بين الحياة والموت


بين الحياة والموت،
وجدت نفسي أقف حائرة في لحظة تحدث الفارق عند بني البشر: لحظة تشتم فيها رئته عبق الهواء العليل، ويضخ قلبه دماء حمراء تروي جسده العطشان. وبعدها في رمشة عين أو ربما أقل، يحدث الموت. فتتوقف الرئتان عن امتصاص الهواء ويتوقف القلب عن تزويد الجسم بما يروي عطشه. ثم ترحل الروح لبارئها، ويقول الحاضرون: إنا لله وإنا إليه راجعون.. أو ربما قد ينسون....
بين الحياة والموت، وجدت أشخاصا يعطون لأنفسهم الحق في منح الحياة أو سلبها من الآخرين.. يقررون متى سيتوقفون عن دعم الحياة أو يقررون متى سيوقفونها للأبد. وجدت أناسا تعودت ضمائرهم ألا تحس بآهات الآخرين، فعودوها على إنهاء حياة أخرى بين عشية وضحاها، بذكرياتها وأحلامها، بنزواتها وآهاتها. مجرمون قرروا أن فلانا سيموت لأنه لا يناسب هواهم، وأن علان سوف يقتل أيضا فهواه لا يناسبهم. فقط يريدون أن يصنعوا الفرق في تلك اللحظات، بين الحياة والموت...
وآخرون جعلوا قدسية الحياة بين أيديهم، فاحترموها، أو لم يفعلوا. فتعودهم على لحظات الموت وخبرتهم في التكهن بما بعد الحياة المتوفاة، جعلتهم يعطون لأنفسهم الحق في إسداء الأوامر للآخرين: هذا سيعيش.. ذاك لن يحيا...
وبين الحياة والموت، أشخاص عاشوا الحياة بلذاتها الجميلة، فحسبوا أنهم فيها خالدون. لم يستطيعوا أبدا أن يتصوروا أنه في أي لحظة، قد تصدمهم سيارة فتجعلهم يعانون بين الحياة والموت. أو قد يدفئون أنفسهم ليلا، ليجدوا أرواحهم صباح الغد تجول في آخرة ستحاسب فيها على ما قد عاشته في دنياها.
بين الحياة والموت، وجدت نفسي حائرة : أَ أُقدر نعمة الحياة التي أنا فيها؟ أَأَستعد فيها لممات سيجعلني بين يدي خالقي، فأجد نفسي خجلة ربما مما اقترفت يداي؟؟
دنياي التي أعيشها مجرد لحظة بسيطة بين آذان بدون صلاة وصلاة بدون آذان، بين ابتسامة من القلب ودمعة تعبر عن البسمة. هي مجرد وقت محدود جدا جدا جدا، بين الحياة والموت.
فهل أنا حقا الآن بين الحياة والموت؟؟؟

مصدر الصورة

15 تعليق على "بين الحياة والموت"

  1. غير معرف يقول :

    samia :كلنا كذلك عزيزتي , بين الحياة والموت , اللهم نسألأك حسن الخاتمة , سلمت يمينك ياسناء رائعة كعادتك

    قوس قزح يقول :

    بعيد الشر عنك يا سناء
    ان شاء الله تعيشتين الى أن تصبحين طاعنة فى السن ( كركوبه ) طبعاً كلنا بين يدى الله ..
    هؤلاء من ينهون حياة إنسان بأشارة سوف يجيء لهم يوم تنهى حياتهم بنفص المصير ..
    ونحن كلنا معرضون أن تتوقف آلاتنا فجأة فنصبح بين يدى الله ..
    مقال ممتاز فيه الكثير من العبر ..

    تحياتى

    القلب ينبض الرئة تعمل ادن انت على قيد الحياة شكري الله ...

    كلمات قاسية، لكن لا بد منها..
    كنت هنا، ورحلت في صمت

    وذكر... وإنها تذكرة..
    جزاك الله خيرا سناء

    ولاء يقول :

    جزاك الله كل خير

    كلامات فظيعه جدا

    بوسى يقول :

    جزاك الله كل خير

    لكم منى اجمل تحية

    goulha يقول :

    أنت الآن تعيشين الحياة بمعناها الحقيقي
    المهم عمل للدنيا كأنها لن تفنى
    وعمل للآخرة كعمل من يموت غدا
    لا إفراط ولا تفريط
    وسطية واعتدال
    استمتعت بما قرأت هاهنا
    تحيتي ومودتي
    بالتوفيق والسداد

    أمال يقول :

    اللهم أمتنا وأنت راض عنا، اللهم احسن خواتمنا يا رب
    اللهم اغفر دنوبنا وكفر عن سيئاتنا وتوفنا مع الابرار

    الله يجعل اخرتنا حسن من لول ديالنا ياا ربي امين

    رسائلك الكثيرة وصلت، أحب شيء لي في مدونتك هو طريقتك في نسج رسائل نبيلة جدا بين كلمات مشفرة على الناس السطحية، كلمات لا تقرؤها غير الأبصار المتنورة بنبراس البصيرة

    سعيدة بمتابعتك سنينة ديالنا، يا فخر المغربيات

    كنت هنا و قرأت المقال أكثر من مرة ,,, كالعادة

    سلام

    السلام عليكم
    أختي الكريمة / سناء
    الحياة قصيرة على ما فيها...و أنا أقرا هذه التدوينة تذكرت قول أحد العلماء لما سأل عن أفضل ما تعلم من قراءاته فقال : وجدت أن المعصية تذهب لذتها و تبقى شدتها أما الطاعة فتذهب شدتها و تبقى حلاوتها
    أشكرك جزيل الشكر على هذه اللفتة الطيبة...
    بارك الله فيك

    Sarah يقول :

    مقال رائع ...كل ما يخص أخبار الفن والثقافة http://www.marocpress.com/fan-wa-takafa

    سعودي كول يقول :

    جميل جدا
    تقبل مروري

    الموت وكما ذكرت أختي الكريمة موضوع يستدعي منا
    التفكير، بل وينتزع منا الوجوم للحظات تتفاوت
    بين هذا وذاك.
    أخبرني أحدهم صباحا أن البعض قد يسرق حليب الرضع لتوفير مدخول أكبر وقد يغش فيه..فصعقني الخبر وقلت: سبحان الله هذه الحياة والنفس الذي يصعد وينزل من صنع الخالق فكيف أسلب حقا لم أصنعه ولم ولن أخلقه؟
    تحياتي

    Elmoon mohamed يقول :

    تسلم الايادي

إرسال تعليق

مرحبا بكلماتكم الطيبة