البيضاء، تلك التي تجعلني أتقبل المحن بصدر أرحب، ففيها دوما قدَر نستطيع به أن نعيش أفضل، ونتغير للأفضل. وبالنقطة البيضاء نحييي فينا التفاؤل من أجل حاضر ومستقبل أفضل.

أدون من أجل كل الهاربين من التدوين، من جعلتهم الظروف يخذلون أقلامهم وقرائهم، فهجروا عالما ظنوه لن يرقى. لأقول لهم ما زال النصف المليء من الكأس أنقى، ومميزا دوما سيبقى. 

أدون من أجل كل الهاربين إلى التدوين، من أرادوا أن يعبروا عما يخالجهم من اهتمامات وابداعات. من أرادوا أن يثوروا على أقلامهم وأوهامهم، من أرادوا أن يوصلوا رسالاتهم. من أرادوا أن يدونوا فيغيروا في أنفسهم قبل أن يبحثوا عن التأثير بين الآخرين.

ومازلت أسأل نفسي، لماذا أدون؟

اليوم الثامن


8_mars

أكذب على نفسي كما يكذب الآخرون علي، إذا ما قلتُ أو قالوا بأن المرأة ينبغي أن تعامل مثل الرجل، لأنه وبكل بساطة وحسب تعريف قائدة الثورة المبجل: المرأة أنثى والرجل ذكر، وكل ذي مخيخ يعرف الفرق بين الذكور والإناث.

ولأنك أنثى، لا تتوقعي أبدا أن تُقدَّرِي مثلما يقدَّرُ، أو تعاملي مثلما يُبَجل. فشهور حملك التسعة التي تمنين بها عليهم، وطلوع روحك لما تتمزق الأحشاء معلنة قدومهم للحياة، لن تشفع لك أبدا حتى تحصلي على العدل الذي تنشدينه.
أيتها المناضلة!!!!
أوقفي خطاباتك في ما تعتبرينه يومك السنوي، وإن استطعتِ الغيهِ بالمرة. ولا تطالبي بالمساواة في دنيا اللامساواة، فالمهندس ليس كالمهندسة، والممرض ليس كالممرضة، والمعلم ليس كالمعلمة، والخادم ليس كالخادمة والطالب ليس كالطالبة، وحتى المدون لم ولن يكون مثل المدوِّنة( بكسر الواو!!!).
 لا تفرحي بيوم سينمائي مجاني لأجلك، ولا بأيام أسبوعية تفتح فيها الحانات خصيصا لك. فقط عيشي دورك كما أنت، جميلة طموحة. حتى في أقصى حالات غضبها تنحني حُبَّا في الرجل حتى لا يحس بدناءة رجولته. كوني فقط امرأة تكتفي بظل ذكر عوض ظلال الحيطان.
لا تبحثي أبدا عن المساواة، واستجدي العدل إن وجدته. ابحثي عنه في ذاتك ولا تطمعي إلا في راحة بال تكتفين بها. وكفاكِ هتافات ونداءات ساخرة... فالمرأة مرأة والرجل رجل.