دِيرْ ايدِّيكْ... مرة أخرى

حكت لي صديقة عن مشاركتها في أحد فعاليات مبادرة دِيرْ ايدِّيكْ المنظمة من طرف شركة إنوي للاتصالات، فقالت:

" أخذني الحماس وحب العمل الجمعوي للمشاركة في مبادرة تقرع لها طبول الإعلام منذ شهور، ويشهر لها فنانون معروفون. فدونت اسمي مثل العديد من الشباب بنية المساعدة في عمل خير ربما سيجل في كتابي يوم الحساب.
كانت انطلاقتنا بعد تأخر دام ساعتين، أركبونا حافلة مكيفة منمقة بسائق أنيق. كان المشاركون معنا شباب لم يتجاوز جلهم سن العشرين، كل واحد منهم يخفي سببا لمشاركته في (دير ايديك) تحت غطاء العمل التطوعي. أدهشتني بعض التصرفات الصبيانية من بعض المتطوعين وصلت لحد المجون الفاضح، لكني لمت عيني وسوء نيتي، وعاتبت نفسي على كثرة الملاحظات في شباب يريدون عيش شبابهم.
وصلنا لمقر جمعية معينة، ووزعونا على فريقين للبستنة والصباغة، أحببت أن أتعلم فنون هاته الأخيرة فاندمجت مع الصباغين. لم يغفل عن عيني أن ألاحظ  أن الحيطان التي طلب منا إعادة صبغها كانت في حالة جد جيدة وأحسن من جدران بيتنا!! زاد استغرابي واستهجاني بعد أن رأيت أمورا عديدة تغضب كل عاشق للعمل التطوعي، فالأغطية التي وقفنا عليها حفاظا على الأرضية كانت جد مكلفة، و أدوات الصباغة اللازمة والإضافية كانت من النوع الرفيع الذي يباع في أرقى المراكز التجارية. مصاريف عديدة كانت تستعمل تحت غطاء العمل التطوعي، بينما كان هناك الكثيرون من المعوزين أو الجمعيات الفقيرة ممن يحتاجون حقا لمبالغ أقل منها.
أتممت صباغتي تحت أصوات موسيقى جد صاخبة، وشاب يتنطط ويدعو الناس للرقص وكأنهم قدموا ليهزوا أردافهم لا ليساعدوا الغير. لم يفته أبدا أن يطلق ترهاته اللفظية على الفتيات المشاركات هناك، واللواتي لم يسلمن من تحرش طالهن من مشاركين آخرين ومن منظمين وحتى من الصباغين الذين يفترض بهم أن يساعدوا الشباب في تأدية واجبهم.
لقد حاولت بمشاركتي في مبادرة دير ايديك، أن أعيش تجربة جديدة في عالم التطوع، أفيد بها الآخرين وأستفيد أنا أيضا، لكن الاستهتار الذي رأيته جعلني أعيد التفكير مئات المرات في أي خطوة أقوم بها في هذا المجال، مع شركات كبيرة تحاول تلميع اسمها على حساب آهات وآلام الناس البسطاء. "

هذا ما سمعته على لسان صديقتي، أما أنا فقد كان لي حماس سابق في المساهمة في هاته المبادرة، غير أن الظروف لم تساعدني في وقتها. هل سأخوض التجربة يوما ما؟؟ ربما نعم.. وربما...

14 تعليق على "دِيرْ ايدِّيكْ... مرة أخرى"

  1. عيش نهار تسمع خبار :)
    كنت هنا..

    محمد يقول :

    العمل الجمعوي بريئ من كل من يستغله لتلبية رغباته المكبوتة .. العمل الجمعوي مبدأ نبيل ..

    مؤسف فعلا ما حصل.
    على كل حال يختلف العمل وتختلف النوايا والمقاصد..

    غير معرف يقول :

    حشومة، العمل الجمعوي متاي تقلش. بحال الصدقة.
    عمركم شفتو شي واحد تايقول شحال عطا لشي مسكين...
    أودي خليوني ساكت... هذ دير الديك ضسرات، أو مبقاش الغرض عندها هو الخير و لكن حاجة أخرى....
    مزال تسمعوا... المكابيت عطى الله

    faroukfahmy58 يقول :

    مؤسف حقا ما حصل والاهم النوايا والعمل الجماعى برئ من كل ما يستغله لنحقيق رغباته الفرديه
    الفاروق الذى ينتظر زيارتك الكريمه

    أمال يقول :

    للأسف.. حتى العمل الخيري لوثوه وغيروا معانيه
    اللهم الطف بنا

    للأسف الشديد صار العمل التطوعي مطية لتحقيق مآرب أخرى
    ولن أقول أكثر مما ختمت به تدوينتك فباعتباري فاعلا جمعويا كنت افكر في الاتصال بالقيمين على هذه المبادرة كباقي المبادرات فجمعياتنا بالعالم القروي في حاجة لكل شيء ...لكن ما قرأته خيب ظني
    تحياتي

    ربما يجب أن تقتنعي بحكاية صديقتك حتى لا تلدغي بما تكرهين

    zikoniss يقول :


    يتطيع كل شخص القيام بأعمال تطوعية حرة، بدون أن يشارك في في هذه الأمور

    المغرب غارق في الفساد و اي شيء كانشوفوه تيكون عندو هدف آخر ، واش زعما الملك لما يفرق الحريرة و الأكل أو أدوات الدراسة على الأطفال راه مزيان و ملك عادل !!!! خاص عباد الله يفيقو و يعيقو شوية

    أنا لا أتق في هذه الشركة إنوي فكيف سأشارك معها في أعمال تطوعية ، هذا تناقظ ؟؟

    أكيد لن أشارك،

    naceryo يقول :

    متى كان يحسنون العمل التطوعي ..دعوا تلك الامور للغرب واهل الاحسان اما مانراه في تلك الحملة ماهي الا مظاهر برتوكولية

    ا لعاب يقول :



    لك خالص احترامي

    رائع جدا وجميل ديري



    لك خالص احترامي

    رائع جدا وجميل الموضوع وهام ومفيد بارك الله فيك بالتوفيق باذن الله …

    ألعاب يقول :



    لك خالص احترامي

    رائع جدا وجميل الموضوع وهام


    رائع جدا وجميل الموضوع وهام ومفيد بارك الله فيك بالتوفيق باذن الله …

إرسال تعليق

مرحبا بكلماتكم الطيبة