اليوم الثامن.. مرة أخرى

8_mars
رن هاتفي والمتصل رقم لا أعرفه، ترددت قليلا لكن فضولا جعلني أقرر هاته المرة الرد على الاتصال.. نفس الرقم يواصل الرنين منذ أيام ولم أجب، بسبب مشكلتي الدائمة مع الهاتف والتي يعاني منها كل أصدقائي. وتفاقمت مشكلتي بعدما وزع رقمي على أناس لا أعرفهم حينما ظهرت في التلفزيون، لذا قررت ألا أجيب على أي رقم مجهول لا أعرفه، مخافة الوقوع في فخ أحاول قدر المستطاع الابتعاد عنه..
الآن مر وقت طويل على ما وقع، وأعتقد أن الناس نسوا الأمر مؤقتا، لذا ففضولي جعلني أجيب على الهاتف لأتأكد من أن المتصل شخص أعرفه حقا..
وتكررت صدمتي مجددا، صحفية تطلب مني المشاركة في برنامج إذاعي احتفاء ب( اليوم العالمي للمرأة)، طبعا خجلي الذي يمنعني من الجواب أحيانا على اتصالات الأخرين هو نفسه الذي يمنع لساني من قول كلمة " لا"..
تبا لي..

ثم، ماذا؟؟؟
اليوم العالمي للمرأة!!!!!!!!!! نسيت الأمر تماما..
وأنا " العبيطة " التي كانت تستغرب كل هاته الروبورتاجات والمقالات عن النساء وانجازاتهن ومعاناتهن وحقوقهن و.. بلا بلا بلا بلا بلا بلا...
حسنا، بما أنك  يا مروكية صرت مهمِلة، فهاته مناسبة لتتصالحي مع الكتابة، وتدوني شيئا عن هاته المناسبة..
ماذا سأكتب؟؟
"لقد ولدت في بلاد لا تزغرد نساؤها إلا للمواليد الذكور ".. جملة مستهلكة حفظها كل من يزور مدونتك، وبعد عشرات السنين مازال في وطني نساء لا تزغردن الا للذكور..
غيرها،
..
..
..
لاشيء،
راجعت أرشيف مدونتي فوجدت أني كتبت موضوعين سابقين في يوم المرأة،  قرأتهما فوجدت أنهما صالحين لهذا الزمان أيضا. وعلى غير عادتي، سأنشرهما مجددا.. لأتذكر ألا شيء تغير..
لا شيء..

آه كم أشفق عليك أيها اليوم الثامن!! أعلم أنك لا تحيا إلا مرة واحدة في السنة، لكن ضغوطاتك تزداد، فعديدون ينتظرون قدومك ليحتفلوا بشيء، أو بأشياء عديدة يقدسونها، أو يرسمونها وربما يتحاملون عليها.
قالوا إنك ذكرى اليوم العالمي للمرأة، جميل جدا.. فيك سترفع الأعلام وتكثر الشعارات، وسيعلو صوت المناضلين والمناضلات والمدافعين والمدافعات عن حقوق النساء. سوف تمجد الأنثى كأنها لا تستحق سوى يوم واحد في السنة كي تمجد فيه. وسنقول للرجال: هاأنتم، تحتفلون معنا بنسائكن، أكرموهن نهارا، وأحبوهن ليلا، واضربوهن غدا صباحا..
جميل جدا، ستظهر الكتلة النسائية المارسية، نساء أنيقات رشيقات يجاهدن للحصول على الحريات، ربما لاستعمالها كواجهات. فبعضهن ينسين أن في هذا الكون الجميل، هناك فتيات مظلومات، مغتصبات وخادمات، سارقات وجاهلات، فدائيات ومحاربات، غاضبات وعاهرات.. ذنبهن الوحيد أن ذاك الإكس X اللعين جعلهن بين الأجمعين، مجملات بتاء التأنيث.
مائة سنة مرت ونحن نحتفل بك أيها الثامن من مارس، ونقدس معك المرأة كجسد وروح وانسان. فنكرم مستغانمي، ونبجل عائشة الشنا، ونتوج ميشيل أوباما ونحيي أوبرا وينفري...  ومع كل النساء  أتذكر بحنين قوي، كل المغربيات، فأحييهن كما  تمنح التحايا في هذا اليوم لكل بنات حواء: كل سنة وجميع نساء بلدي رائعات..

