بصيص أمل

على هاته الأرض ما يستحق أن نكتب عنه، وبصيص أمل من أجمل الأشياء التي وقعت لي في حياتي وتستحق الكتابة عنها.. ولطالما خذلتني الكلمات كلما جربت الأمر، لكني أخيرا قررت أن أخط بقلبي كل ما أستطيع قوله عن أول وأروع جمعية انضممت لها: جمعية "بصيص أمل"...


 ندمت كثيرا على سنوات عديدة قضيتها في حياتي، وأنا أصدق شائعات عن جمعية أسسها بعض من طلبة كلية الطب في مدينتي. وحينما قررت الانضمام للجمعية بعد أن عشت سنة غيرت فيها من أفكاري، عرفت أني قد حكمت مسبقا على عالم جميل أراد البعض أن يلوث اسمه، ففقدتُ بحكمي المسبق أشياء عديدة كانت في " بصيص أمل".
لم أعرف في تلك الجمعية إلا أصدقاء كانوا ينتمون لمدن مختلفة وطبقات اجتماعية أكثر اختلافا. كانت لكل منهم أهدافا متنوعة أرادوا تحقيقها مع بصيص أمل، لكن هذا القلب الكبير الذي ضمنا معا قد غير فينا جميعا أشياء عديدة، فصار الوثاق الذي يربطنا أعظم من أي رابطة.. إنها بصيص أمل.
وكم ضحكت يوما حينما أخبرتني إحدى الزميلات أنها قد سئمت من الجلوس في مقصف الكلية، بسبب الضحكات المتعالية لأعضاء بصيص أمل الذين كانوا يحيون هناك اجتماعاتهم. ابتسمت لكلماتها لأنني كنت منهم وأجلس أحيانا معهم، فدعوتها للانضمام لمجموعتنا يوما، لعل الأجواء تعجبها. وكذلك كان، حتى أصبحت اليوم من أنشط الأعضاء في جمعيتنا.
بصيص أمل، كانت الوسيلة التي جعلت مواهب كثيرة تنفجر بدواخلنا، فيها عرفت أشخاصا عاديين اكتشفوا ميولاتهم نحو التمثيل والتأليف والاخراج والتنشيط والتقديم. وأطباء خجلين صاروا أكفاء بعد مواظبتهم على حضور القوافل الطبية التي تنظمها الجمعية. وطلابا اكتسبوا خبرة كان يلزمهم سنوات طويلة كي يحصلوا عليها.
وخطر ببالي في هاته الأثناء، منظر صديقة لي، دمعت عيناها وهي تعترف بأنها تنتمي لطبقة من الأغنياء تعيش بينهم بعيدة عن هموم الآخرين. وقد أحست بالراحة والسعادة لأنها وجدت نفسها يوما تستجدي بسرور العديد من الأشخاص وتحاول اقناعهم بضرورة التبرع بقدر كافي من المال، لأجل مساعدة مرضى القصور الكلوي.
ويخذلني قلمي الآن (كما العادة) في سرد الذكريات التي قضيتها ومازلت كذلك، مع كل من تعرفت عليهم بالجمعية في أنشطتها المتنوعة: بسمة طفل قروي حصل على فرشاة ومعجون أسنان، ضحكة صبية يتيمة فازت بجائزة أفضل رسمة. زغاريد فتيات احدى القرى المنسية بمدينة ورزازات واكرامهن لنا..ليالي الأنس بدون نوم في أمزميز الجميلة، وحتى لحظات المعاناة في احدى المناطق المنبوذة.. كلها ذكريات مازالت تغزو مخيلتي فأبتسم كلما تذكرتها.
قد يكون أعضاء بصيص أمل قد منحوا الكثير لجمعيتهم، لكنها منحتهم أكثر وأكثر. ولا تطلب منهم بالمقابل إلا الحفاظ عليها من كل من يحاول تدنيس اسمها طمعا في مال أو سلطة أو مآرب شخصية أخرى..
شكرا بصيص أمل على كل الأمل الذي قدمته لنا.. شكرا على كل شيء..

