حـكـايـة دُرَّة - الجزئين الأول والثاني



قصة واقعية

الجزء الأول
أخطاؤنا، نصنعها بأيدينا...وأقدارنا هي التي تدفع الثمن

وقفت أمام المرآة تزين نفسها، أحست أن الابتسامة لا تفارقها، فلم تكن تفكر إلا في اللحظة التي سترى فيها حبيب القلب، لتقدم له هدية ميلاده المتواضعة وتمضي برفقته مع الأصدقاء، أمسية رائعة احتفالا بعيد ميلاده ..جمّلتْ نفسها بألوان خفيفة قبل أن تلبس فستانها البني الأنيق، وترش عطرها الباريسي المفضل، ليزيد جمالُها جمالا ويطيب ريحها العذب أكثر.

كانت جميلة رائعة، بملامح شرقية فريدة وروح عصرية أضفت على جمالها روعة.. وحيدة أسرتها الميسورة ومدللة العائلة، سماها جدها " دُرَّة "، فقد كانت الجوهرة التي أفرحت الجميع بقدومها منذ عشرين سنة، فكانت  مطالبها ورغباتها تستجاب دوما من الجميع، ودلالها محبوب من كل الذين يسكنون" فيلا الدرة".

وضعت وشاحها فوق الكتفين العاريين وقبلت جبين والدتها مبتسمة، قبل أن تذكرها بأن السهرة ستكون طويلة الليلة في منزل "سليم"، وبأنها سوف تتأخر، وربما ستعود في ساعات الصبح الأولى معه برفقة باقي الأصدقاء... ابتسمت الأم، حاملة بين يديها احدى المجلات النسائية الشهيرة، وأوصتها بأن تبلغ تحياتها لسليم وأن تقضي أوقاتا طيبة في حفل عيده.

لم يكن سليم بغريب عن عائلة درة، فالكل يعلم أنه صديقها المقرب ظاهريا وحبيبها السري، ولم يستطع أحد أن يرفض هاته العلاقة، ففي عائلات مثل عائلتي درة وسليم، أمر بسيط جدا أن تكون هناك علاقة حب بين الأبناء، مادام الأمر معلنا للجميع ولا يتعدى الخروج الثنائي والسهرات اليومية في نوادي الترفيه التي تزورها عائلات الأعيان، أو حتى السفر في رحلات منظمة بعيدا عن المدينة. لذا فقد كان تواجد درة في منزل سليم، أو العكس، بل حتى تأخر أحدهما عند الآخر، أمرا طبيعيا، لا يسبب أي مشكل أو حرج لوالدي الاثنين.

كانت أول الواصلين للحفلة، وجدته يضع آخر اللمسات على حلوى عيده الكبيرة، استقبلها بقبلة صغيرة حارة قبل أن تزيل الوشاح عن كتفها، ويضع هو قبلة أخرى أكثر حرارة على كتفها الناعم... رآها ملاكا في تلك الليلة، فقد ظهر له منها تميز لم يلمحه سابقا..
ابتسمت بذكاء قبل أن تقدم له الهدية الصغيرة، فتحها ليفاجئ بالساعة الذهبية التي لطالما تمناها. قالت له ضاحكة: حتى لا تنسى أني أحبك في جميع الأوقات...
نظر إليها بشغف، قبل أن تضع هي قبلة طويلة حارة على شفته، قاطعها رنين جرس الباب الذي أعلن قدوم أفواج الضيوف الشباب لحفلة عيد ميلاد سليم الساهرة..

_______________________________

 الجزءالثاني
الحب جميل، يتحدى كل شيء... أما الزواج، فأول الصعاب تستطيع أن تقضي عليه

سنة حلوة يا جميل
سنة حلوة يا جميل
سنة حلوة يا سلييم
سنة حلوة يا جميل
happy birthday to you
happy birthday to Salim
happy birthday to youuuuuuuu
انتهت ترنيمة الميلاد بأصوات الشباب أصدقاء سليم، وبدأت أنغام الموسيقى الصاخبة تجتاح المكان. تصفيق حار وهتاف هنا وهناك، جعل والدي سليم ينصرفان في صمت ليتركا المكان للشباب الصغار من أجل الاحتفال.

ارتسمت الفرحة على وجوه الحاضرين، وهم يمازحون بعضهم. توالت الهمسات والابتسامات بين الجميع احتفالا باليوم السعيد. وعلى أنغام موسيقى سيلين ديون، تفرق الحشد لثنائيات صغيرة وأمسك كل واحد من الحاضرين بيدي صديقته التي ترافقه، لتبدأ الرقصة الرومانسية الهادئة.

 توسط سليم ودرة صفوف الراقصين، كانا نجمي الحفلة بدون استثناء. نظر إليها بعينين مشتاقتين، فابتسمت له، قبل أن تضع رأسها الصغير فوق كتفيه، لتحس بنبضات قلبه المتسارعة تنطق باسمها مع كل حركة.

همس في أذنها الناعمة: أحبك، فضحكت. أخبرها أنه يرغب في الابتعاد معها ولو للحظات عن الصخب، والاستمتاع بسكينة وجودهما معا، فقط هما معا يجمعهما الحب الكبير.
تسللا خفية إلى غرفة نومه، جلسا معا، حاول تقبيلها فراوغته بدلع، قبل أن يلحقها بسرعة. ابتسمت لما أحاط خصرها بيديه الدافئتين، فأحست بجسدها المغروم يذوب رويدا رويدا بين أحضانه.

يـتـبـع

هامش: حكاية درة تنشر أيضا على صفحة المدونة في الفايس بوك، كل الأجزاء تجدونها هــنــا


10 تعليق على "حـكـايـة دُرَّة - الجزئين الأول والثاني"

  1. عزيز يقول :

    بحال هاد لحوايج مكيخرجوج على خير باينة
    لكن بانتظار الجزء القادم

    سأتابع بقية الأحداث بشغف
    في الانتظار ..
    مبدعة سنينة

    سناء وصفك بارع
    وغير الله اخرج العاقبة على خير..

    راقتني تفاصيلك،
    متابعه لك هنا

    اعجبني السرد كثيرا
    بالمناسبة ذكرتني بداية هذه القصة بأغنية دانجورو للرابور الجزائري دابل كانون

    سلام

    متابع.. متابع.. متابع حتى النهاية

    مغربية يقول :

    @@ عزيز
    ممكن :)
    بانتظار باقي الاجزاء اذن

    @@ عبد الحميد
    مرحبا بك ضمن المتابعين :)

    @@ أبو حسام الدين
    عواقب هوما بزاف ماشي وحدة ههه
    شكرا عالمتابعة الطيبة

    مغربية يقول :

    @@ عبير أكوام
    مرحبا بك دوما

    @@ هيبو
    هممم
    سوف اسمع هاته الأغنية اذن لأرى وجه الشبه بين الاثنين
    سلامووو

    @@ خالد أبجيك
    مرحبا مرحبا مرحبا دوما

    تابعتها على الفايسبوك، وأنتظر البقية بشغف
    أحسنت يا مبدعة
    سلامي

    غير معرف يقول :

    wooooooooooooooooooooooooowwwwwwwwwwwwww ra2i3a jidan modhila wooooowwwwwwwwwwwwwwwwwwwwww meryem

إرسال تعليق

مرحبا بكلماتكم الطيبة