أكذب على نفسي كما يكذب الآخرون علي، إذا ما قلتُ أو قالوا بأن المرأة ينبغي أن تعامل مثل الرجل، لأنه وبكل بساطة وحسب تعريف قائدة الثورة المبجل: المرأة أنثى والرجل ذكر، وكل ذي مخيخ يعرف الفرق بين الذكور والإناث.
ولأنك أنثى، لا تتوقعي أبدا أن تُقدَّرِي مثلما يقدَّرُ، أو تعاملي مثلما يُبَجل. فشهور حملك التسعة التي تمنين بها عليهم، وطلوع روحك لما تتمزق الأحشاء معلنة قدومهم للحياة، لن تشفع لك أبدا حتى تحصلي على العدل الذي تنشدينه.
أيتها المناضلة!!!!
أوقفي خطاباتك في ما تعتبرينه يومك السنوي، وإن استطعتِ الغيهِ بالمرة. ولا تطالبي بالمساواة في دنيا اللامساواة، فالمهندس ليس كالمهندسة، والممرض ليس كالممرضة، والمعلم ليس كالمعلمة، والخادم ليس كالخادمة والطالب ليس كالطالبة، وحتى المدون لم ولن يكون مثل المدوِّنة( بكسر الواو!!!).
لا تفرحي بيوم سينمائي مجاني لأجلك، ولا بأيام أسبوعية تفتح فيها الحانات خصيصا لك. فقط عيشي دورك كما أنت، جميلة طموحة. حتى في أقصى حالات غضبها تنحني حُبَّا في الرجل حتى لا يحس بدناءة رجولته. كوني فقط امرأة تكتفي بظل ذكر عوض ظلال الحيطان.
لا تبحثي أبدا عن المساواة، واستجدي العدل إن وجدته. ابحثي عنه في ذاتك ولا تطمعي إلا في راحة بال تكتفين بها. وكفاكِ هتافات ونداء ات ساخرة... فالمرأة امرأة والرجل رجل.

المرأة امرأة والرجل رجل..

16 تعليق على "اليوم الثامن.. مرة أخرى"

  1. الجزء الاخير من التدوينة قال كل شيء

    نبحث عن العدل و المساواة في ذاتنا ونستمر في العطاء

    لله غاية في خلقنا، و الله لا يضيع أجر عباده

    كنت هنا

    و حنا الرجال ممنحقناش يكون عندنا يوم عالمي

    غير معرف يقول :

    انا ايضا اشفق على هذا اليوم; واجد اننا معشر النساء لسنا محتاجات لتاريخ ننفش فيه ريشنا نكرم فيه نعلو فيه على الرجل لنتقهقر بعده حتى اشعار اخر...فنحن لسنا بحاجة الى الشعارات موسمية حفظناها عن ظهر قلب ......بل بحاجة الى اعمال ملموسة ,بامكانها ان ترفعنا درجات.... بحاجة الى اة تلد كل النساء مدنيات كن او قرويات في مستشفيات وفي ظروف انسانية .......ان تتوجه كل الفتيات الى المدارس ....ان تجد المراة عملا شريفا ينظر لها فيه كعقل و ليس كجسد. عندما تصبح هذه الحقوق و غيرها كالماء والهواء, يمكننا ان نطالب بالمساواة التي لن تتحقق ابدا وبالعدل الذي لن يخرج الى الوجود دون انتزاعنا لحقوقنا.
    مقال مميز كسائر مقالاتك .

    faroukfahmy58 يقول :

    مرحبا بهذا اليوم
    تكريم المرأة ليس يوما واحدا بل كل ايام حياتنا
    تكريم المرأة كجسد وروح وانسان منذ حواء الى يومنا هذا وما تلاه من ايام

    hmida يقول :

    Félicitations d'un vieux blogueur à toutes les blogueuses encore sur la blogoma : vous étiez très nombreuses, très actives et très enrichissantes bravo à celles qui de continuer, comme toi!

    leila shadin يقول :

    يوم للمرأة يشير بصفاقة إلى تمييز سافر بين الرجل والمرأة,,
    يوم للمرأة يشير ببلاهة إلى أن باقي الايام لغيرها ,,
    يوم للمرأة نكتة سخيفة تضحك الجاهلات وتموه الحقيقة للمناضلات وترضي غرور الاناث .. فليست كل انثى امرأة !
    ...