هامش: صفحة جمعية بصيص أمل في الفايسبوك

13 تعليق على "بصيص أمل"

  1. عيبنا أننا نسمع ونصدق فنحكم.
    لتواصل قوافل هذه الجمعية مسيرها، مادامت للخير تسعى.
    تحية لك أخت مغربية

    نعم يا سناء العمل الجمعوي في مثل هذه الجمعيات مفيد جدا، لانه يؤهل الشخص مهنيا و إنسانيا في نفس الوقت.

    كنت قد وعدتك شيئا حول بصيص أمل، و أنستني كثرة المشاغل، لكن الآن تذكرت ....

    كنت هنا

    قوس قزح يقول :

    دائماً أنتِ نشيطه يا سناء . بل شعلة نشاط متأججه ..
    وعندما كنت فى الجامعه كان هناك من مثلك يكونون الأسر الطبيه و الجمعيات الشبابية ..
    أما أنا كنت خجول وأصدقائى قليل جداً فى ذلك الوقت ..

    , و إسم بصيص أمل هو جميل أتمنى أن يتحول الى أمل كامل ثم الى حقيقة ..

    تحياتى لكِ

    أمال يقول :

    ابتسمت وأنا أقرأ ما خطه قلمك هنا:)
    ما أروع العمل الحمعوي، يعلم الفرد ما قد يحتاج سنوات ليتعلمه..
    والسعادة تكمن في العطاء والشعور بالايجابية والنفع

    هنيئا لك ببصيص الأمل وهنيئا لبصيص الأمل بك

    وأنت تسردين ذكرياتك أسترجع ما قضيته في عالم العمل الجمعوي.. كم هو رائع هذا العالم رغم وجود محاولات لتشويه صورته.

    واصلي ففي ذلك خير كثير.

    بلتوفيق لكم جميعاً :)

    كم اتمنى ان اجد بصيص املي كما وجدته انت ...

    إيمي يقول :

    حقيقة .. أفضل أيام حياتي قضيتها في العمل الجمعوي ..
    كانت أياما رائعة .. و حقا أدفع نصف عمري أو كله لأعيش يوما واحدا من تلك الأيام ..

    goulha يقول :

    العمل الجمعوي وإن كرهني فيه البعض إلا أنه عالم مفيد يناديكم لولوجه والاستفادة من أدبيتاه
    دوزي بخير آلالة

    مغربية يقول :

    @@ أبو حسام الدين
    أحكامنا المسبقة أحيانا تحرمنا من التعرف على أشياء جديدة مميزة..
    شكرا لكلماتك الطيبة أبا حسام الدين

    @@لاليور دولاطلاس
    ليس هناك مشكل عزيزتي :)
    ما زلت أتذكر وعدهك، لكني أيضا أعرف ظروفك
    أعانك الله

    @@قوس قزح
    بصيص أمل صارت حقيقتنا التي عشناها وألفناها..
    أعتقد أنك قد أضعت الكثير بابتعادك عن العمل الجمعوي.. هو تجربة كان من الممكن أن تزيل الخجل من شخصيتل

    مغربية يقول :

    @@ امال
    وهنيئا لي أيضا بحضورك الدائم صديقتي

    @@ خالد زريولي
    ومنك نستفيد أيها المدرب :)
    ما تعلمناه ليس الا ربع قطرة من ربع معارفكم :)

    @@ المهاجر المتمرد
    بارك الله فيك

    @@ عبد الحفيظ
    ستجده ان شاء الله
    فقط استمر في البحث

    مغربية يقول :

    @@ ايمي
    كلي يقين أن باستطاعتك عيشها ان شاء الله
    ما تقومين به في ميدانك يستحق المحاولة مرة أخرى

    @@ كولها
    الله يقدرنا على فعل الخير أسيدي :)
    تبارك الله عليكم

    necoul يقول :

    thanks snina for this wonderful article,all what i can add to this is "love you all my friends , proud to be part of your familly"

إرسال تعليق

مرحبا بكلماتكم الطيبة