بكارة للبيع... الجزء الأول



وقفت أمام المرآة تتأمل جمالها الفاتن وتحرك شعراتها اللامعة. قررت أنها تستحق الأفضل ولن تتخلى بسبب وضعها المادي عن أحلامها. ستدخل كلية الهندسة لتحصل الغنى في شبابها فتعوض به ما فقدته في طفولتها. لن تهتم أبدا بالوالد السكير الهارب ولا بذكرى الأم المتوفاة، ولا بالخال الذي يحسب الأيام التي يزوجها فيها حتى يرتاح من أمانة خانقة وضعت بين يديه.

قرأت عن الفكرة مرات عديدة، وعرفت مدى نجاحها في مجتمعات غريبة أصلا، لكن أن تكون هي السباقة للقيام بهاته الخطوة في بلد شرقي، أمر صعب تصوره أو تخيل كيف سيتقبله الآخرون. ثم إن كل صديقاتها صرن يقدمن شرفهن هدية  لكل ذكر يشعرون بحنان منه، ولطالما خبرتها الباقيات عن حلاوة التجربة وعدم أهميتها مستقبلا. وولقد راودها رجال افتتنوا بجمالها وطلبوا رضاها بتنازل بسيط منها كي تكون رفيقتهم, لكنها كانت تتردد دوما بسبب اهتمامها بدراستها ومستقبلها. وهاهي على بعد خطوات من تحقيق حلمها، فقط يجب أن تجمع مالا يكفيها لمصاريف عيشها وبداية حياة جديدة، بعيدا عن سيطرة خالها والنظرات القاتلة من أولاده المهووسين.

فتحت حاسوبها وأنشأت بسرعة حسابا في موقع للاعلانات. ترددت كثيرا في كتابة الكلمات المناسبة، لم تدر هل تستعمل عربيتها الفصيحة أو فرنسيتها المتقنة أو انجليزيتها المميزة كي تضع اعلانها. أرادت أن توصل رسالتها بكلمات قليلة:
فتاة جميلة تريد بيع عذريتها
يبدأ المزاد يوم الثلاثاء



يتبع..