    على اي لستُ هنا للتعبير بل الاستمتاع والاستفادة .. ونُلتُ فعلا ماجئتُ لأجله .. :)

    السلام عليكم
    هنيئا لك اختي سناء ومن خلالك لكل المغربيات اللواتي شرفن وطنهن
    فيما يتصل بمشاركتك في البرنامج الاذاعي هذا جيد و كانت حلقة " مباشرة معكم " الأخيرة ستكون أروع لو تم استدعاؤك أنت أيبضا
    تحياتي

    :) .. كل عام و انت متالقة طيبة عزيزتي ..

    فقط العدل في الأمور، أما المساواة فحقيق أن ننظر لها بمنظور آخر، لأن المساواة لا أخالك أنها متحققة للرجل أيضا، مما يجعلنا نقول بالعدل، وهو أساس كل شيء.

    تحية عالية أختي سناء

    لكل نساء العالمنين الطاهرات العفيفات اللواتي يحرصن على العفة قبل كل شيء
    عيدكن سعيد وكل عام وانتم بخير

    المرأة لا تحتاج إلى عيد كي تعرف مكانتها عند الآخر.. فقيمتها محفوظة عند كل من يحترمها ويحبها، حيث يجعل لها في كل يوم عيد بمعاملته الحسنة، طمعا لأن يدخل ضمن زمرة من قال فيهم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: "لا يكرمهن إلا كريم"..


    كنت هنا..

    محمد يقول :

    في 8 مارس أقول الله يسمحل لينا من النسا، كيف ما كان الحال فهن مظلومات

    أنتن كل الايام لنا ..
    .
    .
    لأنكن كل الحياة.
    .
    .
    ( واستوصوا بالنساء خيرا )

    لك تحياتي ..

    يوسف يقول :

    تدوينه شيقه جدا شكرا على مجهودك الرائع

    غير معرف يقول :

    ثقافة الهزيمة .. أرجوك لا تعطنى هذا السرطان


    و نشرت مجلة دير شبيجل الألمانية فى 19 مايو 2011 "الفلبين : أطلال المفاعل النووى باتان مزار للسياح " كارثة فوكوشيما أعطت رد فعل ، المفاعل النووى الوحيد فى الفلبين Bataan لم يتم تشغيله أبدا و لم ينتج كيلو وات واحد من الكهرباء للأن و سيظل هكذا مستقبلا ، و الأكثر من هذا أصبح منذ مايو 2011 مزار للسياح ..

    ألمانيا و بلجيكا و سويسرا يقرروا إنهاء الطاقة النووية و أغلاق مفاعلاتهم النووية تدريجيا.

    و نشرت صحيفة دير شتاندرد النمساوية فى 15 يونيو 2011 إيطاليا تظل خالية من الطاقة النووية، هو قرار الإيطاليين فى أستفتاء شعبى و الذى صوت بنسبة 95 % ضد الطاقة النووية.

    باقى المقال بالرابط التالى

    www.ouregypt.us

    لماذا الأصرار علي الحرث في البحر ؟!! والمنطقة العربية مشهورة بصحاريها المشمسة فترة طويلة من العام. العالم الغربي يرجونا أن نصدر له الطاقة النظيفة عن طريق الخلايا الشمسية بالصحراء الغربية ، والمسؤلين الكهول المتحجرين الملتصقين بكراسيهم ما زالوا يصرون علي مشروع الضبعة النووي حتي لا يفقدوا عمولات حصلوا علي جزء منها والباقي ما زال في أنتظار التنفيذ ؟! طبعا سيستوردوا مفاعلات من نفايات أوروبا النووية ولتذهب منطقتنا الي جحيم الذرة ما دامت كروشهم مستمرة في التضخم !!!

    مشاعر يقول :

    يزغردون للمواليد الذكور ونسوا أن الذكر ولدته انثى ؟!!!! فمن أحق بتلك الزعاريد ؟.....المزارع يهتم ببقرته اكثر من اهل بيته لانها انثى تلد العجول وتسقي الحليب ........عجيب أمر هؤلاء الناس .

إرسال تعليق

مرحبا بكلماتكم الطيبة